فن ومشاهير

رحلة الى كوكب ماريلين نعمان

Published

on

جوزيفين حبشي

هل تعرفون فرقة البيتلز؟  “ ولوّ، ليك ملا سؤال” اكيد تعرفونها، فهي اشهر  وأهم فرقة روك في التاريخ.  طيب هل شاهدتم يوماّ  حجم جمهور حفلات البيتلز؟ حتماً شاهدتم، فكل حفلة من حفلاتها كانت تشهد إقبالا جماهيريا ضخما، وغالبا ما كانت البطاقات sold out  في عضون ساعات من فتح باب الشراء. طيب،  هل شاهدتم عبر اليوتيوب مثلا، مقتطفات من حفلات البيتلز، مع كل ما يرافقها من جمهور مبهور، يصرخ باستمرار، يجن باستمرار، يحلق ابعد من الغيمة,  يلامس النجمة ، يشتعل كالشمس  وهو يردد الاغنيات ، كلمة كلمة، افضل من المغنيين انفسهم والكورس معهم؟

تتساءلون ما هي مناسبة الحديث عن  البيتلز  الان؟ السبب ماريلين نعمان اولا، وحفلة ماريلين نعمان  البارحة ، ثانيا. لا، لا علاقة لأغنية البيتلز yesterday باحساسي بحفل  البارحة . ولا ، لست ابالغ ابدا،  فماريلين نعمان yesterday ,  في حفلها الاستثنائي في واجهة بيروت البحرية ، الذي امتلأت قاعته الضخمة ومدرجاته العديدة، وال standing امامها مباشرة ، ببحر من  جمهور لم اشاهد مثل موجه يوماً،  ولم اسمع  بمثل فقشه وحماسته وتصفيقه يوماً، ذكّرتني فورا بفريق البيتلز.

Screenshot

منذ حفلها الاول قبل عام ونصف تقريبا في ال O ، وحفلها الثاني قبل عام بالتحديد في الفوروم، وصولا الى حفلها البارحة في  seaside arena وأنا  مدهوشة، مذهولة، مبهورة بهذه ” البنّوت” الصغيرة سناً،  الكبيرة  جدا جدا  موهبة، بحجم جمهورها الذي يكبر يوما بعد يوم، الى درجة انه  وصل الى ابعد من الغيمة . تلك الغيمة التي غنّت لها والتي توسّطت مسرحها البارحة، مع الشمس التي اضاءت وتوهجت مثلها تماما. لا، لا ابالغ، ولا، لا اقول شعراً. أقول احساسا   وحقيقة ملموسة شاركني بها  البارحة، الاف الحاضرين المبهورين، المذهولين، المنتشين بحضورها الطاغي، بسحرها الإسر، بكاريزمتها اللامتناهية، بصوتها الدافئ حينا كشعاع شمس في يوم بارد، والمنعش حينا آخر كنسمة ربيعية تتغلغل فينا من حيث لا ندري.

Screenshot

طيب، ما سر  ماريلين نعمان؟ما سر هذه ” البونبونة” و ” البنوتة” التي نشعر كلنا ( طيب معظمنا، لأن دائما هناك شواذ ) انها ابنتنا، صغيرتنا، اختنا ، حبيبتنا، جزء منا، ذلك الجزء الجميل، البريء، الناعم، الصادق، العفوي، الحقيقييييييي منا.

ما سر  ماريلين نعمان، التي راهن البعض انها مجرد ظاهرة، مجرد غيمة عابرة في سماء الفن، ستشتي  بضع قطرات، ثم ستختفي وراء الافق؟ ما سرها  هي التي لم تكترث يوما لبعض ما يقال، بل تذكّرت فقط موهبتها وشغفها و الناس  الذين يعشقونها ويعشقون فنها، فقررت ان تنسى تْفلّ، ومن كل قلبها غنِّت وعلِّت، ومش بركي ، على الاكيد غطّت عالنّشاز.

Screenshot

سر ماريلين نعمان انها فنانة حقيقية، موهبة حقيقية، احساس مرهف حقيقي، صدق حقيقي، لذلك هي وصلت وستصل دائما الى الناس. الناس الذين لهم وحدهم  ولمحبتهم واحساسهم بها وباحساسها وموهبتها ، تدين بنجاحها . الناس،  صغارا ومراهقين وشبابا وكبارا وكهولا، وحتى غدي، غدي ما غيره ابن عدلا، كان البارحة في حفلها ، مع امه سينتيا كرم واسرة ايغل فيلمز ومسلسل ” بالدم”( جمال سنان وماغي بو غصن ونادين جابر وفيليب اسمر وسعيد سرحان).

Screenshot

سر ماريلين نعمان انها محاطة بعائلة تحبها وتدعمها، واياكم أن تقللوا من شأن العائلة الداعمة والمؤمنة باحلام صغيرتها. سر ماريلين أم وأب واخوة وابناء اخوة متواجدين دائما بين الجمهور، فخورين بصغيرة البيت التي اصبحت كبيرة الفن، وتخطّت بوهجها بريق الكثيرين .

Screenshot

سر ماريلين، أنها محاطة بفريق عمل مثلها تماما، صغير  بسنه، كبير بموهبته وشغفه واتقانه وابداعه. سرها توأم روحها ونصفها الثاني حتى في الاسم، لين طويلة، المخرجة الموهوبة  ومديرة اعمالها المحترفة ، التي لا تحتاج لملايين الدولارات لتبتكر فنّاً آسرا  اكثر ” من كل شي في” مؤثرات . لين وماريلين، قوة الانوثة الضاربة. قيل الثورة امرأة؟ صحيح، فهاتان المرأتان  تشنان معا ومنذ فترة طويلة، ثورة فنية ، سلاحها  صدق وشغف وبساطة مبهرة اكثر بكثير من كل مبالغات التكنولوجيا وفذلكات ال  AI .

Screenshot

Screenshot

البارحة، سافرنا الى كوكب مبهر ، شمسه وقمره ونجماته وغيماته وزهراته كلها تحمل اسم ماريلين نعمان. البارحة، حملتانا معا، الرائعتان ماريلين ولين ، في رحلة على خطوط السحر الجوّية. اتقان في كافة تفاصيل “تيمة” الاستعراض، من الBording Pass  الى الغيوم  والنجوم  والشمس، التي استقبلتنا بها عند مدخل Gate ال seadide arena,  مضيفات جوّيات حتى باللباس، اوصلننا الى مقاعدنا، فشددنا الاحزمة لرحلة استمرت لساعتين تقريبا، مع كل ما رافقها من مشاهد مبهرة لغيوم وشمس وفقاعات صابون ملوّنة،  وبيوت  وزرع  وخضرة  ووجه ماريلين الحسن وصوتها الاحسن.

هذا من دون أن ننسى المطبّات الهوائية التي جعلتنا نصرخ فرحا وحماسة وتمايلا . عندما غطّت بنا الطائرة مع نهاية الرحلة، لم نصفق ولم نصرخ “برافو كابتن”. كانت أكفنا واصواتنا قد تعبت وتخدّرت من كثرة التصفيق والغناء والتمايل والتأثر  بكل ما شاهدنا. المفاجآت لم تتوقف،  من مشاركة  كل من نبيل خوري ( كاتب وملحّن “وسألت انا مين”)وانطوني خوري مؤسس فرقة  ادونيس  ( كاتب وملحّن “مش نفس الشي بلاك”) ، الغناء معها على المسرح، الى التحيّة لروح العبقري زياد الرحباني ، التي افتتحت بها ماريلين حفلها ، فعزفت الفرقة الموسيقية المرافقة لها مقدمته الشهيرة ” ميس الريم” ، وغنّت هي لاحقا رائعته ” معلومات مش اكيدة” .

Advertisement

Screenshot

ماريلين نعمان تعشق زياد الرحباني الذي لحّن لفيروز واحدة من أجمل اغنياتها، ” قديش كان في ناس”، والبارحة، يا ماما ” قديش كان في ناس، عالمفرق  وعالمدرجات وفي كافة الشوارع والمواقف التي توصل الى موقع الحفل، والكل عم ينطر ماريلين، التي شتت غيمتها كثيرا، واشرقت شمسها كثيرا، ونسّم علينا هواها وغزل عالخفيف،  وانسحب فجأة الخريف.

ماريلين نعمان تعشق زياد الرحباني صحيح، وخصوصا اغنيتة ” معلومات مش اكيدة”. ولكم مني معلومة اكثر من  أكيدة : ماريلين لن تتوقف عن ابهارنا وتحريك مشاعرنا، غناءا وتمثيلا وتحليقا عاليا جدا ، لأنها تحترم فنها وجمهورها وموهبتها. ومن كان مثلها، مستحيل ان يكون غيمة عابرة في سماء الفن، بل مواسم اربعة ، تتجدد باستمرار وتزهر  باستمرار، وتنضج باستمرار وتهطل علينا فرحا وايضا باستمرار.

Screenshot

Screenshot

Screenshot

Screenshot

Screenshot

Exit mobile version