فن ومشاهير
ندى كوسا… شكراً يا زهرة لبنان
جوزيفين حبشي
مع اقتراب موعد تسليمها التاج، تستعد ملكة جمال لبنان ندى كوسا لاختتام فصلٍ من حياتها، فصلٍ كتبت سطوره برقيّ، ونقشته على ذاكرة الناس بنعومة حضورها، وصدق ابتسامتها، وتواضعها اللافت.
مع اقتراب موعد تسليمها التاج، تقف ملكتنا، شامخة، وقد رسّخت مكانتها ليس فقط كصاحبة لقب جمالي، بل كوجه مُشرف لرقيّ الأنثى اللبنانية ونعومتها المتفرّدة.
Screenshot
ملكتنا لم تكن فقط جميلة الشكل، بل جميلة العمق. تحمل في تكوينها خلفية أكاديمية في علم النفس، وهو ما بدا جلياً في قدرتها على الإصغاء، على احتواء من حولها، وعلى تمثيل لبنان بوجهٍ ناضج، إنساني، يشبه شباب هذا الوطن في طموحهم، ونساءه في وعيهنّ وثقافتهنّ.
منذ لحظة تتويجها، تميّزت بحضورها الهادئ والآسر، فجمعت بين الرقة في المظهر، والرُقي في المضمون. لم تكن فقط جميلة الصورة، بل أنيقة الروح، تعرف كيف تمشي بكامل أنوثتها من دون صخب، وكيف تتحدّث بلباقة تُشبه نساء الزمن الجميل، وكأنها خرجت من قصيدة شعرية أو مشهد سينمائي كلاسيكي.
Screenshot
ابتسامتها كانت دائماً عنواناً للطمأنينة، وكلماتها لا تخرج إلا مغلّفة باللطف والاحترام. حضورها مرهف، عقلها راجح، اناقتها داخلية ولا تقل سحرا عن حضورها الخارجي. ورغم الأضواء، لم تنسَ أن تحمل التاج بخفّة، لا بتعالٍ، وأن تكون صورة حقيقية لفتاة لبنانية تؤمن بالجمال الذي يرقى بالوعي، لا يسطّح الحضور.
وها هي قريباً، تهمّ بخلع التاج، لا حزناً، بل امتناناً. تتركه لخليفتها، وهي تعرف في قرارة قلبها انها لن تخلع الأثر الذي تركته في القلوب، فالتاج الحقيقي لا يُرتدى، بل يُمنح من الناس، حين يلمسون فيها أثرا جميلاً لا يُنسى.
Screenshot
ايام قليلة تفصلنا عن ليل السبت ٤ اكتوبر ، وعن موعد تسليمها التاج، ولكن يبقى الأكيد أن جميلة لبنان لم تكن ملكة لعامٍ فقط. لقد مرّت كنسمة ناعمة وتركت في القلوب أثرا سيبقى طويلاً. البصمة التي حفرتها خلال عامٍ من التمثيل المُشرّف، ستبقى نقشاً على صفحة الجمال اللبناني الحقيقي ، ذلك الجمال الذي لا يُقاس فقط بالملامح، بل بالأثر، وبالرُقي، وبالأسلوب الذي يجعل من كل مرورٍ أنيق، ذكرى لا تُنسى.
Screenshot
ربما ينتهي اللقب، لكنّ الحكاية لا تنتهي. لأن ندى كوسا، ببساطتها الساحرة، تُثبت أن بعض الملكات لا يحتجن تاجا ليُصبحن أيقونة.
ندى كوسا، ملكة جمال لبنان لسنة ٢٠٢٤، شكراً لأنك كنت اجمل صورة عن وطن الجمال والثقافة والحضور الآسر.
Screenshot
Screenshot
Screenshot
Screenshot