فن ومشاهير
إليسا… عام جديد وفصل جديد من الأسطورة
جوزيفين حبشي
على عتبة عام 2026، تبدأ النجمة إليسا فصلاً جديداً في مسيرتها الاستثنائية، حاملة معها كعادتها، الصدق، الفن والجرأة. عام جديد يتوج إنجازاتها السابقة ويفتح أبواباً لتجارب جديدة، من حفلات أسطورية شرقاً وغرباً، إلى نجاحات رقمية غير مسبوقة، وصولاً إلى ألبومها الرابع عشر المنتظر بتجارب ولهجات موسيقية جديدة.
Screenshot
في زمن الأقنعة، نادرة هي الوجوه التي تُشبه نفسها، ونادر هو الصوت الذي لا يساوم ولا يبدّل نبرته. إليسا واحدة من هذه الندرة. لم تكن يوماً فنانة بالمعنى الضيّق، بل حالة إنسانية وفنية متكاملة، صادقة في صوتها ومواقفها، محافظة على جذورها، ومعرفة أن الصدق، مهما كلّف، هو الطريق الأقصر للنفس.
قوّتها تكمن في اختياراتها، في قول “لا” حين يكون الصمت أسهل، وفي إعلان موقفها وسط صمت الآخرين. واجهت المرض وحيدة، وأعلنت عنه بعد انتصارها عليه، لا استدراراً للتعاطف بل تكريساً للوعي، وواجهت التنمّر والخيانة دون أن تسمح لهما بأن يُسقِطا صورتها عن نفسها.
Screenshot
ومع دخول عام جديد، تبدو تجربة إليسا مفتوحة على مزيد من الحضور والإنجاز، لا بوصفها نجمة تراكِم النجاحات، بل كصوت ناضج يعرف تماماً ماذا يقول، ولماذا يقول، ومتى يختار المواجهة. ففي 2025، غزت إليسا العالم بحفلاتها شرقاً وغرباً، مؤكدة أن حضورها لم يعد محصوراً بجغرافيا، بل ممتدّاً عبر ثقافات وجماهير متنوّعة، لتختم عامها، كما يليق باسمها وجذور حفيدة اليسار الفينيقية، في تونس بحفل أسطوري. وفي نفس السنة، حققت موسيقاها إنجازاً جديداً على منصة “أنغامي”، بتخطّي ألبوماتها ومقاطعها الموسيقية مليار استماع، معبرةً عن امتنانها العميق لجمهورها الذي رافقها في كل خطوة، مؤكدة أن النجاح الحقيقي هو مشاركة الحبّ والوفاء مع كل من آمن بها. والأهم، أن عام 2026 سيشهد ولادة ألبومها الرابع عشر، الذي يحمل تجارب ولهجات موسيقية جديدة تؤكد أن إليسا ما زالت الرقم الأصعب في عالم الغناء العربي، مستمرة في تحدّي نفسها وتقديم كل ما هو صادق ومؤثر لجمهورها.
Screenshot
إليسا “أيقونة” لأنها تملك كل مقوّمات الأسطورة: الموهبة، والصدق، والاستمرارية، وصوتاً حسّاساً لا يخون إحساسه مهما تبدّلت الظروف، وتجربة إنسانية تحوّلت، عبر الصدق والاستمرارية، إلى ذاكرة مشتركة لجيل كامل. هي “المراية” لأننا نرى فيها ضعفنا وقوّتنا معاً، انكسارنا وقدرتنا على النهوض. تعكس للنساء معنى القوة من دون قسوة، وللرجال معنى الشجاعة من دون استعراض، وللجميع أن السقوط ليس نهاية الطريق. حضورها يذكّر بأن الصدق يمكن أن يتحوّل إلى قوة عامة، والفن مساحة حرية، والشجاعة الحقيقية هي البقاء على الطريق… كما هي، بلا أقنعة.
إليسا… ليست مجرد صوت، بل إحساس يلمس الروح وصدق يتخطى الزمن. هي القوة التي تعرف أن تبقى كما هي، بلا مساومة ولا تزييف، وملكة الإحساس التي تعلمنا أن الفن الحقيقي إنساني، وأن الشجاعة الحقيقية هي أن نكون نحن… كما نحن، نواجه الحياة بصوتنا، بقلبنا، وبكل ما نملك من صدق وجمال، لتظل الأسطورة حيّة في كل لحظة، وفي كل نغمة، وفي كل إحساس.
Screenshot