ثقافة
باحثة إماراتية تصدر أول كتاب عن التاريخ العمراني لأبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة
أعلنت الدكتورة الأميرة ريم بني هاشم، وهي باحثة إماراتية وأخصائية في التخطيط والتصميم والتطوير العمراني، عن إصدار كتابها صباح هذا اليوم، بعنوان: “Planning Abu Dhabi: An Urban History” وهو أول كتاب عن التاريخ الحضري يصدرعن باحثة إماراتية باللغة الإنكليزية، وهو يبحث ويوثّق مراحل التخطيط العمراني لأبوظبي.
كمواطنة من أبوظبي، فإن د. الأميرة ريم أول إماراتية تحصل على شهادة الدكتوراه في التخطيط العمراني، وتعتبر كواحدة من رائدات بحوث التطوير العمراني للعاصمة. ومن خلال دراستها لأكثر من ١٠ سنوات عن نمو الإمارة، فلقد توصلت الى قناعة بأن التخطيط المستقبلي للتطوير العمراني لأبوظبي يعتمد بشكل كبير على فهم الماضي، وأصول التشكيل المادي للمدينة، وأصحاب القرار المؤثرين، وماهية نظم ومدارس التخطيط العمراني التي قادت ذلك النمو، والعوامل السياسية والإقتصادية والإجتماعية والبيئية اللواتي فرضت ذلك التخطيط للإمارة. كما أنها تؤكد “بأن هناك حاجة الى المزيد من التجذر العمراني المحلي وثقافة البيئة العمرانية وذلك لترك إنطباعاً محلياً مهماً خاصة فيما يتعلق ببيئتها الحالية ومراحل التخطيط وتفاعل مختلف المؤسسات والمساهمين.”
ومع عدد كبير من الدوريات والصور المنشورة وتمثيل المدينة من خلال منظور صحفي وليس أكاديمي، كان قرار د. الأميرة ريم لتأليف هذا الكتاب مدفوعة من محدودية المعلومات المتوفرة في الوقت الحاضر عن أبو ظبي – كمدينة حديثة، والتي برأيها تستند على نظريات وممارسات التخطيط والتصميم العمراني. وأضافت: “هنالك القليل من الدراسات التي تطرقت الى البيئة العمرانية لأبوظبي وعدم وجود أبحاث تجريبية أجريت لهذا الموضوع.”، “عندما تكون في مكان عدد المواطنين فيه يمثل الأقلية قياساً الى الأغلبية، فإن أبوظبي تمثل حالة دراسية في كيفية الموازنة بين التخطيط لعدد قليل من السكان المحليين – والتمثيل والمحافظة على هويتهم المدنية – مع التأكد في خدمة السكان الوافدين في نفس الوقت. إن تجربة أبوظبي تعطي مساهمة ثمينة لمفهوم مؤسسات التخطيط في المجتمعات سريعة العمران، حيث يكون مقياس التخطيط قد حدد عبر حقبة زمنية لا تتجاوز الخمسين عاماً، ومع تحديات الحاجة للتماشي بروح الإبداع الى التغيرات المستمرة والتوقعات نحو المكسب الآني.”
يختلف مسار التطور العمراني لأبو ظبي كلياً عن جارتها اللصيقة دبي. وكما وصفتها د.الأميرهةريم فإن أبو ظبي – عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1971 قد وضعت بتروّي خططها لتمثل دورها ومقامها كعاصمة.” بعد التعريف ووصف التاريخ الحديث لأبوظبي، ركّزت د. الأميرة ريم على ثلاث فترات بعد إكتشاف البترول بكميات تجارية في عام 1960، والتي تصادف فترات حكم ثلاثة حكام: الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان )1960-1966(، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان )1966-2004(، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (2004-حتى وقتنا الحاضر). وبناء على أرشيف البحوث والمقابلات مع الأشخاص المعاصرين لتلك الفترات وكذلك من خلال رسم الخرائط المكانية، فلقد حللت د. الأميرة ريم الطرق المختلفة لكل حاكم في كيفية التطوير، وبحثت مهام إستشاريي التخطيط والمعماريين والمطورين وشركات الإنشاءات والمؤسسات الحكومية، بالإضافة الى فحص مظاهر خطط التطوير الشاملة والأنظمة الأساسية الخاصة بها، وتقييم عوامل تلك المؤثرات المختلفة على تطوير أبوظبي. وتختتم كتابها بالقول بأنه على الرغم من أن الكثير سوف يتم إنجازه، فإن تطور أبوظبي لتكون مدينة عالمية ومستدامة هو بحد ذاته درساً ومعياراً للمدن الأخرى.
