فن ومشاهير
الاميران ويليام وهاري، متى اللقاء؟

جوزيفين حبشي
في الأمس، التقى الأمير هاري بوالده، الملك تشارلز الثالث، بعد انقطاع طويل ، منذ شباط ٢٠٢٤. لقاءٌ ظل بعيدا عن أعين الاعلام ، حمل في ظلاله مزيجا من الحنين والتحفظ. ولكن ما لم يحدث كان أقسى من ما حدث: لم يلتقِ الامير هاري بأخيه، الأمير ويليام. وبين هذا الغياب والحضور، يقف التاريخ والعاطفة والجراح المفتوحة، كأنها فصول لم تُختم من حكاية بدأت منذ أن كانت أمّهما، الأميرة ديانا، تضع يديها على ظهريهما، وتسير بهما نحو ضوء المستقبل.

Screenshot
علاقة الشقيقين، التي كانت يوما مضرب المثل في التماسك، تمزقت خيوطها على مر السنوات، لا بفعل حدث واحد، بل نتيجة تراكُم الألم، وسوء الفهم، وتضارب الرؤى. حين اختار هاري الانسحاب من واجباته الملكية والرحيل مع ميغان إلى حياة أخرى عبر المحيط، لم يكن ذلك مجرد انتقال جغرافي، بل كان شرخا في جدار الثقة بين الأخوين. ويليام، الوريث الأول، رأى في تلك الخطوة خيانة للتقاليد، أما هاري، “الاحتياطي”، كما سمّى نفسه في مذكراته، فكان يرى فيها نجاة شخصية من حياة لم تعد تحتمل.
ثم جاءت سلسلة مقابلات إعلامية، وكتب، وتصريحات ، كسهام موجهة، بعضها أصاب وأوجع، وبعضها زاد النار اشتعالا. تحدث هاري عن صراع وصراخ، وعن معارك خفية داخل القصر، عن عنصرية وألم زوجته، عن صمت العائلة، عن شعوره الدائم بأنه ثانوي، ظلّ لا يُرى.

Screenshot
وفي كل تلك الحكايات، تلوح صورة ديانا، الأم الغائبة الحاضرة. ترى، ماذا كانت لتشعر لو كانت على قيد الحياة؟ هل كانت لتلمّ شتات القلبين؟ هل كانت لتضع يدها على كتف كلٍّ منهما وتقول: “أنتما لستما فقط أبناء تاج، أنتما أبناء قلبي”؟
هل كانت ستبكي بصمت، كما بكت يوما، حين تركها قلب اميرها في وحدة قاسية، و القصر في التجاهل واللامبالاة. لا، على الأرجح، كانت لتقاتل من أجل لمّ الشمل، لأنها كانت، أولاً وأخيراً، أماً قبل أن تكون أميرة.

Screenshot
اليوم، يقف العالم أمام صمتٍ بين شقيقين، ويتساءل: هل يمضي الزمن بلا تصالح؟ هل يُمكن لجراح الكلمة أن تندمل؟ وهل يمكن لدمعة أم ٍفي السماء أن تهطل يوماً، فتروي شيئاً من هذه الأرض الجافة؟
لا أحد يعلم متى يتكلم القلب، لكن الأمل يبقى أن الحب، حتى بعد كل الخلاف، يظل خيطاً خفياً لا يُقطع بسهولة… خصوصاً إذا كان حباً من رحم ديانا، التي لم تعرف يوماً سوى لغة القلب والتسامح.