فن ومشاهير
هاري وسالي حزينان….رحل روب راينر
جوزيفين حبشي
“ببالغ الحزن نعلن عن الوفاة المأساوية لميشيل وروب راينر. نحن محطمون جراء هذاالفقدان المفاجئ، ونطلب من الجميع احترام خصوصيتنا خلال هذا الوقت الصعبللغاية“. هذا ما نشره متحدث باسم العائلة، بعدما عثرت الشرطة
Screenshot
على جثتي المخرج الهوليوودي المخضرم روب راينر وزوجته ميشيل سينغر راينر في منزلهما في برنتوود يوم الأحد 14 ديسمبر ، مطعونين بعدة طعنات ، في ما وصفته الشرطة بأنه جريمة قتل واضحة.
ومع رحيل راينر ، يبقى صدى أعماله يتردد كنبض لا ينقطع في وجدان كل محب للفن. اعمال امتزجت فيها الكوميديا بالصدق الإنساني، وكانت الشاشات أكثر دفئا بلمساته. في بداياته الاخراجية مع فيلم This Is Spinal Tap , جعلنا نضحك كثيرا ونسخر اكثر من سلوكيات الفرق الموسيقية وطموحاتها الموسيقية المبالغ فيها، ومن الميل إلى تمجيد الفرق في الأفلام الوثائقية الموسيقية.
Screenshot
ثم وجدنا أنفسنا نعيش تجارب النصوج و الصداقة والحنين الى الماضي في Stand by Me من خلال أداء ويل ويتون وريفير فينيكس، ونغوص في عالم ساحر من المغامرة والرومانسية مع The Princess Bride التي تألق فيها كاري إليس وروبين رايت.
وحين تلاقت الصداقة بطرق أكثر عمقا وسحرا وشغفا، صنع راينر When Harry Met Sally، الفيلم الساحر من تاليف نورا افرون ، الذي جمع بيلي كريستال وميغ رايان، ليعيد تعريف الكوميديا الرومانسية بذكاء ودفء، مقدما دراسة عن صدفة اللقاءات وعمق العلاقات. ولم يتوقف راينر عند هذا الحد، بل غاص بعد كل هذه الرومنسية ، في اعماق النفس البشرية وظلالها السوداء الراعبة الى حد الجنون والهوس مع كاثي بيتس وجيمس كان الرائعين في Misery، ثم قادنا في A Few Good Men مع توم كروز وجاك نيكلسون إلى ساحات العدالة والشرف.
Screenshot
لم يترك راينر نوعا من الإنسانية إلا ولوّنه بحسّه الفني: من رومانسية The American President مع مايكل دوغلاس وآنيت بينينغ، إلى محاولة فهم الروح العائلية في مغامرة North التي قدّم فيها إيليا وود وجون لوفتيز وجيسون ألكسندر أداءً مليئا بالتنوع، مرورا بنبرة العدالة الاجتماعية في Ghosts of Mississippi مع أليك بالدوين وهووبي غولدنغ وجيمس وودز، وصولا إلى رحلة زواجٍ حقيقية وآسرة بكل محطاتها في The Story of Us مع بروس ويليس وميشيل فايفر، وأخيرا قصة صديقين يتشاركان آخر أمنياتهما في الحياة قبل الوداع في The Bucket List مع جاك نيكلسون ومورغان فريمان.
Screenshot
لم يكن روب راينر مجرد مخرج، بل كان صانع ذكريات وقصصا حية، يلمس القلوب ويترك أثرا لا يمحوه الزمن. رحيله المفاجئ يترك فراغا، لكن إرثه سيظل حاضرا في كل لحظة ضحك أو دمعة أو عشق على الشاشة، وفي كل قلب لمسته روحه الفنية. حتى بعدما ظهرت كلمة The End على شاشته ، ستبقى أفلامه تنبض بالحياة، وتهمس لنا بأن السينما هي الفن الذي يبقى خالدا رغم رحيل صانعيه.