سياحة وفنادق
دبي تتخذ زمام المبادرة مجدداً لإعادة السياحة الميسرة الى الواجهة
تنطلق في دبي فعاليات (قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم) في دورتها الثانية تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، يوم الأربعاء الموافق 12 يناير 2022 في فندق ماريوت ماركيز.
وتهدف القمة التي تقوم دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي بدعمها كشريك الوجهة السياحية، وتقام تحت عنوان (لنجعل جميع المدن صديقة للسياح من أصحاب الهمم) الى تسليط الاضواء على التحديات التي يواجهها نحو مليار انسان لديهم نوع معين من الاحتياج الى المساعدة حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، اثناء تنقلهم كمقيمين او زوار او سياح في مدن العالم، وضرورة تعزيز التشريعات والقوانين والبنى التحتية والخدماتية التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم وحقهم في اكتشاف العالم بسهولة ويسر.
ويأتي انعقاد القمة مع العودة التدريجية لانتعاش قطاعي السفر والسياحة، بعد التأثيرات الكارثية التي الحقها كوفيد19 بهذين القطاعين على مستوى العالم، لبحث التحديات التي تواجه الصناعة في الوقت الراهن والدروس المستفادة من الازمة خاصة فيما يتعلق بالسياح من أصحاب الهمم.
وقد اتخذت دبي زمام المبادرة لإعادة السياحة الميسرة الى الواجهة، حيث كانت المدينة من بين الوجهات الأولى التي انفتحت بنجاح على السياح العالميين قبل أشهر من استضافة معرض إكسبو 2020 دبي، ضمن رؤيتها لتصبح من أفضل الوجهات المفضلة بالنسبة للسياح من أصحاب الهمم، معتمدة على منظومة متكاملة من التشريعات والبنى التحتية المتطورة والخدمات المتميزة.
الامارات وجهة مفضلة للسياحة الميسرة
وقال سمو الشيخ احمد بن سعيد راعي القمة:” ضمن إطار سعينا لتحقيق رؤية حكومتنا الرشيدة في جعل دولة الإمارات الوجهة السياحية المفضلة لأصحاب الهمم، تستضيف دبي الدورة الثانية من قمة دبي الدولية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم، بالتزامن مع إطلاق إكسبو 2020″.
وأضاف سموه:” سوف تسلط القمة الضوء على الجهود الرائعة التي بذلتها وما زالت جميع الجهات الحكومية والشركات الخاصة في دبي والإمارات، وعلى رأسها المهتمين بقطاع السياحة، لمواجهة تحديات كوفيد 19، وضمان سلامة ورفاهية مواطنينا والمقيمين والسياح، مما أهَل الإمارات ودبي لتصبح من بين أفضل الوجهات وأكثرها أمانًا في العالم للسفر والعيش أثناء فترة الجائحة”.
وأوضح سموه ان القمة ستناقش التحديات والآثار السلبية التي أحدثها الوباء على صناعة السياحة العالمية، وحركة السياح، وخاصة أصحاب الهمم، والدروس المستفادة، والحلول الجديدة المطبقة عالمياً، والتدابير الاحترازية التي اتخذتها الدول لتسريع تعافي السياحة، خاصة في المطارات وشركات الطيران والفنادق وشبكات النقل وغيرها من المرافق والخدمات.
وقال سموه:” ان جهودنا المشتركة سوف تساهم في التغلب على التحديات التي تواجه السياح من أصحاب الهمم الذين يتشوقون للانطلاق مرة أخرى للاستمتاع بحياتهم والسفر حول العالم بحرية. دعونا نعمل معاً لضمان توفير سياحة يسهل الوصول إليها وأفضل تجربة ممكنة للجميع”.
دبي تولي اهتماما كبيرا بإصحاب الهمم
ومن جانبه قال سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: “تولي قيادتنا الرشيدة اهتماما كبيرا بأصحاب الهمم، وتوفر لهم كافة المرافق والخدمات التي تمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كما يتم إشراكهم في الفعاليات المجتمعية لأهمية هذه الفئة في المجتمع. كما تعتبر دبي من المدن العالمية المتاحة للجميع، وتحرص على تقديم كافة وسائل الراحة للمسافرين من أصحاب الهمم منذ وصولهم إلى دبي وحتى مغادرتهم إياها، حيث يجدون ما يلبي احتياجاتهم بدءا من المطار، ووسائل النقل، وكذلك المنشآت الفندقية، وصولا إلى أشهر المعالم ومناطق الجذب السياحي التي تراعي هذا الجانب في منشآتها. وأيضا مع تبني دبي للتكنولوجيا الحديثة، فإنها تسهم أيضا في تغيير حياة أصحاب الهمم وتجعل حياتهم أكثر سهولة. وهذا يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جعل دبي المدينة الأفضل للحياة والعمل، وكذلك الوجهة المفضلة للزيارة”.
