فن ومشاهير
مكادي نحّاس في جرش، وألبوم مع اسامة الرحباني
أحيت الفنانة الأردنية مكادي نحّاس ليلة استثنائية في ختام فعاليات الساحة الرئيسةفي مهرجان جرش للثقافة والفنون، قدّمت فيها برنامجًا غنائيًا مفعمًا بالحنين والهويةوالانتماء، وسط تفاعل جماهيري كبير ترجمته موجات التصفيق والغناء الجماعي علىامتداد الحفل.
استهلّت مكادي الأمسية بأغنية “سهار بعد سهار” للسيدة فيروز، فأعادت الجمهور إلىزمنٍ تحكمه الرهافة الموسيقية والعمق الشعري، قبل أن تنقلهم إلى أجواء الفلكلورالأردني من خلال أداء نابض بالحيوية لأغنيتي “وسع الميدان” و“يا خي قُل لأمي ولاتقول لبويا“، حيث التقط الحضور الإيقاع وردّد الكلمات بشغف عفوي يعكس تعلقهبهذا التراث.
ومن الأردن، حملت نحّاس الجمهور إلى ضفاف دجلة عبر الأغنية العراقية “صغيرةكنت وإنت صغيرون“، حيث امتزج الحنين بالأداء الطربي المرهف. ثم عادت لتفاجئالحضور بأداء إنساني دافئ لأغنية “نتالي“، العمل الشهير للفنان السوري حسامتحسين بيك، والذي شكّل لحظة تأمل عاطفي في الحفل.
وفي القسم الثاني من البرنامج، انتقلت مكادي نحو روائع الطرب العاطفي، فغنّتالأغنية اللبنانية الشهيرة “عازّز عليّ النوم“، التي كتبها إلياس ناصر ولحّنها عازار حبيب،وذاع صيتها بصوت هادي هزيم، فأعادت الجمهور إلى زمن الأغنية اللبنانية العاطفيةالبسيطة والعميقة في آن. ثم عادت إلى فيروز بثلاثية شديدة الرقة: “بيذكّر بالخريف“،و“وكان عنا طاحون“، في استعادة شاعرية للزمن الذي شكّل وجدان المنطقة بأكملها.
واختتمت مكادي الحفل بأغنية وطنية حملت مشاعر الفخر والانتماء، “جنة جنة الله ياوطنا.. الأردن يا حبيب“، فدوّى صوت الجمهور معها في لحظة جامعة، عبّرت عنالارتباط العميق بين الفنانة ووطنها.
وفي ختام الأمسية، كرّم الدكتور فارس بريزات، رئيس سلطة إقليم البترا، الفنانة مكادينحّاس، ومنحها شهادة المهرجان التقديرية، تقديرًا لعطائها الفني المميز ومساهمتهافي إغناء ذاكرة جرش الموسيقية.
و في خطوة فنية مرتقبة من الجمهور والنقّاد على حدّ سواء، تعمل ماكادي نحّاس حالياًعلى ألبوم جديد سيبصر النور قريباً، بالتعاون مع المؤلف الموسيقي اللبناني البارزأسامة الرحباني، في مشروع موسيقي يُعيد رسم ملامح الفولكلور الأردني بصيغةعصرية وجريئة.
هذا اللقاء الفني بين صوتٍ أصيل يحمل همّ الإنسان والهوية، واسمٍ لامع في التأليفالموسيقي المعروف برؤيته الأوركسترالية الواسعة وقراءته المعمّقة للتراث، يُبشّربعمل نوعي سيحمل توقيعاً فنياً مغايراً لما هو مألوف.
“التراث المتخيَّل” ليس مجرد ألبوم، بل رحلة موسيقية تعبر الزمن، تكرّم الجذوروتحاكي الحاضر بلغة موسيقية آسرة تمزج بين العمق والابتكار.
هو تعاون لا يُفَوَّت، يجمع بين ماكادي، التي طالما حملت الأغنية الملتزمة إلى آفاقجديدة، وبين أسامة الرحباني، الذي يملك قدرة استثنائية على تحويل النغمات إلىحكايات نابضة بالحياة.