مرأة

مي شدياق… “ضلّي اضحكي، ضلّي اضحكي”

Published

on

جوزيفين حبشي

في 25 ايلول 2005, قبل 20 عاما من اليوم،  امتدت يد الغدر لتغتال الصوت، لتكسر الجناح، لتهزم الحلم. لكن تلك اليد  لم تكن تعرف أن من لقّبها جبران التويني بـ”الفراشة”، لم يبالغ. الفراشة لا تُحرق، حتى لو حاولوا إحراق جناحيها… هي تعود دائما، ترفرف، تطير، وتحلّق صوب الضوء ،بعيدا  عن ظلمة الإرهاب، والقمع، وخطف الدولة. مي شدياق، لم تكوني يوما ضحية. كنتِ وما زلتِ عنواناً للحرية، شاهدة على أن الكلمة لا تموت، وأن الجسد الجريح قادر على النهوض، والمضي، والابتسام.

من الألم صُنعتِ قوة. من الدم وُلدتِ مجددا. من الحطام نفضتِ الغبار، وعدتِ أقوى، أنقى، أصدق. ضحكتكِ التي لا تفارق وجهك، رغم الوجع، هي التحدي بعينه، هي الصرخة الناعمة في وجه كل قاتل. ضحكتكِ مي، لم تكن زينة، كانت موقفا. ولذلك، اليوم، باسم كل من أحبك، باسم أمك التي كانت دمعتها صلاة، باسم من صدّقوا أن الدولة لا تُبنى إلا على أكتاف الأحرار، نقول لك:

“ضلي اضحكي، ضلي اضحكي، عيناكِ، وعينا أمك، ومحبيكِ ما خُلقوا للبكي”… واليوم، مع قيامة الدولة، ومع عودة النور، صار ضحككِ حقّك… لا فضل من أحد، ولا منّة من قاتل تخلّى عن رصاصه. مي شدياق، في ذكراك العشرين… أنتِ البداية، لا النهاية. الفراشة ما زالت تحلّق.

Exit mobile version