Connect with us

Newsme

النخبة الفزانية في طرابلس . إحياء التاريخ من اجل المستقبل

Published

on

يعتقد البعض بان التاريخ لا قيمة له ، وان أحداث التاريخ هي مجرد أحداث عابرة وانتهت ولا تاثير لها في الحاضر والمستقبل ، إلا انه للحقيقة وجه أخر ، يقول المؤرخ العربي الشهير عبد الرحمن ابن خلدون عن التاريخ : ” التاريخ في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام و الدول ، والسوابق من القرون الأُولى تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال ، و تطرف فيها الأندية إذا غصَّها الاحتفال ، وتؤدي شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال ، والتاريخ في باطنه نظر و تحقيق ، و تعليل للكائنات و مباديها دقيق، و علم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق ، وجدير أن يعد في علومها وخليق يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، والأنبياء في سيرهم ، والملوك في دولهم و سياستهم”، وكثيرا ما يعيد التاريخ نفسه ، من هذا المنطلق ولأسباب تتعلق بواقع ليبيا اليوم كان وعي النخبة الفزانية في مستوى التحديات ، وكان لابد من إحياء واستدعاء التاريخ ، والسير على خطى الاجداد والاباء المؤوسسين للدولة الليبية في فترة الاربعينات فترة النضال من اجل الاستقلال ، فكانت ولادة الجمعية الوطنية الثانية لتكون درع حصين وملتقى للنخبة الفزانية تتوحد فيه الجهود من اجل فزان وليبيا ، وبعد الملتقى الاول التاسيسي للجمعية الوطنية الثانية في منتجع قمر الصحراء في بلدية الغريفة في مدينة اوباري بفزان في مطلع اكتوبر 2018م ، جاء مؤتمر النخبة الفزانية في طرابلس يوم الاحد 4 نوفمبر 2018م ليكون محطة جديدة من محطات النضال في زمن ملئ بالتحديات والاخطار التي تهدد كيان الدولة الليبية الغارقة في الحرب والصراعات ، اجتمع الفزانيون في طرابلس هذه المرة من مختلف التوجهات ، نخب سياسية ، وإعلاميين ، ونشطاء مجتمع مدني ، وكان من بين الحضور نخب ليبية من مدن أخرى محبة لفزان وشخصيات مهتمة بالشأن العام ، اجتمع الفزانيون ورفعوا شعار ” فزان من اجل مستقبل ليبيا ” ، إنهم بلا شك أحفاد أولئك الرجال من الاعيان والوجهاء الذين أسسوا الجمعية الوطنية التاريخية الاولى في فزان عام 1946م ، تلك الجمعية التاريخية التي كان لها دور كبير في مناهضة الاستعمار الفرنسي ، والنضال من استقلال ليبيا ، ووحدة أراضيها ، اجتمع الفزانيون في طرابلس ، وأعينهم على وطن في مفترق طرق ، وجاء في البيان الختامي للاجتماع : ” دعوة لأهل فزان لتوحيد جهودهم من اجل فزان وليبيا ، والعمل على حل الازمة الليبية ، ومحاربة الارهاب ، والجريمة المتفشية في مدن فزان من قتل وإخفاء قسري ، والعمل على تحقيق الامن والسلام والتنمية ، كما جاء في البيان الختامي دعوة لكافة أبناء الشعب الليبي للسمو والارتقاء عن كل الجراحات والعذابات وطئ صفحة الماضي ، ورفض التدخل الاجنبي ، والتوجه للمصالحة الوطنية ، وبناء الدولة الليبية الحديثة ، دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة ، وطالب أعيان فزان الامم المتحدة بان تقوم بدورها في تحقيق المصالحة الوطنية ، وتوحيد المؤسسات ، وإقامة حكومة وحدة وطنية ، كما وجهوا الدعوة لدول الجوار وكل الدول الصديقة بان تساعد الليبيين في حل أزمتهم ، وان تحترم السيادة الليبية ، وان لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدولة الليبية ، ونبهوا الشعب الليبي إلى ضرورة اتخاذ مواقف جادة من أي حوارات بين الفرقاء السياسيين تعقد خارج ليبيا، الا اذا تم اختيار الممثلين في تلك الحوارات بالطرق الشرعية والمسؤولة “، مؤكد بأن هذا الحراك الفزاني سيؤتي ثماره ، ويحقق مكاسب للوطن .

محمد عمران كشادة .
طرابلس . ليبيا

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
30 Comments

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Advertisement Ad placeholder

أحدث التعليقات

التقويم

مارس 2024
ن ث أرب خ ج س د
 123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA