Uncategorized
“البالون” اهم فيلسوف
بقلم جوزفين حبشي
“منفوخ وفاضي متل البالون”، عبارة كلنا منرددها لتوصيف شخص مغرور ومدّعي وشايف حالو رغم سخافتو، ومنرددها كتيييير لكترة “البوالين”.
هالعبارة انا كنت دايما رددها من دون ما انتبه قديش عم نهين” البالون” ، ومش المغرور، الى أن… قريت مقطع فلسفي رائع ، ما بعرف اذا شكسبير كاتبو متل ما بتقول بعض المراجع أو لأ، بس مش مهم مين كاتبو، المهم قديش خلاني قدّر قيمة هال “بالون” بتثقيفنا وتعليمنا قيمة الحياة وكيفية التصرف وتقبّل الاخر، من دون ما نطبّلو ونزمرلو وننفخلو ” بوالين” ونمسحلو جوخ ونبيضلو طناجر، لأنو طنجرة البريستو، تماما متل البالون ممكن تفجر بوجنا.
لكل السياسيين والفنانين والاصدقاء والقراء، بهديكن هالبالون الادبي والفلسفي ، اللي رح ينفّسلكن غروركن، ويخليكن ترتقوا :
لو أن الله يرزقني إبناً ..
سأركّز أن يكون البالون أكثر ألعابه ..
وأشتريه له باستمرار ..
فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة …
تعلمه أن يصبح كبيراً ولكن بلا ثقل وغرور .. حتى يستطيع الإرتفاع نحو العلا ..
تعلمه فناء ما بين يديه في لحظة ..
وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب ..
لذلك عليه أن لا يتشبث بالأمور الفانية ..
ولا يهتم بها إلا على قدر معلوم …
وأهم ما سيتعلمه ..
أن لا يضغط كثيرا على الأشياء التي يحبها ..
وأن لا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها ..
لأنه سيتسبب في انفجارها ويفقدها للأبد .. بل الحب يكمن في إعطاء الحرية لمن نحبهم ..
وسيعلّمه البالون أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون ، ففي النهاية سينفجر في وجهه وسيؤذي نفسه بنفسه .
وفي النهاية سيدرك أن حياتنا مرتبطة بخيط رفيع كالبالونة المربوطة بخيط حريري لامع ، ومع ذلك تراها ترقص في الهواء غير آبهة بقصر مدة حياتها أو ضعف ظروفها وامكانياتها.
نعم سأشتري له البالون باستمرار ،
وأحرص أن أنتقي له من مختلف الألوان
كي يحب ويتقبل الجميع بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم …
كم نحتاج لأن تكون حياتنا هكذا