صحة

كيف نميز بين التهاب الحلق العادي وذلك الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا؟

Published

on

الشكوى من التهاب الحلق، حالة شائعة شتاءً، وسبب لزيارة العيادة الطبيّة، بخاصّة أن الالتهاب المذكور عَرَض أساس من عوارض جملة من الأمراض. وفي هذا الإطار، يسأل “سيدتي. نت” الاختصاصي في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور وليد أبو حمد، عن طرق التمييز بين أنواع التهاب الحلق، خصوصاً وأنه يمثّل أحد عوارض كوفيد_19، والجواب في الموضوع الآتي:

التهاب الحلق، هو عبارة عن التهاب نوع من الغدد اللمفاوية الواقعة في قعر الفم، ينتج في غالبيّة الأحيان عن بكتيريا تولّد عوارض، مثل: الألم الحادّ في الحلق الذي يعيق عمليّة البلع، والارتفاع في حرارة الجسم (39 درجة مئويّة في معظم الأحيان وصولًا حتّى 40 درجة مئويّة). علمًا أنه لا يوجد تشخيص دقيق في هذا الإطار، سوى من قبل الطبيب، الذي يضطر إلى إجراء زرع لللوزتين بهدف التأكد من وجود البكتيريا من عدمه في غضون ثلاثة أيّام، أو اللجوء إلى الفحص السريع Rapid Test لنتائج أسرع من الزرع، أو قد يشخّص الطبيب الحالة سريريَّا، لإختيار المضاد الحيوي المناسب للمريض. وفي هذا الإطار، يشدّد د. أبو حمد على ضرورة التخلّي عن عادة المسارعة إلى أخذ أحد المضادات الحيويّة، فور الشعور بألم في الحلق، لأنه تترتّب عنها آثار جانبيّة، لافتًا إلى أن التمييز بين التهاب اللوزتين والتهاب الحلق أمر هامّ؛ ففي حال التهاب اللوزتين البكتيري، يبدأ المريض في الشعور بالتحسّن بعد 48 ساعة من أخذ المضاد الحيوي. وعندما يتكرّر حدوث التهاب اللوزتين البكتيري لثلاث مرّات فأكثر خلال العام، وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية، يضطر الطبيب إلى استئصال اللوزتين؛ الإجراء الذي يطبّق على المرضى في كلّ الفئات العمريّة.

من جهةٍ ثانيةٍ، التهاب اللوزتين مسؤول أيضًا عن ظهور خرّاج في بعض الحالات، الخرّاج الذي يكشف عنه الطبيب، سريريًّا، عند ملاحظة عدم تجاوب المريض مع المضاد الحيوي، وارتفاع الحرارة أكثر، مع صعوبة فتح الفم بشكل طبيعي. موقع الخرّاج هو خلف إحدى اللوزتين، ما يدعو في غالبيّة الحالات إلى عمل جراحي لإفراغ الخرّاج حول اللوزتين، قبل حدوث اشتراكات أكثر خطورةً.

فيروس “إبشتاين- بار”

من الحالات المرضيّة الأخرى التي تصيب الحلق، فيروس “إبشتاين- بار” Epstein-Barr Virus ، الذي يتنقل من خلال التقبيل. تشمل عوارض الحالة: ألم الحلق والارتفاع في درجة الحرارة والتعب. وفي هذا الإطار، يقول د. أبو حمد أنّ “خلال الفحص يصعب التمييز بين الحالة التي مصدرها فيروس إبشتاين- بار، والحالة التي مصدرها البكتيريا، علماً أنّ كمّ العمل المتواجد على اللوزتين يمكن أن يحدد النوع، بالإضافة إلى فحص دم للكريات البيض التي تكون مختلفة في حالة الفيروس جرّاء عدد اللمفاويات الذي يتجاوز المادة الملوّثة، بخلاف حالة البكتيريا حيث المادة الملوّثة تتجاوز اللمفاويات”. وعن العلاج، يشرح الطبيب أنّ “لا دواء مسكّنًا للحالة، ولو أن المريض يشعر أن التعب يدوم من سبعة أيّام إلى عشرة منها، كما يُمنع من مزاولة الرياضة لثلاثة أيام، وقايةً من أي لكمة على البطن، لأن الحالة تترافق مع تضخّم مؤقت في الطحال والكبد”، مضيفًا أن “المضاد الحيوي الذي يوصف للحالة قد يقود إلى حساسيّة في الجسم”.

ارتداد حمض المعدة

Advertisement

بالإضافة إلى الالتهابات، هناك مشكلة تصيب الحلق، مصدرها ارتداد حمض المعدة أو ما يسمى بالارتجاع المريئي، علمًا أن الأخير في صفوف 40% من المرضى لا يولّد عوارض في المعدة والمريء بل مجرّد ألم في الحلق، يرافقه السعال الذي يلزم المصاب على الاستيقاظ في الليل، مع شعور يشابه الاختناق بالحمض (الأسيد) الذي يبلغ أوتار الصوت. تشخيص الحالة صعب حسب د. أبو حمد، معلّلًا أنه “في غالبيّة الحالات، يعتقد المريض أنه يعاني من التهاب الحلق.

في شأن علاج ارتداد الحمض المعدي، هناك حمية غذائيّة خاصّة، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين، فضلًا عن تعاطي بعض العقاقير التي تخفّف حموضة المعدة. ويلاحظ د. أبو حمد أن “البعض، حين يعتقد خطأً أن الحالة عبارة عن التهاب الحلق، وليس ارتداد الحمض المعدي، قد يسارع إلى أخذ مكمّل الفيتامين سي C، بيد أن من شأن ذلك زيادة ألم الحلق. لكن، السوائل بأنواعها تساعد في ترطيب الحلق، وتخفّف العوارض، بخاصّة مع وجود الحرارة وقلة الأكل”.

“كوفيد_19” والتهاب الحلق

من عوارض الإصابة بـ”كوفيد_19″، التهاب الحلق، وفي هذا الإطار يدعو د. أبو حمد أي شخص يواجه راهنًا ألم الحلق إلى فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل pcr، قبل قصد العيادة الطبيّة، وذلك لتخفيف نقل العدوى للجسم الطبي والمرضى الآخرين. علمًا أن المريض لا يستطيع أن يميّز اذا كانت حالته عبارة عن إنفلونزا أو “كوفيد_19″، فالأخير لا يتسبّب بالتهاب اللوزتين، بل بالتهاب في الحلق.

Advertisement
Exit mobile version