Uncategorized

زيارة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر للدولة تتويج لموروث فكر ومبادىء زايد

Published

on

أبوظبي في 29 يناير /وام/ تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للزيارة المشتركة لكل من قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى الدولة التي تجسد الدور الرائد الذي تؤديه دولة الامارات عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية.
وتعد هذه الزيارة الأولى للبابا فرنسيس إلى منطقة الخليج العربي، كما أنها المرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية لأي دولة في العالم مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بحجم فضيلة الإمام الأكبر.وتشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس تتويجاً لموروث ممتد من القيم والمبادىء الثابتة التي أرسى دعائهما المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.
وترجمت الإمارات تلك المبادىء إلى مواقف رسمية ومبادرات حكومية ومنظومة متكاملة من القوانين والتشريعات قبل أن تتحول إلى سمة متأصلة لمجتمع الإمارات بمختلف مكوناته.
وللراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” العديد من الأقوال والمواقف والزيارات المتبادلة التي حرص خلالها على التأكيد على أهمية الحوار الإسلامي مع مختلف الأديان، ونشر روح التسامح والمحبة بين مختلف شعوب الأرض، وهي الوصفة التي أجمع العالم اليوم على أنها الحل الأنسب للوصول إلى السلام الدائم.
وعبر المغفور له عن تلك المبادىء قائلاً : “إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف”، “إن نهج الإسلام هو التعامل مع كل شخص كإنسان بغض النظر عن عقيدته أو عرقه”.
وتعود جهود المغفور له في هذا الصدد منذ بدايات تأسيس الدولة، حيث كفلت الدولة الحرية الدينية بالقانون، ونص دستور الدولة على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة مع كفالة حرية العبادة لغير المسلمين، إضافة إلى المبادىء المرتبطة بالمساواة أمام القضاء وتجريم الإساءة إلى الأديان.
وعلى صعيد العمل الدبلوماسي والسياسي حرص المغفور له على مد جسور الصداقة مع مختلف دول العالم بكافة أطيافه وانتماءاته .
واستقبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في 28 مايو من العام 1984 المطران “برنارد جريمولي” مبعوث الفاتيكان لدى دولة الإمارات، واطلع على مساعي قداسة البابا لتحقيق السلام في العالم وتنمية الحوار الاسلامي المسيحي.
وأكد “طيب الله ثراه” حينها أن دولة الإمارات تؤمن بأن الحوار الإسلامي المسيحي بات ضرورة ملحة لتجاوز العقبات والعمل على نشر السلام إسعاد البشر.
وفي 27 يناير 1985 نقل المطران “برناردا جريموليه” مطران الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي رسالة خطية من قداسة البابا يوحنا بولس الثاني حول السلام العالمي والتقارب الاسلامي والمسيحي.
وتسلم “طيب الله ثراه” في 1 نوفمبر 1989 رسالة خطية من البابا جون بول الثاني عبر فيها عن تقديره للدور الذي يقوم به الشيخ زايد من أجل تحقيق السلام والاستقرار وخدمة الانسانية في العالم.
وفي 30 يناير 1994 تلقى الشيخ زايد بن سلطان رسالة من قداسة البابا يوحنا الثاني تتعلق بتطورات القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وخاصة ما يتعلق منها بإقرار السلام والأمن في العالم وتحقيق الرفاهية للبشرية.
وتطورت علاقات التعاون بين الإمارات والفاتيكان حول مختلف القضايا المتعلقة بالسلام العالمي وتعزيز قيم التسامح والحوار إلى أن بلغت مرحلة متقدمة بتدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 2007 حيث أشاد الفاتيكان وقتها بالحرية الدينية في دولة الإمارات.
وتعد الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، إلى الفاتيكان في 15 سبتمبر 2016 بمثابة تتويج للعلاقات التاريخية ما بين دولة الامارات و الفاتيكان.
وخلال تلك الزيارة قدم قداسة البابا فرنسيس إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ميدالية ترمز للسلام، تقديرا لجهود سموه في خلق الاستقرار ونشر السلام العالمي، وللجهود التي تبذلها دولة الإمارات في نشر التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version