Connect with us

منوعات

وسط رماد غزة: شعلة أمل خفتت ولكنها لم تنطفئ

Published

on

في قلب غزة، حيث أصبحت الاضطرابات والدمار واقعًا يوميًا مألوفًا، كانت قصة محمد صقر، الطبيب في قسم أمراض القلب في المستشفى الإندونيسي، بمثابة منارة للصمود والأمل. وترتبط رحلته بشكل وثيق بمشروع قطر للمنح الدراسية في غزة، والذي يعمل على تشكيل حياة الشباب وسط الصعوبات في فلسطين، وينفذ من قبل برنامج الفاخورة، التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع.

مشروع منح قطر للمنح الدراسية في غزة لعب دورًا كبيرًا في فتح أفاق التعليم أمام محمد، مما سمح له بتحقيق حلمه في دراسة الطب في جامعة الأزهر في غزة وأصبح طبيبًا، تخصصه في طب القلب يأتي بأهمية كبيرة لغزة، حيث تواجه المنطقة تحديات كبيرة، خاصة في مجال الموارد الصحية، لذلك، فإنَّ حصول محمد وأقرانه على منح دراسية في مجال الطب أمكنهم من تقديم يد العون والدعم للمحتاجين، خاصة في ظروفهم الصعبة الراهنة.

بالرغم من ذلك، في خضم رحلة محمد الملهمة ، وقعت مأساة الأسبوع الماضي، وقصفت الطائرات العسكرية باحة المستشفى الإندونيسي، مما تسبب في أضرار جسيمة وتشريد ليس فقط محمد بل أيضا العديد من الفلسطينيين الآخرين، ويضاف هذا الهجوم إلى سلسلة من الغارات الجوية والقصف، بما في ذلك القصف المباشر للمستشفى الأهلي وأكثر من 219 مدرسة في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك تدمير بيت الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، الذي يعد مساحة آمنة لمتلقي المنح الدراسية، وأسفرت هذه الهجمات حتى الآن عن مصرع أكثر من 6,500 مدني وإصابة أكثر من 17,400 آخرين، وفقا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حتى 25 أكتوبر 2023.

إنَّ الوضع محزن للغاية، حيث فقد أكثر من 2,700 طفل حياتهم وترك 224,000 طفل آخرين دون فرصة الحصول على التعليم، وقد أدى الصراع المستمر إلى زيادة كبيرة في تشريد الأطفال والأسر، كما أدت أوامر الإخلاء الأخيرة إلى تفاقم الأزمة، وتعود العديد من العائلات النازحة إلى شمال غزة نتيجة القصف المستمر في كل أنحاء قطاع غزة بالإضافة لصعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية في الجنوب.

وسط هذه الظروف الصعبة، تؤكد السيدة مليحة مالك، المدير التنفيذي لبرنامج حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، أنه “لا توجد أماكن آمنة”، وتعبر عن قلقها إزاء استهداف المستشفيات والمدارس، التي يفترض أنها توفر الرعاية والمأوى للمدنيين ولكنها أصبحت الآن أهدافاً.

Advertisement
Ad placeholder

“تدعو مؤسسة التعليم فوق الجميع جميع الأطراف المعنية بالوصول إلى اتفاق وقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، حتى في أوقات الحرب، هناك قواعد أساسية يجب الامتثال لها، وينبغي دائما إعطاء الأولوية لسلامة المدنيين، فضلا عن حماية البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، ويجب عدم تعريضها أبدا للاستهداف أو الأذى”.

العقوبات الجماعية والإجراءات الانتقامية والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة ليست فقط انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، بل قد تشكل أيضًا جرائم حرب، هذا الواقع المحزن يثير سؤالًا ملحًا: لماذا يبدو أن قوانين الحرب التي وضعت لحماية المدنيين، يتم تجاهلها؟

يُظهر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2601، الذي صدر بالإجماع في أكتوبر 2021، إجماعًا عالميًا على إلزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمنع الهجمات والتهديدات بشنّ هجمات على المدارس وضمان الحماية للمدارس والمدنيّين الذين لهم صلة بالمدارس أثناء النزاعات المسلحة وكذلك في مراحل ما بعد النزاع.

“يتوجب على المحكمة الجنائية الدولية ودول الأمم المتحدة الأعضاء التصرف حالاً للحفاظ على سيادة القانون وكرامة الإنسان، المطلب واضح: يجب التحقيق في جرائم الحرب هذه وضمان المساءلة”، كما أكدت السيدة مالك.

وفي الوقت الحاضر، يجد السكان المدنيون في غزة أنفسهم محاصرين داخل منطقة النزاع، مما يؤكد الحاجة الملحة للتدخل الدولي لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة.

Advertisement
Ad placeholder

في أعقاب مثل هذه الأحداث المروعة، حيث أصبحت رموز التعافي والأمل مثل بيت الفاخورة في حالة خراب، من السهل أن تشعر باليأس، هذه المبادرة، التي غذَّت ذات يوم تطلعات محمد وعدد لا يحصى من الشباب في غزة، تقف شاهداً على الدمار، ومع ذلك، يظل قلب غزة ثابتًا، ينبض بروح صامدة، وينتظر أن يتناغم العالم مع نبضاته.

بقدرتنا جميعًا إشعال هذا الأمل، سواءً كان ذلك من خلال دعم المبادرات التعليمية، أو تعزيز روايات المتضررين، أو المساهمة في عمليات إعادة الإعمار، فإن كل بادرة لا تقدر بثمن، وبأمكاننا أن نحدث فرقا، وبينما نتأمل كيف يمكن إعادة إشعال شمعة التفاؤل في وسط هذه الكارثة ونتوق إلى العدالة، نبقى نتساءل: كيف يمكننا إعادة إشعال الأمل بعد هذه الأحداث الكارثية؟ متى سيتم تحقيق العدالة؟

Advertisement Ad placeholder

التقويم

نوفمبر 2024
ن ث أرب خ ج س د
 123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA