Uncategorized

عدم التهاون إزاء الفساد شرط أساسي لتفعيل دور الشرق الأوسط في استضافة الأحداث الرياضية العالمية

Published

on

استضافت كل من شركة “التميمي ومشاركوه”، أكبر شركة محاماة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ و”بار آند كارير”، شركة المحاماة السويسرية الشهيرة؛ مؤخراً ندوة حوارية مشتركة لمناقشة مخاطر الفساد وفرص العمل في قطاع الرياضة بمنطقة الشرق الأوسط. واختارت الشركتان لهذه الندوة كوكبة من المتحدثين ذوي الخبرة الواسعة في جرائم أصحاب الياقات البيضاء والرياضة، بالإضافة إلى متحدثين من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ونادي “إيه سي ميلان”، ومشروع “نيوم”.

وسلطت الندوة الضوء على العناصر المزدوجة للأحداث الرياضية من خلال جلستي نقاش منفصلتين؛ تناولت الأولى مخاطر الفساد المرتبطة بالتلاعب في نتائج مباريات كرة القدم، والوسائل المختلفة التي يمكن لاتحادات كرة القدم اتباعها للتحقيق في حالات الفساد ومنعها. واستكشفت جلسة النقاش الثانية المنظومة التجارية الواسعة للأحداث الرياضية، وآفاق تطور هذه الفرص مع استضافة المزيد من الفعاليات الرياضية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، مستقبلاً. 

وبهذه المناسبة، ألقى إميليو غارسيا سيلفيرو، المدير التنفيذي للشؤون القانونية والامتثال في الاتحاد الدولي لكرة القدم، كلمةً رئيسية سلّط فيها الضوء على تطور مشهد كرة القدم خلال السنوات العشرين الماضية، والحاجة إلى مواصلة تطوير هذه الرياضة بالتوازي مع اتخاذ التدابير العالمية الكفيلة بحماية النزاهة المالية فيها. وقال إميليو بهذا الخصوص: “تطورت كرة القدم بشكل جذري خلال السنوات العشرين الماضية، ورافق ذلك تطور مماثل في تدفق الأموال ضمن منظومة هذه الرياضة. فقد ارتفع حجم الإنفاق على انتقالات اللاعبين خلال السنوات العشر الماضية بحدود 4 مليارات دولار تقريباً. كما أن التعديلات التي أقرتها ’الفيفا‘ مؤخراً على قوانين كرة القدم وضعت إطاراً منظماً للتعامل مع الضغوط والممارسات الحاصلة في سوق الانتقالات الدولية، عدا عن توفير معايير واضحة لنزاهة التعاملات المالية”.

 ويعتبر الشرق الأوسط سوقاً حيوي مهم، وقد كانت أغلب انطباعات المتحدثين إيجابية بشأن تحسين مكانة المنطقة في مجال الرياضة. وأشار ميشيل بيرناسكوني، الشريك والمدير المشارك للممارسات الرياضية في “بار آن كارير”، إلى أن “البلدان الخليجية تحظى بالكثير من الإمكانات الرياضية التي تبشّر بمستقبل واعد على الرغم من عدم استثمارها بالشكل الكافي حالياً. وتشهد المنطقة زخماً قوياً بالفعل في توسيع نطاق قطاع الرياضة مع تطوير العديد من البنى التحتية الرئيسية ووجود رؤية واضحة لاحتضان أشكال جديدة من الأنشطة الرياضية، غير أن استمرار هذه التوجهات يستلزم تكاملاً أكبر في الرؤى والموارد التجارية التي ينبغي على هذه البلدان توفيرها”.

من جانبه قال لورينزو جورجيتي، المدير التجاري في نادي “إيه سي ميلان” لكرة القدم: “في مواجهة الأزمات العالمية والتغيرات المستمرة، تبقى الرياضة هي الوسيلة الأفضل لحفز الفرص والقيم الإيجابية بين جميع أصحاب المصلحة. ويمكن للبلدان التي تسعى إلى كسب اهتمام عالمي أن تستفيد من الفعاليات الرياضية لتحسين اقتصاداتها وسمعتها بوتيرة أسرع”.

Advertisement

ومع أن ازدهار قطاع الرياضة في الشرق الأوسط يوفر فرصاً واسعة النطاق، إلا أنه يفرض في الوقت نفسه على الدول المضيفة مسؤوليات كبيرة لناحية التنبّه لممارسات الفساد. وفي هذا الصدد، قال ميغيل ليتارد، مدير شؤون التقاضي في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، خلال جلسة النقاش الأولى: “يسعى الاتحاد إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية للقضاء على الفساد. وقد بذلنا في الآونة الأخيرة جهوداً كبيرة لمحاربة التجاوزات؛ ليس فقط على مستوى ’الفيفا‘، بل على المستوى الدولي أيضاً”.   

من جانبه، أشار سافيريو ليمبو، الشريك ومدير استشارات جرائم أصحاب الياقات البيضاء في “بار آند كارير”، إلى أن كشف ومنع ممارسات الفساد في قطاع الرياضة يعتمد بشكل رئيسي على التعاون بين اتحادات كرة القدم والهيئات الوطنية المعنية. وقال ليمبو بهذا الخصوص: “لابدَ من التعاون بين الاتحادات الرياضية وأجهزة النيابة العامة لحل مشكلة التلاعب بنتائج المباريات. إذ يمكن لأجهزة النيابة العامة اتخاذ تدابير ملزمة خلافاً للاتحادات الرياضية. كما أن صلاحيات التحقيق الواسعة التي تتمتع بها هذه الأجهزة تتيح لها الكشف عن الأساليب المعقدة التي يستخدمها المجرمون لتنظيم ممارسات الفساد وجني عائداتها”.

وبحسب ابتسام الأسود، الشريك ومدير استشارات الجرائم المالية الإقليمية في “التميمي ومشاركوه”، فهناك دولتان خليجيتان أكدتا صدارتهما لقطاع الرياضة المزدهر في الشرق الأوسط مع نجاحهما ببناء أسس قوية لمحاربة الفساد ضمن إطار أنظمتهما القانونية: “اتخذت دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية خطوات مهمة لبناء ثقافة عدم التهاون مطلقاً إزاء ممارسات الفساد، وسيكون توسيع نطاق هذا النهج ليشمل قطاع الرياضة أمراً بالغ الأهمية مع سعي المنطقة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى. وأنا واثقة من أن منطقة الشرق الأوسط ستنجح خلال الأعوام المقبلة بتعزيز مكانتها في استضافة البطولات الرياضية العالمية، مما يوفر مجموعة غنية من الفرص الجديدة للشركات المحلية”.

متابعة سعدى صعب انتيباس- Saada Saab Antypas

akhbar.vip@hotmail.com

Advertisement

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version