منوعات

مسرحية «ماغما»: عرض مسرحي استثنائي يفتح أبواب الواقع

Published

on

عرض مسرحي يستحضر الجمهور إلى عالم فصل واحد مكثف وعميق، يتغلغل في أعماق أزماتنا المتنوعة والمتعددة، يرسمها بملمس قوي ويضربها بسوط من الحديد اللاذع. هذا النص المتين والمباشر يتناول جوانب من معاناتنا مع الكوابيس، والقلق، وعدم الاستقرار، حيث يجسد المؤلف والمخرج عصام بوخالد هذه التحديات من خلال شخصية ساحرة تعبّر عنها بطابع الكاريكاتير.

فيما تتألق الممثلة برناديت حديب على المسرح وحدها، تتفرع تدريجياً إلى عدد غير محدد من الشخصيات الواقعية خلال أقل من ساعة، مبهرة جماهير متنوعة، بينهم الجمهور الخاص والنخبة، في حفل افتتاح لا يُنسى.

اللبناني الذي تحدى الأزمات والإحباطات، استوعب بسرعة فائقة عقد المسرحية بكل تفاصيلها، حيث استعرضت اليوميات بين الشارع والمنزل والمناسبات بكل تنوعها، وصاغها بأسلوب يشكل شبكة مُحكمة لا تترك فرصة للحلول. وفي وجه تعدد حالات الاستحالة، يظهر الموت كحلاً وحيداً، يعيق عجلة الأزمات التي لا تفارقنا.

برناديت تشكل محور الأحداث، حيث تجسد دورها على السرير، وتبدع في تجسيد المناخات المتنوعة بمهارة فائقة، من خلال تقديم أداء صوتي وجسدي متقن، يرتفع ويهبط بين أعلى طبقات العواطف وأدناها، يعبّر بشكل قوي عن التناقضات واللا توازن، في رؤية واضحة للواقع.

توصيف دقيق للحياة الملونة يتناوله العرض، يركز بشكل خاص على السلبيات، مما يخلق نصاً مبتكراً ومتنوعاً، يمتلئ بأفكار غنية ومعالجات فريدة. ورغم سوداوية المضمون، يظهر المخرج إصراره على طرح رسالته: الموت هو الحلاحلمة. وفي لحظة استثنائية، يبتلع السرير برناديت، كأنه يُسجّل موتها كرمز للخلاص، مؤكداً تحررها من مآسي الحياة اليومية.

Advertisement

Exit mobile version