ثقافة
نداء الى السعودية: دعمتم لبنان، إدعموا درامته
جوزيفين حبشي
نداء نداء نداء عاجل الى المملكة العربية السعودية. نعلم وندرك كم بذلت المملكة على مرّ الاعوام ولا تزال تبذل جهودا من أجل دعم لبنان وحرية واستقلال واقتصاد لبنان، ونحن لها من الشاكرين، ولكن. نعم ، هناك ولكن كبيرة بقدر عشمنا بمملكة الخير والاخوة الصادقة.
ولكن لبنان ليس جغرافيا ومساحة واقتصاد وزراعة وسياحة فقط لا غير، لبنان هو رائد الفن، وتحديدا الدراما التي انطلقت من وطننا منذ ستينيات القرن الماضي، وتربّعت على العرش في معظم الدول العربية. الدراما اللبنانية ، تماما مثل الاقتصاد اللبناني والزراعة اللبنانية وكافة القطاعات الوطنية، بحاجة لدعم المملكة تحديدا، بعد الازمات المتلاحقة التي عصفت بها وشلّت حركتها ودوران عجلة انتاجاتها منذ بدء الحروب اللبنانية المتعاقبة منذ ١٩٧٥. المملكة قادرة على المساعدة الفعّالة لأنها تملك اهم مرافق الانتاجات العربية مثل قنوات MBC ومنصات مثل شاهد. ومن هنا يجيء النداء للمملكة ولقطاعاتها الانتاجية، فالدراما في لبنان بحاجة لدعم كبير حتى تستطيع النهوض مجددا من كبوتها، وما تقوم به شركتا الانتاج اللبنانيتان ” ايغل فيلمز” و”سيدرز آرت” مشكورتين، لا يكفي احتياجات قطاعنا الدرامي المليء بمئات، لا بل آلاف الطاقات التي تشعر بالغبن والتهميش، في ظل شبه انعدام الانتاجات اللبنانية البحتة ، واقتصارها على عمل أو عملين في السنة، كما حصل مع”بالدم” مثلا.
عمل لبناني واحد في السنة لا يكفي، و ٥ أعمال مشتركة في السنة لا يمكن أن تستوعب كافة الممثلين والمخرجين والكتّاب اللبنانيين الذين لو اتيحت لهم الفرصة، لأبدعوا وحلّفوا كما سبق أن حلّق ” بالدم” وتصدّر المشهد العربي.
الدعم العربي مطلوب بإلحاح وبرجاء لانقاذ الاقتصاد اللبناني، والزراعة والسيادة والاستقلال، وكذلك الدراما التي تنقل قصصنا ووجعنا وفرحنا وقضايانا وتاريخنا . الدراما اللبنانية لا ينقصها شيء لتلّمع من جديد سوى التمويل ، الاكتفاء بانتاج عمل لبناني واحد، او ثلاثة اعمال مشتركة في السنة غير كاف بالنسبة الى ممثلين ومخرجين وكتّاب يشعرون بالخيبة والحزن والاحباط وثقل الإنتظار . نداء نداء نداء الى المملكة العربية السعودية، دعمتم لبنان، ادعموا درامته أيضا، فهل مِن مجيب؟
