Uncategorized
دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على توفير برامج ومبادرات تدعم أهداف فرق العمل في تطوير مهاراتهم والارتقاء بكفاءاتهم بما ينعكس على أدائهم
كشف معهد إدارة المشاريع (PMI)، المؤسسة المهنية الرائدة عالمياً للمتخصصين في إدارة المشاريع، في النسخة الخامسة عشر من تقريره السنوي “نبض المهنة” (Pulse of the Profession®) أن المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتوقع التحول إلى استخدام نهج هجين في إدارة المشاريع لتسريع تنفيذ جداولها الزمنية.
يعرض التقرير تفاصيل النتائج الرئيسية للاستبيان السنوي العالمي الذي يجريه معهد إدارة المشاريع لرصد آراء قادة ومتخصصي إدارة المشاريع حول العالم. وكشف التقرير في نسخته الأحدث أن 77% من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتوقع زيادة في ممارسات الإدارة الهجينة المرنة والقابلة للتكيف على مدى السنوات الخمس المقبلة، علماً أن 72% من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى حالياً المنهجيات التسلسلية أو التقليدية في إدارة المشاريع.
ورصد التقرير – الذي يحمل عنوان “مستقبل عمل المشاريع: تخطي نماذج العمل المكتبية”- تسجيل زيادة بنسبة 57.5% في عدد المشاركين الذين يستخدمون منهجيات الإدارة الهجينة منذ عام 2020. وتُظهر الشعبية المتنامية لهذه المنهجيات أن المؤسسات باتت تدرك جيداً مزايا استخدام الأساليب التي تجمع ممارسات وأدوات وتقنيات مختلفة لإنجاز المشاريع.
تأتي نتائج التقرير وسط حالة من الجدل حول أساليب العمل الأكثر فعالية بعد التحول الجذري الذي فرضته جائحة “كوفيد-19” في بيئات العمل منذ حوالي الأربع سنوات، حيث حاولت العديد من الدراسات أن تثبت أن سلبيات العمل عن بعد تتخطى إيجابياته. ووجد استبيان معهد إدارة المشاريع أن نموذج الحضور الشخصي هو الطريقة المفضلة للعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتبنى 23% من المؤسسات أسلوب العمل الهجين بينما تتبع 3% منها أسلوب العمل عن بعد. وكشفت معطيات التقرير أن المشاريع تحقق مستويات أداء متماثلة في أساليب العمل الثلاثة.
وتشير النتائج إلى ضرورة اتباع منهجيات مرنة تساعد فرق العمل على تحسين مستويات التعاون والابتكار والسرعة والكفاءة لتمكين مؤسساتهم من امتلاك الميزة التنافسية المنشودة دون القلق بشأن التأثيرات السلبية على أداء المشاريع. وترى العديد من الفرق أن الطريقة المثلى لذلك تكون باتباع نهج إدارة هجين مناسب لغايات المشروع، ويمزج بين الأدوات والأساليب المرنة والتنبؤية. وتحتاج المؤسسات لهذه الغاية إلى خلق بيئة داعمة تستند إلى التعلم المستمر.
وبهذا الخصوص، قال بيير لو مان، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع: “يؤكد هذا التقرير على ضرورة قيام المؤسسات بإعادة تقييم سياساتها الخاصة لمواقع العمل وتحسين أساليب عملها، وكذلك إعطاء الأولوية لتطوير المهارات الأساسية في فرق المشاريع لتعزيز قدرتها على التكيف. ولا شك أن تمكين متخصصي إدارة المشاريع وفرق العمل من اتخاذ القرار في تحديد أساليب العمل الأنسب لتنفيذ المشاريع – بغض النظر عن مكان وجودهم الفعلي – يجعلهم أكثر قدرة على الإنجاز في مواجهة حالات عدم اليقين، وبيئات الأعمال المتطورة، والتحديات الناشئة، ومتطلبات المشاريع”.
تمكين فرق العمل يعزز أداء المشاريع
خلص تقرير “نبض المهنة” إلى أن عوامل التمكين – وهي برامج داعمة محددة تساعد الأفراد والفرق على اكتساب مهارات وكفاءات جديدة – تلعب دوراً أكبر في تحديد أداء المشروع من موقع العمل أو أسلوب إدارة المشروع. ويعتبر تزويد الفرق بعوامل التمكين اللازمة أمراً محورياً لاكتساب المرونة في بيئة الأعمال الديناميكية اليوم.
وتتمثل عوامل التمكين الثلاثة الأكثر شيوعاً التي تقدمها المؤسسات في: التدريب والتوجيه، والتدريب على أساليب العمل الجديدة، ومجتمعات الممارسة لتبادل المعارف والخبرات. وكشف التقرير أن المؤسسات التي تقدم لموظفيها ما لا يقل عن ثلاثة عوامل تمكين نجحت في تحقيق معدلات أداء أعلى بكثير في تنفيذ مشاريعها. أما المؤسسات التي لا تقدم لفرقها أي عوامل تمكين، فكانت أكثر عرضةً لمواجهة تحديات تمدد نطاق المشاريع وزيادة خسائر الميزانية في المشاريع الفاشلة.
وعن استخدام عوامل التمكين الثلاثة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كشف التقرير أن 46% من المؤسسات تعمل على تمكين متخصصي إدارة المشاريع من التخطيط وتحقيق التطوير المهني من خلال التدريب والتوجيه؛ بينما يمتلك 43% منها مجتمعات ممارسة قوية لتمكين الموظفين من تبادل المعارف والخبرات؛ وتقدم 29% من المؤسسات فرص التدريب لتمكين متخصصي إدارة المشاريع من التكيف مع أساليب العمل الجديدة.
وفي المملكة العربية السعودية، تأثر أداء المشاريع إيجاباً باستخدام عوامل التمكين الثلاثة؛ حيث قدمت 49% من المؤسسات فرص التدريب للتكيف مع أساليب العمل الجديدة ومساعدة متخصصي إدارة المشاريع في التخطيط وتحقيق التطوير المهني من خلال التدريب والتوجيه. وتمتلك 39% من المؤسسات قنوات اتصال مخصصة لمساعدة الموظفين في طرح الأسئلة المتعلقة بالتغييرات، وتقوم 37% من المؤسسات العاملة في المملكة ببناء ميزة تنافسية عبر تخصيص مجتمعات ممارسة قوية لتمكين الموظفين من التعاون وتبادل المعرفة والتعلم من بعضهم البعض.
فيما يخص نتائج المشاريع، أشار التقرير إلى أن 69% من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حققت أهداف العمل مقابل 75% في أمريكا الشمالية و71% في أوروبا.
يهدف تقرير “نبض المهنة” إلى فهم التوجهات الرئيسية وتحديد الرؤى الجديدة التي يمكن أن تساعد مديري المشاريع والمؤسسات على تحقيق أداء أفضل للمشاريع واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أساليب عملها.
لمعرفة المزيد حول تقرير “مستقبل عمل المشاريع”، يمكن قراءته بالكامل هنا.