Uncategorized

نهاية ” صفر بلا نص”

Published

on

بقلم جوزفين حبشي

رغم استمتاعي بمسلسل ” خمسة ونص” طيلة شهر رمضان، واعجابي تحديدا باداء ممثلين من وزن رولا حمادة ونوال كامل ونادين نجيم وقصي خولي ورفيق علي احمد ، الا انو نهاية المسلسل بتستحق وبتستاهل من وجهة نظري ” صفر بلا نص” ، واوعا حدا يجرب يقللي ” هيدا الواقع”و ” وهيدي الحقيقة بعالم السياسة والنفوذ والسلطة”، اووووعا.

انا اكتر مين بيعرف انو هيدا الواقع، وانا اكتر مين بيدوّر على المصداقية والواقعية بالاعمال الفنية، بس هالمرة بدكن تسمحولي فيها لسبب مهم جدا:
مهمة الدراما مش بس انها تقدم الواقع،مهمة الدراما مش بس انها تسلينا وتضحكنا وتبكينا . المهمة الاهم والاعظم للدراما هي تثقيف الناس وتوعيتهم ، وتسليط الضو على قضايا مهمة وواقعية صحيح، بس بالمقابل تعطي امل وتوصّل رسائل ممكن تغيّر أنظمة وقوانين، نعم نعم انظمة وقوانين، وخير مثال فيلم ” اريد حلا” من بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، اللي كان السبب بتغيير قانون الاحوال الشخصية بمصر، واقرار حق المرأة بخلع زوجها يوم ما انعرض سنة ١٩٧٥. ولهالسبب تحديدا،مرفوض رفضا تاما بهالزمن “المتخلّف” بقوانينه المجحفة بحق المرأة اليوم، انو نقدم اعمال بتبارك وبتروّج( نعم بتروّج ) لفكرة الانتقام من امرأة متعلمة ومثقفة ومتعطشة لتحسين صحة الناس ولتغيير واقع الفساد بوطنها، بحجة انو “خرجها” تنحرم من اولادها وتموت لأنها خانت زوجها السياسي الفاسد والقاتل. الواقع بيقول هيك؟؟؟ الدراما مش مجرد واقع، الدراما مش عمل وثائقي بينقل الواقع بحذافيره وبس. الدراما اقوى من ايا خطاب سياسي، لأنها مسموعة ومحضورة اكتر من الناس. وحتى لو كان مسلسل “خمسة ونص” مستوحى من قصة حقيقية ( الاميرة ديانا والموت في النفق) او غير حقيقية( خلطة افلام اميركية مثل revenge و the bodyguard )، هيدا ما بيعني انو الوحي لازم يكون “مُنزَل” وممنوع المس فيه.

نحنا مش ضد النهايات الحزينة والواقعية، نحنا ضد الرسائل السلبية والقمعية والاستسلامية اللي بتبث سم وبتشجع على التخلّف، وانتصار الشر على الخير، والزعيم على شعبو، وبتحطّم حق كل ام بحضانة اولادها وكل امرأة بتجسيد مبادئها وعملها الانساني. نحنا ضد فرار المجرم من العقاب لأنو الزعيم السياسي بيلفلف القصص وبحط قوانينو الخاصة وما حدا بيسترجي يواجهو. هيدا مش الواقع وكتير زعما تحاسبوا ، وحتى لو ما تحاسبوا، مش مقبول تقولوا للناس الشر بيربح، والزعيم الله . من واجبكن تطالبوا باقرار الحق والعدالة ولو دراميا وفنيا.

وبالنهاية ما حدا فوق راسو خيمة وما حدا مع الخيانة، ولكن ما حدا مع القتل الجسدي والمعنوي بسبب الخيانة، بحال وجود خيانة. الخيانة الوحيدة برأيي طبعا، هي اللي ارتكبتها نهاية مسلسل “خمسة ونص” بحق كل امرأة وأم لبنانية وعربية بتعتبر من حقها انها تحلم تحقق وتنجز وتكبر وتغيّر وتعيش وتتنفس بمجتمع ذكوري وقمعي بامتياز . الخيانة هي خيانة شعوب بعدا متأملة انو الزعما اللي خنقوا مستقبلها وسرقوا مصادرها وموّتوا اطفالها ولوّثوا هواها ، ممكن يتحاسبوا ، ومش تتقيّد جرائمهم ضد مجهول.
واسمحولي بالنهاية حط باقة “جيبسوفيل” على قبر الوعي والرؤية وراء مسلسل “خمسة ونص”، واقرا عليهم شو قال الفيلسوف نيتشه:
“الأفعى التي لا يمكن لها طرح جلدها يجب ان تموت، كذلك العقول التي منعت من تغيير آرائها تتوقف عن ان تكون عقولاً”.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version