فن ومشاهير
فيروز العمر الحلو
جوزيفين حبشي
تسعون شمعة من عمرِ أيقونةٍ لم تُطفِئها السنين. تسعون عاماً وفيروز ما زالت أوّلَ الضوء. تسعون عاماً وهي ما زالت تعلّمنا أن الجمال قد يكون صوتاً، صوتها هي ، وأن الوطن يمكن أن يُختصر بأنشودة، انشودتها هي، وأن للحنين جناحين، جناحيها هي.
فيروز يا فيروز… يا أرزةً غُرِست جذورها في قلوبنا قبل جبالنا، يا وجه لبنان حين يتعب من نفسه، يا رئة هواءٍ أخير، ويا آخر ما تبقّى لنا من سحرٍ لم يلوّثه ضجيج العالم.
كيف يمكن للعمر أن يُقاس بمواسم، وكلّ موسم يمرّ من حنجرتك يصبح سماءً جديدة؟ كيف يطال الزمن امرأةً أنجبت أعمارنا بصوتها، وجعلت الصباح صلاةً، والحياة أكثر احتمالًا؟
فيروز يا فيروز، نحتفل بكِ اليوم كما لو أننا نحتفل بذاكرتنا كلّها: بطفولتنا، ومدارسنا، ونوافذ بيوتنا، بالزينة والأولاد والثياب الجداد، بالمشاوير التي رافقتنا، بجارنا القمر، وبالسهر والحبّ الذي أنسانا النوم،باللوز الذي زهّر، وبشادي الذي “راح” ،ومعه رحل جيل من الشباب نحو حلم أجمل وابعد.
نحتفل بكِ اليوم، ونحبّك كلّ يوم أكثر من الذي سبقه.شايفي يا فيروز البحر شو كبير؟ كبر البحر نحبك. شايفي السما شو بعيدة؟ بعد السما نحبك . نحبّك بالصيف، ونحبّك بالشتي، نحبّك لتخلّص الدني، لأنكِ بالنسبة لكلّ لبناني أنتِ لبنان، ولكل عربي إنتِ الوطن.
كل عامٍ وصوتكِ بركة يا فيروز، ووجودكِ نجمةٌ لا تنطفئ، وروحكِ خميرةُ جمالٍ نخبّئها في قلوبنا كي لا يجفّ هذا العالم.
