فن ومشاهير

من جوزيفين الى جوزيفين…موركس دور كرّمتها، كلوديا كاردينالي الى الخلود

Published

on

جوزيفين حبشي

اليوم رحلت  كلود جوزيفين روز  كاردينالي… رحلت المرأة التي لم تكن فقط نجمة سينما، بل كانت زمناً كاملاً من الأناقة، والقوة، والجمال الباهر. إحدى أعظم أيقونات السينما الأوروبية والعالمية، وصاحبة المسيرة الفنية التي امتدت لعقود، وطبعت ذاكرة الفن السابع بسحرها، وموهبتها، وحضورها الطاغي.

Screenshot

هي “جوزيفين”… وأنا أيضاً. ومنذ أن عرفت هذا التفصيل الصغير، شعرت وكأن خيطا خفيا يربطني بها. كأن شيئًا من اسمها يسكنني، كأنني أعرفها قبل أن ألتقيها.

أذكر لقاءنا في بيروت، عام 2017، بدعوة  من جائزة موركس دور  كما لو كان بالأمس…  فجأة عاد عبق السينما الإيطالية ليطغى على الاجواء، بينما كانت تمشي على السجادة الحمراء في كازينو لبنان. ضحكتها موسيقى، نظرتها مرآة لحقبة كاملة من الحنين، وحضورها مشهد  آسر لم يُكتب بعد.

Screenshot


يوم  تكريمها تقديرا لإرثها السينمائي الكبير، شعرت أنني أقف أمام حلم من زمن الأبيض والأسود، تجسّد من جديد بلحم ودم وشغف وابتسامةٍ لا تُنسى. كانت تلك اللحظة من أجمل ما عشته، إذ التقيت أيقونة واسطورة، فيها من السحر والدفء والشغف والمرح والتألق الكثير الكثير.

في اليوم التالي للتكريم، التقتها اسرة موركس دور  على الغذاء في وطعم عبد الوهاب ، قبل انطلاقها الى المطار.

Screenshot

لم نشعر لحظة انها في حضرة ايقونة سينمائية يصعب لمسها او حتى النظر اليها. احاطت الجميع بابتسامتها وتواضعها . حدثتنا بشغف ،  اشعلت فينا الحنين إلى زمن لا نريده  أن ينتهي.ضحكت وغنت لنا ” مصطفى يا مصطفى”، ولي انا تحديدا:

“I Wanna Be Kissed by You”فكدت اطير من الفرح لأنني شعرت انني التقيت كلوديا كاردينالي وماريلين مونرو  في لحظة واحدة من سحر  زمن لن يتكرر. ( الفيديو مرفق):

Advertisement

ScreenRecording_09-24-2025 07-29-17_1

كيف لا ،ومن تضحك معي وتغني لي هي كلوديا كاردينالي سيّدة الشاشة الأوروبية بلا منازع، الأيقونة الإيطالية التي ولدت في تونس عام 1938، فتحوّلت رمزا لجيلٍ ذهبي من السينما. كيف لا، وانا في حضرة الجمال، وقوة الشخصية، والنضال في سبيل حقوق المرأة الذين جعلوا منها قدوة وملهمة.

كيف لا وعيناي تلمعان فرحا برؤية من أضاءت السينما العالمية في أعمال خالدة مثل: “The Leopard” مع لوشينو فيسكونتي، “8½” مع فيديريكو فيلّيني،

“Once Upon a Time in the West” مع سيرجيو ليوني،

“The Pink Panther”، و“Rocco and His Brothers”…

Advertisement

وكل فيلم شاركت فيه، كانت تضيف عليه شيئا لا يمكن تقليده: حضورها. روحها.

رحيل كلوديا كاردينالي اليوم هو خسارة كبيرة للسينما العالمية، ولبيروت التي احتضنتها بمحبة ولجائزة موركس دور التي كرّمتها كما يليق بها. وبرحيلها، تطوى صفحة من اجمل فصول الفن، لكنّ إرثها سيبقى حيّا حاضرا  في كل مشهد، وكل نظرة، وكل قصة تُروى على الشاشة. اليوم، ترحل كلوديا كاردينالي، ولكنها ستبقى في الذاكرة، في السينما، في وجوه النساء اللواتي تعلّمن أن الجمال لا ينفصل عن الذكاء، وأن الرقة لا تلغي الصلابة.

Screenshot

لا، لن نقول وداعا كلوديا،  فصورتك، همساتك، وضحكتك التي ملأت احلامنا بدفءٍ نادر، ستبقى. ستبقى في كل مشهد، في كل فيلم، في كل نظرة حبّ على الشاشة.ستبقى في بيروت التي أحبّتك… وفي الذاكرة التي لا تموت.

الى الخلود والبريق كلود جوزيفين، من جوزفين لبنانية، أحبّتك، واحتفظت بلحظة معك و كأنها مشهد سينمائي لا نهاية له.

Screenshot

Exit mobile version