متطلبات السياحة الميسرة
وتستهدف القمة تسليط الأضواء على متطلبات هذه الشريحة اثناء سفرهم وتنقلهم من مكان لآخر وبالتالي العمل على توفيرها لجعل الاماكن والمرافق التي يستخدمونها او يقصدونها مثل الفنادق والمنتجعات والمطارات ووسائط النقل والاتصال ومراكز التسوق والشواطئ والمتنزهات والمتاحف متاحة امامهم وتلبي احتياجاتهم.
وتسير دبي بخطى دؤوبة لتحقيق رؤيتها بأن تصبح صديقة لإصحاب الهمم، وتعمل جميع الجهات المعنية في الامارة للوصول الى هذه الهدف من خلال تنفيذ القوانين والتشريعات ذات الصلة وتطويع الحلول الذكية لتوفير أفضل الخدمات لهذه الشريحة، خاصة مع استهداف دبي استقبال 25 مليون سائح في العام 2025.
وحسب تقدير منظمة الصحة العالمية فأن ما بين 10 – 15 % من سكان المعمورة لديهم نوع من الاحتياج الى المساعدة، وان عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى أجهزة مساعدة تتراوح من الكراسي المتحركة الى تقنيات الاتصالات، سوف يتضاعف من 1 مليار في الوقت الراهن الى 2 مليار نسمة بحلول عام 2050 نتيجة التقدم في العمر والمشاكل الصحية وغيرها من العوامل الأخرى.
ويتطلع نحو 50 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط إلى زيارة المدن والوجهات السياحية التي توفر لهم خدمات ملائمة تتوافق مع احتياجاتهم.
وسيشارك في القمة التي تنظمها سنويا شركة ند الشبا للعلاقات العامة وتنظيم المعارض، حشد من كبار المسؤولين الدوليين والخبراء المعنيين في القطاعين العام والخاص الذين سوف يتطرقون في كلماتهم الى تجربة بلدانهم ونجاحها في التعامل مع نتائج الجائحة وتحدياتها خاصة بالنسبة لاصحاب الهمم والدروس المستفادة التي يمكن تطبيقها لجعل السياحة الميسرة جزءا من أولويات جميع المدن حول العالم.
كما سيتطرق المتحدثون الى البنى التحتية الصديقة والتسهيلات والخدمات المتنوعة في قطاعات مثل الضيافة والنقل والصحة والتأمين والتواصل، التي تراعي متطلبات مختلف شرائح ذوي الاحتياجات. بالإضافة الى التطرق الى أبرز التحديات التي تواجه هؤلاء السياح حول العالم، والكشف عن الحلول والتشريعات ونوعية الخدمات التي يحتاجونها منذ لحظة اتخاذهم قرار السفر والوصول الى الوجهة المقصودة وقضاء اجازاتهم وحتى عودتهم الى بلادهم من اجل جعل تجربة سفرهم ذكرى طيبة خالية من المتاعب.
الدعوة لضمان إمكانية الوصول
وكانت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قد دعت الدول إلى ضمان إمكانية الوصول للسياح الذين لديهم متطلبات خاصة، مما يمكًن الوجهات الراغبة بتغيير قواعد اللعبة التعافي بصورة أسرع من آثار الجائحة نتيجة استقطابها هذه الشريحة الكبيرة من السياح.
وقالت المنظمة: ” غالباً ما يتم تصميم البيئات والخدمات السياحية دون مراعاة متطلبات الوصول المختلفة، لذلك يجب تغيير طريقة التفكير، بحيث يعطي قطاع السياحة الأولوية لإمكانية الوصول لتسهيل السفر للأشخاص أصحاب الهمم، مما يشكل فرصة استثنائية لتنشيط السياحة وخلق فرص عمل جديدة”.