منوعات
“شوبينغ” سعادة وحياة في اسواق بيروت

جوزيفين حبشي
نحن اللبنانيون، شعب نعشق “الشوبينغ” ، “شوبينغ ” الحياة تحديداً، نشتري الحياة كما نشتري الهدايا الثمينة. نُطارد السعادة كما نُطارد آخر معطف من فراء او حقيبة جلد تمساح في عروضات نهاية الموسم،
ندفع ثمن الحياة والسعادة غاليا جدا، كأننا نشتري فستان حرير من علامة تجارية عالمية، شانيل مثلاً أو ديور أو ايلي صعب، أو حقيبة من هيرميس أو لويس فويتون، أو غوتشي وبرادا.
نبحث عن الحياة بالسراج وعن السعادة بالفتيل، وحين نلمحهما، ننقضّ عليهما، ولا نسأل حتى إن كانا “new collection” أو في ال sales وعليهما حسومات تبدأ بـ١٠٪ وتنتهي بـ٨٠٪. نشتري فوراً، من دون تردد ونعود محمّلين بأكياس من أمل وتفاؤل واوكسيجين. وحتى لو لم تكن مقاسات مشترياتنا تلائمنا، لا يهم، نحنا اعتدنا أن ” نطوّل” بالنا، ونوسّع “خلقنا” عندما يضيق. وعندما يحين وقت الفرح، “ما منقصّر أبداً”.
الليلة، بيروت تُضيء من جديد. الليلة، بيروت تفتح أبوابها من جديد. الليلة، تعود الحياة إلى أسواقها، ومتاجرها ، ومطاعمها، ومقاهيها. الليلة نحتفل بعودة النبض إلى مدينة تعرف كيف تنهض، حتى من تحت الرماد. الليلة يعود زارا ليغني للناس والمتسوقين” زوروني كل يوم مرة” … الليلة، نلبس الرجاء، ونتعطر بالذاكرة، ونمشي في شوارع قاومت الموت.
مبروك بيروتنا… مبروك لأسواقك، لمحلاتك، لأهلك، لكل من بقي فيكِ وعاد أليكِ. مبروك عودة نبضك، عودة الضوء إلى واجهاتك و…”يخرب ذوقك يا بيروت شو بيلبقلك الجخ والذوق والفرح والعيش والحياة. الليلة مش بس افتتاح… الليلة قيامة”.

Screenshot

Screenshot

Screenshot