ثقافة
“القصة كلها” علاج نفسي بضحكة وغمزة ونوتة موسيقية

جوزيفين حبشي
هل سبق أن سمعتم بالعلاج النفسي المسرحي بالموسيقى ؟ نعم ، المسرح أفضل محلل نفس، وخشبته أكثر فاعلية من كرسي ” شيز لونغ” في عيادة طبيب نفسي. أما الموسيقى فهي شفاء للروح والنفس والجسد. مع الكلمة والنغمة والاداء المسرحي والموسيقي ، سندخل عيادة الكاتب والمخرج والممثل جو قديح والمايسترو بسام شليطا، على خشبة مسرح كازيتو لبنان في ٢٨ حزيران/ يونيو ، لنخضع لجلسة علاجية مضحكة مبكية مؤثرة، ستعزف على اوتار الروح والنفس والبيانو، ومدتها ساعة وثلث الساعة تقريبا.
جلسة علاجية مسرحية موسيقية بعنوان ” القصة كلها”، تعيد جو قديح الى الخشبة بعد غياب استمر ٥ أعوام.
في هذه الاعوام الخمسة الاخيرة، كوكب الارض بأكمله إنهار بسبب جائحة كورونا. أما لبنان فلم يكتف بصدمة واحدة، بل هطلت عليه الصدمات الواحدة تلو الاخرى، من كورونا الى انهيار اقتصادي غير مسبوق وثورة وتفجير دمّر العاصمة بيروت وارواح ناسها. ورغم ذلك قاوم لبنان الوجع بالابتسامة، والالم بالسخرية، والتخلّي والخذلان بالدعم الانساني.
هذه الصدمات المتلاحقة التي عاشها اللبناني، سيتحرر جو قديح منها ويحررنا معه، بعدما قرر أن يقصد طبيباً نفسياً يقيم في خياله ، هو المايسترو بسام شليطا، الذي سيستمع لمعاناته المضحكة المبكية الواقعية العبثية والشبيهة بمعاناة لبنانيين عاشوا تلك الازمات، ويجيب عن تساؤلاته بمقطوعات موسيقية بديعة على البيانو .
يصف جو قديح “القصة كلها” المنتظرة في ٢٨ حزيران على مسرح كازينو لبنان ” بخلطة من “الميوزيكال ” وال “وان مان شو” ، مع ومضات استعادية (فلاش باك) ومقتطفات سريعة جدا لبعض اعماله السابقة، وكلها مقدّمة بطريقة راقية، مضحكة ومؤثرة في الوقت عينه.
عن تجربته مع المايسترو وعازف البيانو اللبناني العالمي بسام شليطا من خلال هذه المسرحية، يقول قديح أنها غنيّة ومثمرة جداً. “بسام يرافقني طيلة العرض ويجيبني بالموسيقى من خلال تقديم أجمل معزوفاته. طوال فترة التحضير، تناقشنا كثيراً وارتجلنا كثيراً وطوّرنا معاً أشياء كثيرة، وتجربتنا معاً مختلفة ومُلهمة”.
بدوره المايسترو بسام شليطا الذي سبق أن قدّم عدة استعراضات موسيقية على خشبة كازينو لبنان وعلى مسارح عالمية عديدة، بإطار مختلف عن السائد ، يجمع الموسيقى بالكوريغرافيا الراقصة والمؤثرات البصرية، يؤكد حبه للخروج عن كل ما هو نمطي وتقليدي متداول. “احب كل ما هو متجدد ومختلف حتى لو فيه مخاطرة ، فعندما نقدم هكذا تجربة، جو وأنا، لا نعلم مسبقاً رد فعل الجمهور”.
عن هذه التحربة تحديدا يقول شليطا “أنا داعم لجو قديح ولفنه، وبما ان هذه التجربة جديدة ومبتكرة وتُخرِج الفنان عادة من منطقة الراحة و الامان ( comfort zone)، تحمّست لها و”كتير حلو” أن نقدّم شيئاً مماثلاً بفرديته واختلافه، وأنا متشوّق جدا لمعرفة رد فعل الجمهور”.
طيب، ماذا عن تلك الهواجس والصدمات الحياتية والاجتماعية والانسانية والوطنية التي مرّ بها جو قديح وكافة الشعب اللبناني خلال الاعوام الخمسة الماضية؟ كيف سيستحضرها؟ يؤكد قديح “بكثير من الاحترام والجرأة في الوقت عينه، فلن نتهجّم ولن نتهكّم ولن نفترِ على احد في زمن اصبح فيه الافتراء ورمي التهم مجانياً واعتباطياً. هذه المسرحية مفهوم جديد يُخبِر قصة كل لبناني وليس قصتي وحدي ، في آخر خمس سنوات، مع كافة الصدمات التي مرّت علينا، والتي سنقدمها مع ضحكة وغمزة وغصة ونوتة موسيقية”.