من خلال هذا الكتاب، تهدف د. الأميرة ريم لرفع مستوى البحوث العمرانية عن أبو ظبي، وذلك عبر تسليط الضوء على مساهمات الأشخاص الذين لعبوا دوراً في تخطيط المدينة وتوضيح كيفية تأثير النواحي السياسية والإدارية فيما يتعلق خاصة بآليات مؤسسات التخطيط على المساحات العمرانية.
——————————————
عن: تخطيط أبو ظبي: تاريخ حضري
تخطيط أبوظبي – تاريخ حضري، من تأليف الدكتورة الأميرة ريم بني هاشم، وهي باحثة إماراتية وأخصائية في التخطيط والتصميم والتطوير العمراني، وهو أول كتاب عن التاريخ الحضري يصدر عن باحثة إماراتية باللغة الإنكليزية، وهو يبحث ويوثّق مراحل التخطيط العمراني لأبوظبي. يهدف الكتاب الى الفكر الحالي، والذي جمعته د. الأميرة ريم في قسمين: الأول يوضح النظام السياسي والإقتصادي في أبوظبي في الماضي والحاضر، ويشمل العائلة الحاكمة وهيكل القبائل ونواحي صنع السياسات البريطانية، ومراحل التطور الإقتصادي المبني على صناعة البترول وغيرها، والسياسات الحديثة في أبوظبي. أما القسم الثاني، فهو يقدم المواضيع والإصدارات التي تتعلق ببيئة التخطيط العمراني لأبوظبي من خلال مقاييس دقيقة وشاملة. كما يبنى البحث على التداخل بين القسمين من خلال البناء على تركيبة وكيفية التطوير العمراني لأبوظبي التي تكشفت عبر الهيكل المؤسسي والسياسي المعقد، ومن خلال عمليات التحديث والعولمة.
بعد التعريف ووصف التاريخ الحديث لأبوظبي، يركّز الكتاب على ثلاث فترات بعد إكتشاف البترول بكميات تجارية في عام 1960، والتي تصادف فترات حكم ثلاثة حكام: الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان )1960-1966)، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان )1966-2004)، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (2004-حتى وقتنا الحاضر). وبناء على أرشيف البحوث والمقابلات مع الأشخاص المعاصرين لتلك الفترات وكذلك من خلال رسم الخرائط المكانية، فلقد حللت د. الأميرة ريم الطرق المختلفة لكل حاكم في كيفية التطوير، وبحثت مهام إستشاريي التخطيط والمعماريين والمطورين وشركات الإنشاءات والمؤسسات الحكومية، بالإضافة الى فحص مظاهر خطط التطوير الشاملة والأنظمة الأساسية الخاصة بها، وتقييم عوامل تلك المؤثرات المختلفة على تطوير أبوظبي. وتختتم كتابها بالقول بأنه على الرغم من أن الكثير سوف يتم إنجازه، فإن تطور أبوظبي لتكون مدينة عالمية ومستدامة هو بحد ذاته درساً ومعياراً للمدن الأخرى.
——————————————
د. الأميرة ريم بني هاشم
إماراتية من مواليد 1985 مهندسة معمارية مختصة بالتخطيط والتصميم والتطوير العمراني ومؤلفة كتاب “Planning Abu Dhabi: An Urban History”، وهو أول كتاب يبحث ويوثّق مراحل التخطيط والتطور العمراني لأبوظبي. أنهت دراساتها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول إماراتية تنال شهادة الدكتوراه في التخطيط العمراني والتي نالتها من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. ولقد أمضت ١٣ عاماً من الإستشارات العالمية في الولايات المتحدة وإيطاليا والبرازيل والإمارات. محلياً، ساهمت بخبرتها في العديد من مبادرات التطوير في أبوظبي ودبي والعين والفجيرة. كما شاركت بشكل فعّال في برامج التطوير والتوعية والتي تجذب المطورين والإستشاريين لبحث وتحديد أماكن التحسين والإبداع في التخطيط، وتعتبر إحدى رائدات بحوث التطوير العمراني في أبوظبي خاصة والخليج العربي عامة.
كما أصدرت العديد من المقالات والمساهمات في كثير من الكتب والمجلات ذات الإختصاص، مثل: روتليدج، آي جي آي جلوبال، وآركيتكجرال ثيوري ريفيو. وهي تشارك دوماً بخبرتها في حلقات النقاش المهنية والمؤتمرات والجامعات حول العالم.
وتعمل د. الأميرة ريم حالياً كمدير مشروع لمبادرة العمارة في الإمارات، بالتعاون بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ودائرة التخطيط العمراني والبلديات و جامعة خليفة وجامعة زايد وجامعة نيويورك – أبوظبي، والتي تهدف لدفع عجلة المعرفة بالتخطيط والتطوير العمراني والهندسة المعمارية في الإمارات العربية المتحدة. إضافة الى ذلك، فهي شريك مؤسس ومدير الإبداع لشركة ذا نيتف بوهيميانز الإستشارية للتصميم.