Connect with us

فن ومشاهير

بين البحر الاحمر والابيض، شمخت ٣ ارزات من لبنان

Published

on

جوزيفين حبشي- جدة

في ليلة ١١ ديسمبر، لم يكن ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي مجرّد سهرة تُطفأ بعدها الأضواء، بل لحظة أعادت إشعال وهج السينما اللبنانية.  شرارة عنيدة تأبى أن تخبو، حتى لو  اطفأت  العتمة  بلدا اعتاد أن يقف وحده في مواجهة الليل . كانت ليلة تشبه اللبنانيين تماما: مكتظّة بالحب، بالجدارة، وبنورٍ  وُلد من الصبر والتحدّي، نورٍ  لا  يُطفَأ. على شاطئ جدة، ارتفع اسم لبنان عاليا… لا كاسم دولة فحسب، بل كنداء حياة. بدا وكأنه يستعيد قطعة من الضوء الذي يُسرق منه كل يوم. لم يعد فنانونا بثلاث جوائز  وحسب، فما عادوا به فعلا كان أعظم: تقدير العالم، وثقة متجددة بأن لبنان، مهما انكسر، يعرف دائما كيف ينهض ويقول بثبات: أنا هناولن أغيب.

Screenshot

وسط نجوم لطالما حلمنا بمشاهدتهم على الشاشة – لا بأن يقفوا هم مصفقين لنا – وقف لبنان شامخا، يواجه هامات السينما العالمية امثال أنطوني هوبكينز، جوني ديب، إدريس إلبا… وهناك، في ذلك البحر من الأضواء، لمع الفن اللبناني. رغم جغرافيا منهكة، واقتصاد يئن، وذاكرة مثقلة بالأوجاع، وقف لبنان ثابتا كجبل صنين، متجذرا  كأرزة، يخرج من جيوبه المثقوبة شغفا لا ينتهي، وإيمانا لا تهزّه العواصف.

Screenshot

تقدّم الفنان الشامل جورج خبّاز إلى المسرح  كمن يحمل وطنا على كتفيه، لا دورا في فيلم. نال جائزة أفضل ممثل عن “يونان”، ليؤكّد أن القوة ليست في الجوائز  بل في الموهبة التي تُرغم العالم على الانحناء لها. وفاز المخرج سيريل عريس بجائزة اليسر لأفضل سيناريو عن “نجوم الأمل والألم”، عنوانٌ  وفيلم يشبهان وطنا يحمل ألمه بيد وأحلامه باليد الأخرى. أما جورج أبو محيا، فانتزع تنويها خاصا عن فيلمه التحريكي القصير “جيم ١٩٨٣”، مضيفا ضوءا جديدا  إلى لوحة الإبداع التي لا تكتمل إلا بالألوان اللبنانية.

Screenshot

هذه الانتصارات ليست مجرد إنجازات فردية. إنها امتداد لذاكرة طويلة زرعتها السينما اللبنانية يوم قررت أن تكون مرآة هذا الوطن: وطنٌ جميل وحزين، هشّ وقوي، مُتعَب وعنيد. من مهرجان كان إلى فينيسيا، من برلين إلى الأوسكار، حيث وقف لبنان مرتين بين الكبار مع The Insult لزياد دويري و”كفرناحوم” لنادين لبكي، أثبتت السينما اللبنانية أنها قادرة على أن تفرض نفسها على أكبر المنابر، بكرامة تضاهي ارتفاع الأرز.

Screenshot

كانت السينما اللبنانية دائما صوت من لا صوت له، الحكاية التي تُروى حين يختنق الكلام، وذاكرة الطفولة التي تكبر في ظل القسوة، والعشق الذي يصرّ على النجاة مهما اشتدّت الحرب. هي مرآة بلد يتشقّق، يتفجّر ، لكنه لا ينكسر.

Screenshot

ما حدث في جدة لم يكن تتويجا عابرا، بل إعلانا جديدا  بأن لبنان ، ذلك البلد الذي يُكتب عليه السقوط، يُتقن النهوض. بلد يحوّل حزنه إلى صور، وألمه إلى فن، وانكساراته إلى أجنحة تحلق على منصّات العالم.

Screenshot

وهكذا، وقف جورج خباز، وسيريل عريس، وجورج أبو محيا على خشبة مهرجان البحر الأحمر، لا حاملين اعترافا بابداعهم فقط، بل حاملين وطنا كاملا. رفعوا  جوائزهم ورؤوسنا عاليا، وأثبتوا أن لبنان، مهما ضاقت به الدنيا، يبقى أكبر من جراحه، وأوسع من حدوده، وأجمل حين يروي نفسه للعالم عبر عدسة السينما.

Screenshot

Screenshot

Screenshot

Screenshot

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

ديسمبر 2025
ن ث أرب خ ج س د
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
293031  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA