Connect with us

ثقافة

بالحرام… المكتوب يُقرأ من عنوانه

Published

on

جوزفين حبشي

بما أن المكتوب يُِقرأ من عنوانه، ماذا يمكن أن ينتظرنا مع مسلسل شركة “ايغل فيلمز”  لموسم رمضان ٢٠٢٦  “بالحرام”؟  العنوان مثير وموحٍ  فعلاً، ويحمل احتمالات كثيرة، خصوصا في السياق العربي واللبناني تحديدا، حيث كلمة حرام ليست مجرد حكم ديني، بل ترتبط بثقافة اجتماعية وأخلاقية عميقة.

Screenshot

في ظل التكتّم التام حول المسلسل المقبل، العنوان يوحي لنا  بأن العمل  قد يدخل ويُدخلنا معه الى  زوايا محرّمة مجتمعيا  أو  دينيا  أو أخلاقيا.ربما يتناول قصصا عن الخيانة الزوجية أو العاطفية، الزنا، العلاقات السرية، وربما يتطرق الى ” اولاد الحرام”  بسبب علاقات خارج إطار الزواج.

ماذا ايضا؟ استخدام كلمة “بالحرام” في العنوان قد يشير  إلى سخرية مبطنة من الطريقة التي يُستخدم بها “التحريم” في مجتمعنا. يمكن أن نتوقع  مثلا  تسليط المسلسل الضوء على تناقضات شخصيات  قد تحرّم أشياء  في العلن،  وتمارسها في السر، قد تطلق الاحكام في العلن، بينما تقع في المحظورات عينها في السرّ.

ايضا، لا يمكننا أن نستبعد أن يكون العنوان مدخلا  لعالم بوليسي  أو  دراما نفسية، فربما تنتظرنا جريمة حصلت “بالحرام”، ودوافعها ملوثة بالمحرّمات.

ولكن، لحظة…بما أن نجمة المسلسل هي ماغي بو غصن التي  لم تعد مجرد ممثلة تتصدر الشاشات، بل صوت نسائيّ  اعتاد أن يُسلّط الضوء، من خلال أدواره، على قضايا تمسّ جوهر المرأة وواقعها، و  وأن يتحوّل مرآةً  لوجعٍ ما، أو قضيةٍ مسكوت عنها، فتحليل العنوان قد يحمل أبعاداً  اخرى. اهداف ماغي بو غصن وشركة ايغل فيلمز  التي تصبّ في خانة الفن يمكن أن يكون مساحة للوعي، لا مجرد ترفيه، تدفعنا للتفكير   ان ” بالحرام” قد يكون دراما تركّز  على نساء يُمارس عليهن الضغط باسم “الحرام”،  مثل تحكمات الأهل،  أو حرمان من الحب أو  التعليم أو الاستقلال، وربما فرض الزواج  أو  رفض الطلاق.

Advertisement
Ad placeholder

مهما كانت التوقعات المحتملة خلف عنوان “بالحرام”، فالمؤكد ان ما ينتظرنا ، سيكون مسلسلا جريئا، واقعيا، وقد يثير  الجدل. كيف لا، والنجاح اللافت الذي حققته الشركة العام الماضي من خلال مسلسل ” بالدم” اللبناني بامتياز، والذي تصدّر نسب المشاهدة عربيا ، وأعاد إلى الدراما اللبنانية حضورها القوي، هو الضمانة. لكن ، تبقى غصة صغيرة عالقة في القلب: لبنان الذي يعشق  للموت درامته الوطنية، نشّف دمه،  ع أمل  رؤية مسلسلا لبنانيا بحتا، من الفه الى يائه. شركة  ايغل فيلمز  كانت الداعمة الاساسية لهذا التوجّه ، و كانت مصرّة على متابعة خطوتها اللبنانية البحتة مع الاعلان عن التعاون من الكاتب اللبناني طارق سويد. ولكن “يا فرحة ما تمّت”، وفجأة  حصل ما لم نتوقعه، ولم نفهمه رغم الاضاحات. وهكذا عادت  شركة ايغل فيلمز  واختارت  اسناد  كتابة العمل الجديد  إلى الكاتبين السوريين فادي حسين  وشادي كيوان.

مع كامل الاحترام والتقدير للكتّاب السوريين الذين لهم بصمتهم الواضحة في الدراما العربية، يبقى السؤال مشروعا: هل لبنان، البلد الذي أنجب كبار الأدباء والكتّاب، يفتقر إلى من يروي حكاياته؟ الا يمتلك لبنان نخبة من الأقلام اللبنانية ( الشابة والمخضرمة)  القادرة على تقديم نصوص عميقة  تعبّر عن واقعنا، بلغتنا ولهجتنا وهويتنا؟ نحن لسنا ضد التعاون العربي، بل نؤمن به ونعتبره مصدر  إثراء، ونثق  أن “بالحرام” سيكون عملا مميّزا، فشركة ايغل مصدر  ثقة، والمخرج فيليب اسمر مصدر قوة ، والممثلون اللبنانيون فيه مصدر  فخر(ماغي بو غصن، تقلا شمعون، رندة كعدي، باسم مغنية، طوني عيسى، سينتيا كرم، عمار شلق وغيرهم)، والكاتبان السوريان  تشهد لهما مسلسلاتهما السابقة مثل” ازمة عائلية” و”مقابلة مع السيد إدم” و”النسيان” لشادي كيوان، و ” نقطة انتهى” و” وصايا الصبار” لفادي حسين. ولكننا نأمل ونتمنى  ألا تتحول التجربة اللبنانية  البحتة والناجحة” بالدم”  إلى استثناء عابر، بل إلى نهج مستمر. نطمح أن يُستكمل هذا التميّز اللبناني،  من خلال إعطاء الفرصة أيضا للكتّاب اللبنانيين، فالدراما اللبنانية تستحق أن تُروى بصوتها. لبنان  لا يخلو  من الكفاءات الكتابية، و”حرام” ألا نستكمل بعد “بالدم”،  الانطلاقة الرائعة التي أثبتت من خلالها  الدراما اللبنانية أنها قادرة، عندما تُمنح الثقة، على فرض نفسها على الساحة العربية بكل جدارة.

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

أكتوبر 2025
ن ث أرب خ ج س د
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA