Connect with us

Newsme

الأسواق تترقّب دعم الاحتياطي الفدرالي لرفع أسعار الفائدة

Published

on

ما زالت الأسواق تعيش تداعيات ارتفاع مستويات التقلب التي أصابت الأسهم في مختلف أنحاء العالم خلال الأسابيع الماضية، لا سيما في ظلّ ترقبّها لأيّ مؤشرات جديدة تصدر بشأن السياسات عن اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة المرتقب اليوم.
ومن جانبها، تُحاول العقود الآجلة للأسهم الأمريكية الحفاظ على مكاسبها بعد ارتفاع مؤشر فيكس للتقلب مُجدداً متجاوزاً حاجز العشرين نقطة، عند مُعدّله الوسطي على المدى البعيد، لا سيما أثناء حالات التراجع التي سجّلتها المؤشرات القياسية الأمريكية، وعلى رأسها أسهم شركات التكنولوجيا. ويُبقي هذا التوتر الذي تعيشه الأسواق مؤشر الدولار الأمريكي مرتفعاً في منتصف نطاق 96 نقطة، الأمر الذي يضغط على أسعار عقود الذهب الفورية إلى ما دون مستوى 1800 دولار أمريكي للأونصة المهم نفسياً. سجّلت الأسهم الآسيوية أداءً متبايناً ترافق مع استمرار تأثر مستويات الإقبال على المخاطر نتيجة المخاوف بشأن تحوّل القطاع العقاري في الصين إلى أبرز معوقات النمو خلال العام المقبل.
الاحتياطي الفدرالي جاهز للتخفيف من سياسات التيسير الكمي
ارتفعت توقعات السوق للمفاجأة التي قد يحملها اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة بدعم رفع أسعار الفائدة. وحظيت الأطراف الفاعلة في السوق بالوقت الكافي لاستيعاب التغيّر الذي طرأ على موقف رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول بشأن توقعات التضخم، والتي تمثّلت بتخليه عن اعتقاده بكونها فترة “مؤقتة” مؤخراً. وكان صدور نتائج تقرير أسعار المنتجين الأمريكي في شهر نوفمبر الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة من التذكيرات التي أكّدت للاحتياطي الفدرالي ضرورة التحرك بشكل أسرع من التوقعات السابقة، مما قد يتسبب بإقرار مواعيد أكثر تقارباً لتدابير تخفيف سياسات التيسير الكمي، ويُمهد الطريق لإقرار أول زيادة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة منذ بدء أزمة كوفيد-19.
ومع ذلك، يبدو المستثمرون والمتداولون على أتم الاستعداد للبحث في أيّ تلميح يصدر خلال المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفدرالي، وبيان اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة، والتوقعات الاقتصادية الجديدة والمخطط البياني. وقد يحظى المضاربون على ارتفاع الدولار الأمريكي بدفعة تحفيزية جديدة في حال اكشتفت الأطراف الفاعلة في السوق بأنّ اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة ستتخذ موقفاً أكثر دعماً لرفع أسعار الفائدة ممّا كان متوقعاً، بينما سيُسفر هذا عن هبوط جديد في أسعار عقود الذهب الفورية وأسهم النمو المبالغ في تقدير قيمتها.
تباين السياسات على جانبي المحيط الأطلسي
سيُحدد الاحتياطي الفدرالي مسار السياسات التي ستعتمدها بقية البنوك المركزية، لا سيما وأنّ البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا سيكونان على موعد أيضاً مع سلسلة من القرارات الرئيسية خلال الأسبوع الجاري. ويتوجب على واضعي السياسات التوفيق بدقة بين إقرار سياسة تتمتع بقدر كاف من المرونة للتعامل مع المخاطر الناجمة عن متحور أوميكرون، وضرورة السيطرة بقوة على الارتفاع الكبير في الأسعار الاستهلاكية.
وفي ضوء التوقعات بدعم الاحتياطي الفدرالي لرفع أسعار الفائدة، قد يضطر كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا للحفاظ على موقف داعم نسبياً لأسعار الفائدة المنخفضة، لا سيما بالنظر إلى المخاوف المستمرة من تداعيات كوفيد-19. ويُرجح أن يُسهم هذا التباين في السياسات في وضع اليورو والجنيه الإسترليني في مواقف دفاعي مقابل الدولار الأمريكي.
ويعني هذا من جانب آخر انخفاض سقف التوقعات بحدوث مفاجأة تدعم رفع أسعار الفائدة في أوروبا. وقد نشهد تعافياً في أداء زوج العملات اليورو/ الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي، في حال رأت الأسواق بأنّ البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا قد اعتمدا سياسة أقلّ دعماً لأسعار الفائدة المنخفضة مما كان متوقعاً. وختاماً، يُرجح أن تنعكس الميول المتوقعة للاحتياطي الفدرالي لدعم رفع أسعار الفائدة على شكل دعم قوي للدولار الأمريكي، مع توقعات بتحقيقه لمزيد من الارتفاع في حال توقعت الأسواق إقرار الاحتياطي الفدرالي لزيادات إضافية في أسعار الفائدة خلال عام 2022.

Advertisement Ad placeholder

أحدث التعليقات

التقويم

مارس 2024
ن ث أرب خ ج س د
 123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA