ريحة اهلنا ببيتنا

شو بحب بيتنا. مع انو لا جديد، ولا كبير، ولا دولوكس، ولا مفروش على اخر طرز، ولا فيه اوضة الي وحدي، ولا حتى اسانسور ( نحنا بالطابق الرابع). بحب بيتنا مع انو في نش، وفي تفسخ، وفي ميّة علة وعلة، بس بحبو وبحسو بيشبه وجعنا وفرحنا، وايامنا وتعبنا وذكرياتنا. بحب صورنا الفالشتن امي بكادرات من كل شكل ولون، واخر همّا اذا متناسقين، لأنو برأيا المهم اللي بقلب الصورة. بحب ورداتا الاصطناعية اللي شاكتن بين الزرع، بحب تلفزيونا الزغير فوق المايكرووايف بالمطبخ( امي بتستعمل المايكرووايف طاولة للتلفزيون)، بحب فناجين القهوة الشفة والفناجين اللي بديّنة بس طايرة ديّنتن، بحب ريحة الغاردينيا اللي زرعها بيّي عالبلكون، وريحة الفتوش اللي بتذكرني كمان ببيّي لما كان قادر يعملنا كل يوم والتاني اطيب جاط فتوش، واطيب ليموناضة ببرش الحامض، فشر حلمي بالبترون يعمل اطيب منها. بحب ريحة البخور اللي بتذكرني بمسبحة الوردية اللي كانوا يجبرونا امي وبيّي نصليها كلنا سوا الساعة ستة المسا، ونحنا نحاول نهرب ونتأخر، وناكل عيطة بكل مرة.
بحب بيتنا وما بحياتي تمنيت بيت غيرو، مع انو طول عمري بتمنى يكون عندي شوفاج واوضة طويلة عريضة لحط فيها تيابي بس.
بحب بيتنا وذكرياتنا فيه، صحيح منو البيت المثالي، بس بيتنا بيشبهنا،مكركب متلنا، معجوق متلنا، تعبان متلنا، مضوي ومشمس متلنا، بيضحك متلنا، بيبكي متلنا.
بيتنا في ريحة امي وبيّي واخواتي اللي طاروا وصاروا كل واحد بميل، بس كل زاوية فيه بتذكرني فيهن.
بحب بيتنا. بيتنا مش مليان تحف، بيتنا مليان حب. بيتنا هو عيلتنا.

جوزفين حبشي

Josephine Habchi