فن ومشاهير

سلمى حايك وكيانو ريفز: مولودان في اليوم نفسه وتربطهما بيروت

Published

on

جوزيفين حبشي

نجمان عالميان  وُلدا في ٢ سبتمبر: كيانو ريفز وسلمى حايك، اللذان يربط  بينهما خيط خفي من الشرقمن لبنان تحديدا. أحياناً،  يكفي أن يُولد الإنسان في مكان ما أو أن يكون  له جذور فيه ، ليحمل ذلك المكان في قلبه، وفي شخصيته، بشكل أو بآخر.

وُلد النجم كيانو ريفز في بيروت عام 1964 لأم إنجليزية، وأب أمريكي من أصول هاوايية وصينية وإنجليزية، التقيا صدفة  في العاصمة اللبنانية التي كانت آنذاك ملتقى الثقافات ومدينة مفتوحة على العالم. صحيح أن كيانو لم يعش فيها طويلًا، إذ غادرها وهو طفل صغير، لكنّ ولادته فيها تبقى جزءا من قصته ، وصفحة أولى من كتاب ممتد. ربما لم يشهد صخب شوارع بيروت وسحرها ، لكن اللمسة الشرق أوسطية تلمع أحيانا في عينيه اللتين تجمعان ألق بيروت بكل ما فيها من سحر ونبض وثقافة وجمال . بيروت كانت الشرارة الأولى، وحتى لو لم تشهد خطواته، هي ولدت فيه روح للانفتاح ومستقبل بلا قيود.

Screenshot

أما سلمى حايك، فقد وُلدت في المكسيك عام 1966 من أب لبناني الأصل ، وأم إسبانية . وعلى الرغم من نشأتها في المكسيك، ظل لبنان حاضرا في حياتها كهوية وجزء من تراث عائلي. لطالما عبّرت عن فخرها بجذورها، وهي تربت في منزل يحتضن الموروث اللبناني : بين كتب جبران خليل جبران التي قرأها لها والدها، والطعام اللبناني، والقيم المتجذرة في حب العائلة والتضامن. حتى انها ذكرت مرة  بحس فكاهي:I probably had Kibbeh before I had tacos
في عيني سلمى حايك، يختلط دفء أميركا اللاتينية بروح الشرق، وفي مسيرتها، نضال واضح لكسر الصور النمطية، لأنها تحمل ميراث حضارتين. زارت سلمى حايك لبنان لأول مرة  عام 2015، كجزء من إطلاقها لفيلم انيمايشن من انتاجها  The Prophet ، المبني على كتاب  الاديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران، واصفة الرحلة بأنهارسالة حب لتراثي”   .

Screenshot

رغم أن لا  نجم سلسلة Matrix  ولا  بطلة افلام Desperado  و Frida عاشا في لبنان، إلا أن الجذور ليست بالضرورة مكاناً  نعيش فيه، بل إحساس نأخذه معنا. يكفي أن يولد الإنسان في مكان أو ينتمي إليه دماً ، حتى يترك فيه أثراً. ربما لبنان، بمعناه الرمزي، حاضر في حياتهما ، كصوت خافت في الخلفية، كذاكرة لم تُعش، لكنها تُحس.

وفي زمن تُعيد فيه الهوية تعريف نفسها عبر الهجرة والاندماج والانفتاح، يمثل كل من كيانو ريفز وسلمى حايك وجهاً عصرياً للهويات المركبة: هويات لا تُقيدها الجغرافيا، بل تُغنيها التجربة، وتُصقلها الإنسانية.

Advertisement
Exit mobile version