فن ومشاهير

وداعاً روبرت ردفورد

Published

on

جوزيفين حبشي

في 16 سبتمبر 2025، طُويت صفحة من أنقى صفحات السينما العالمية برحيل النجم والمخرج والمنتج الأمريكي روبرت ردفورد، عن عمر ناهز 89 عاماً، تاركا إرثا فنيا وإنسانيا قلّ نظيره.

ولد ردفورد في 18 أغسطس 1936 في كاليفورنيا، ولم يكن مجرد وجه وسيم في هوليوود، بل كان روحا متمردة آمنت بأن الفن ليس للعرض فقط، بل للمساءلة والتغيير.

Screenshot

منذ انطلاقته في أفلام مثل Butch Cassidy and the Sundance Kid وThe Sting وAll the President’s Men، عُرف ردفورد بقدرته على تجسيد الشخصيات المعقّدة بحضور هادئ وأداء ناضج، راسخ في الذاكرة. لكن شغفه لم يتوقف أمام الكاميرا، بل تجاوزه إلى الإخراج، ليمنحنا أعمالاً إنسانية عميقة مثل Ordinary Peopleالذي نال عنه جائزة الأوسكار لأفضل مخرج عام 1980.

من أعظم مساهماته تأسيسه لـمعهد ساندانس ومهرجان Sundance السينمائي، الذي أصبح واحدًا من أهم منصات السينما المستقلة في العالم. آمن بأن هناك أصواتًا صغيرة تستحق أن تُسمع، ففتح لها الباب، ومنحها الضوء. في عصر كانت فيه السينما تميل نحو الاستعراض، اختار هو أن يبقى وفياً للحكاية، للإنسان، ولما يُقال همسا لا صراخا.

Screenshot

كان روبرت ردفورد أكثر من فنان، كان ناشطا بيئيا شرسا، مدافعا عن قضايا المناخ، عن الحقوق المدنية، عن حرية التعبير. اختار أن يعيش بعيدا عن صخب هوليوود، لكنه ظلّ حاضرا في وجدانها، كضمير لا يغيب.

اليوم نودع روبرت ردفورد، لا كـ”نجم” فقط، بل كركن من ضمير الفن المعاصر. نودعه وفي القلب يقين أنه لن يُعوّض. لكننا نعلم أن من علّم الأجيال كيف يصنعون سينما بميزانية صغيرة وقلب كبير، لا يموت فعلاً.

Advertisement

سيبقى صوته في أفلامه، وستبقى رؤيته في مهرجانه، وستبقى ملامحه في كل ممثل قرر أن يغامر خارج النظام، في كل مخرج قرر أن يصنع أفلامه دون إذن، في كل فكرة وُلِدت من الحرية… روبرت ردفورد،  شكراً لأنك جعلت من السينما مكاناً أكثر صدقاً، وأكثر جمالاً.

Screenshot

Exit mobile version