فن ومشاهير

حياة منال ملاط الثالثة تنطلق… ثلاث مئة مبروك

Published

on

جوزيفين حبشي

«حياتي الثالثة»… ليست مجرد عنوان لميني-ألبوم. إنها اعترافٌ صادق من امرأة وُلدت أكثر من مرة، نجَت من الخوف، من الوجع الذي تحوّل إلى خطوة جديدة نحو الحرية، ومن الحب الذي مرّ كعاصفة،قبل ان يستكين في احضان الصيف.

تقول منال ملاط باحسايها :”حياتي الثالثة” هي أنا .أنا بعد كل ما عشته، بعد كل درس، بعد كل صرخةٍ تحوّلت همساً، وبعد كل انكسارٍ عاد فصار ضوءا”.  هي امرأة قررت أن تحب الحياة كما هي،أن تعيشها كما تستحق، وأن تفتح قلبها للتعافي… بلا خوف.

Screenshot

والبارحة، دخلنا جميعا حياة منال ملاط الثالثة.دخلناها كمن يدخل فصلا جديدا من روايةٍ كتبتها الدموع أولا، ثم أعادت كتابتها الشجاعة. هي رحلتها نحو ذاتها، ونحو حلم موسيقي وُلد ليل 20 تشرين الثاني 2025 بعنوان:”حياتي الثالثة”. ميني-ألبوم… صغير بالحجم، لكنّه عامرٌ بالحب والإبداع والمشاعر. ثلاث أغنيات فقط، لكنها ثلاث حيوات  من الإحساس، تحكي تحوّلات امرأة عاشَت الحب والكسرة والفقد، ثم نهضت من جديد، أكثر نضجا وأكثر صدقا مع نفسها. امرأة تشبه برعما يتفتّح تحت شمس العاطفة: يزهو، يتألّق، ثم تتساقط أوراقه، لا لاعلان النهاية، بل لبداية ربيعٍ آخر، ربيعٍ أدفأ، أعمق، وأشدّ سحرا.

Screenshot

هذا السيل من الأحاسيس حمل توقيع أنطوني أدونيس بالكلمات والالحان، اما  الانتاح الموسيقي فتولاه  كل من داني بو مارون  وألكس ميساكيان، في توليفة صوتية شفافة تمزج بين الإحساس الكلاسيكي وروح العصر. وبصوت منال، هذا الصوت الذي يملك قوة الحنان، ودفء الاعتراف، وجرأة الهمس،  تنطلق الرحلة عبر ثلاث محطات:”ما تلمحني”،”إنت الأصلي”، و” بديل”. أغانٍ تعيد رسم قصة امرأة تتبدّل من التردد إلى اليقين، من الانكسار إلى الانتصار.

أمّا المفاجأة الكبرى خلال إطلاق الألبوم في فندق ” سمال فيل”، فكانت المشهدية البصرية المرافقة: ثلاث حلقات من فيديو-كليب مترابط، كأنها مسلسل قصير من ثلاثة فصول، بعدسة المخرج كريستيان أبو عني، صُوّرت بأسلوب سينمائي على خشبة كازينو لبنان، حيث تلتقي الألوان بعصر الأبيض والأسود، والڤالس والباليه بواقعية صدمات الحب.

Screenshot

في الفصل الأول، امرأة تتقدّم لاختبار أداء…تفوز بالدور، وتقع في حبّ شريكها على الخشبة. في الثاني، الخيانة تغيّر اتجاه القصة، فتترك المسرح وتُستبدل  بأخرى. وفي الثالث، تكتشف نفسها من جديد، لا عبر التصفيق، بل عبر التجربة الجارحة، وانكسار القلب… وعودة الروح. هذه الثلاثية البصرية، رغم حضورها في تجارب عالمية، إلا أنها نادرة في العالم العربي، وهذا ما يمنح مشروع “حياتي الثالثة” جماله المتفرّد، ويضعه في قلب فن معاصر يمزج المسرح بالغناء، والحلم السينمائي بالحقيقة.

هذا العمل ليس مجرد ألبوم. إنه مشروع فني متكامل، موسيقى، سينما، مسرح، وقصة امرأة تنتصر على ذاتها. “حياتي الثالثة” ميني-ألبوم، نعم، لكنّه يروي حياة كاملة. حياة لا تُروى بالنغمة والصوت فقط، بل بثلاث مشهديات عن الحب الذي يبدأ من الداخل، ويتجدّد مع كل سقوط، ويحلق في فضاءات الشفاء.

Advertisement

وفي الختام… قد يكون اسم الألبوم “حياتي الثالثة”، ولكن منال، العروس التي احتفلت بزواجها من داني بو مارون قبل أشهر،  تقول بابتسامتها المعهودة:” داني هو حياتي الثالثة والرابعة والخامسة و…المليون”. مليون مبروك منال ملاط على الشجاعة، على الانتصار، على الفن، على الحب، وعلى الحياة التي تليق بك وبصوتك وحساسك وشغفك. وثلاث مئة مبروك  مبروك لكِ ولـ داني…”شهّيتونا الحب”.

Screenshot


م

Exit mobile version