ثقافة
“إنتاج محلي”… إنفجار مسرحي
جوزيفين حبشي
بعد غيابٍ امتدّ عشرين عاماً، يعود الكاتب والمخرج مارك قديح إلى الفن، والى خشبة المسرح تحديدا… يعود، ويعود معه نبضٌ خفيّ يشبه الارتعاش الأول قبل العاصفة.
هذه المرّة، لا يأتي مارك قديح ليقدّم عرضا عاديا أو جيداً كما غالبية الانتاجات المحلية، بل ليقلب الطاولة مع مسرحية “إنتاح محلي” وليفتح باباً إلى عالم لا يشبه إلا جرأته وجنونه وابتكاره.
على الخشبة، يقف ممثّلان استثنائيان: عمّار شلق ويوسف الخال. ثنائي لا يجتمع كثيرا، لكنه حين يجتمع، يحوّل المسرح إلى مختبر مشاعر وانفجارات فكرية.
تابعتُ إحدى التمارين لليلة كاملة. رأيتُ ما رأيت، ولكن… لا أستطيع البوح. ليس خوفا من الإفصاح، بل احتراماً لصدمة المتلقي الأولى، تلك اللحظة التي سيجد فيها المُشاهد نفسه أمام نصّ لا يشبه إلا نفسه: قوي، جامح، فلسفي، مؤلم، صادم، ساخر… والأهم: لا يعترف بما يسمى Political Correctness. نصّ لا يجامل، لا يلين، ولا يطلب الغفران، وممثلان في اقصى تجلياتهما.
“انتاج محلي”، مسرحية درامادية، حيث الدراما تسير فوق أسلاك كوميديا سوداء. سوداء كواقعنا الوطني والاجتماعي والسياسي والفنّي. مسرحية ستضحكنا لتلذعنا، وتصدمنا لتوقظنا، وتربكنا لتجعلنا نفكّر.
قريبا، وتحديدا ابتداء من ٢١ نوفمبر على خشبة مسرح الأيليزيه الاشرفيه، ستُفتح الستارة. وقريباً جداً سنشهد عرضاً مسرحياً مختلفاً، لعلّه الأصدق منذ زمن طويل. استعدّوا… لأن ما ينتظركم على المسرح ، مع مارك قديح وعمّار شلق ويوسف الخال، ليس مما يمكن توقعه. وليس حتماً مما يُنسى.
“انتاج محلي”… اضمن لكم انها” فن tastic”
