Uncategorized
عاصي إبن زياد، متل ما كلّنا أخوات زياد
جوزيفين حبشي
الأسامي كلام، شو خص الكلام، عينيّنا هني أسامينا….
شو أسمه هالشب ؟ عاصي زياد الرحباني؟ أو عاصي فلان الفلاني؟ شو ما كان إسمه، ما بيهمني إسمه، بس كل التقدير والاحترام إلو، هو اللي حظه السيء خلاه يخلق بين أم وبيّ وست وجد وعمة وعم، عم يتخانقوا على ولا شي، لأنو بالاخر في آخر، وكلنا رايحين بلا ولا شي.
Screenshot
إبنه لزياد أو مش ابنه ؟ هيدا برأيكن مهم؟ يمكن مهم، بس الأهم هو الحب اللي تحدى كل كل كل الحقد والكيدية. بدكن معلومات اكيدة؟ زياد و“ابنه” ( بين هلالين حتى ما تثور كرامة الشعب العنيد اللي ما تقبّل علاقة أبوّة بين شخصين، ممكن ما تكون بتربطن رابطة دم (مع انو فحص الDNA ما انعمل، واسم عاصي ما انشطب عن خانة زياد) بس ربطتن من أول غمرة وبوسة واول خطوة وأول كلمة بابا لاخر لحظة ، معزة كبيرة وحنان اكبر. ما بعرف اذا هالمعلومات اكيدة أو مش أكيدة، بس احساسي اكيد انو زياد وعاصي كانوا على تواصل، وكانوا يلتقوا، برّات القيل والقال والحلال والحرام واللي بيسّوا واللي ما بيسّوا. كانوا يلتقوا برات اللوم والعتب والزنّ من عيلة من هون وعيلة من هونيك، ما عرفوا يمكن إنو العيلة يعني حب غير مشروط لا بدم ولا بنسب وDNA, العيلة يعني حنان ومربى ، واللي بيربّي حدا ، دايما تربيته بتكون “حلال” ومش ضروري تكون “دلال”.
كلّنا حسّينا امبارح ، بدفن زياد، انو فيروز هي إمّنا كلنا، ونحنا كلّنا أولادا، بس ما بحس فيروز حسّت إنو عاصي ابن زياد. فيروز اللي سألت زياد مرة ” قال عم بيقولوا صار عندك اولاد”، ما بحسّ إنها حسّت بهالشب اللي حط السواد عنوان لصفحته حزناً على مين منحه اسمه، هالاسم اللي بالاخر طلع كلام، وشو خص الكلام، عينينا هني أسامينا…
Screenshot
فيروز، اللي كلّنا كان ع بالنا نتطلّع فيها وبوجعها امبارح، نغمرها امبارح، نحضنها امبارح، نقلا نحنا حاسين فيكي، نحنا اولادك لأنو زياد كان شقفة من كل واحد منا، ما حضنت عاصي، ما غمرته، وحتى ما اتطلعت فيه. يمكن لأنو عينينا هني أسامينا، ما اتطلّعت بعينيه؟ يمكن لو اتطلّعت، كانت شافت حزن ووجع ورغبة بالاحتواء ، لا اكتر ولا أقل. كانت قريت بعيونه انو بالاخر في آخر، وكلنا رايحين بلا ولا شي.
هالشب، اللي لَمَحته امبارح بدفن زياد، كان الحزن وحده بس اللي حاضنه، وكمان كتف زوجته، وايد الممثل طارق تميم صديق زياد. هالشب اللي لَمَحته، هو اكيد بيقرب زياد، اذا مش بالدم، بالانتماء لفكره وثورته وتمرّده وسخريته من الحياة والقدر, ووقوفه دايما بصف المظلوم والمقهور.
هالشب، اللي لَمَحته امبارح بدفن زياد، والحزن وحده بس اللي حاضنه، هو اكيد بيقرب زياد، متل ما كلنا دون استثناء منقرب زياد، متل ما كل واحد فينا حسّ انه خسر قطعة منه لمّا خسر زياد ، حتى لو في كتير قصص يتفرّقنا عنه سنين ضوئية . مطلوب منا نحنا كمان نعمل فحص DNA لنثبت انو زياد قطعة منا ومن ذاكرتنا وجعنا وفرحنا وحياتنا؟
Screenshot