Connect with us

ثقافة

“ديفاز”… قصر سرسق يغني، يرقص، يحلم ويتذكّر ايقونات عربيات.

Published

on

جوزيفين حبشي

ها هي أم كلثوم، نعم ما غيرها ” كوكب الشرق” ، تحدّق بي  بنظّاراتها السوداء ، ومنديلها  الابيض الذي يلومني على التأخير، و ” أنا في انتظارك خليت ناري في ضلوعي وحطيت إيدي على خدي وعديت بالثانية غيابك ولا جيت”. احاول  ان أشرح لها آسفة، عن زحمة السير في تمام الساعة الثامنة مساءّ في الاشرفية، فتنقذني فيروزتنا بشالها الذي يرفرف في الحارة ، وتعطيني خيارات عديدة  لاسباب التأخير ،  ” نطّرونا  كتير  ع موقف دارينا”  و” هالسيارة مش عم تمشي، بدّا  حدا يدفشها دفشة”.

Screenshot

دفشة  اوصلتني الى الصبّوحة بشمس شعرها الذهبي وضحكتها الرنانة و” زقفة زقفة يا شباب، يالله الحبايب عالباب”. اشكرها من قلبي  على ترحيبها الحار، والتفت نحو  صوت  داليدا الذي ينادي من بعيد:Gigi ? C’est toi là-bas dans le noir

لا يا داليدا، انا  زوزو. فجأة وبسحر ساحر، تظهر امامي السندريلا  سعاد حسني وتصافحني بحرارة  وتعرفني بنفسها:” و انا  برضو  اسمي زوزو النوزو  كونوزو، وايه رأيك بما إن الدنيا ربيع والجو بديع، ندخل مع اسمهان الجنينة، ونشمّ ريحة الزهور”؟

Screenshot

Screenshot

ودخلت معهن  كلهن حدائق معرض “Divas: من أم كلثوم إلى داليدا”، المزدان بمقتنياتهن الخاصة من ازياء  وفساتين سهرة  وصور  واغنيات و مقاطع نادرة من افلام، وعالم من سحر  يروي مع كل تفصيلة ، حكاية نجمات عربيات، من مصر  الى لبنان ومن المغرب العربي الى باريس،  تحوّلن أيقونات، وعشن حياتهن على المسرح كما خارجه، بكثير من التحدي والتمرد والابداع. نجمات اثبتن  أن الفن لم يكن ترفا، بل فعل حب، ومقاومة، ووجود. نجمات، اتأمل مثل غيري حياتهن المعروضة أمام حواسي الخمسة، واسمعهن يهمسن ليهذه ليلتي وحلم حياتي، بين ماض من الزمان وآتِ”.

Screenshot

من قلب بيروت، و في الطابق B2  من متحف قصر سرسق تحديدا ، استقبلني السحر ليل ١٧ تشرين الاول ٢٠٢٥… من قلب بيروت، و من قلب قصر سرسق العريق تحديداً ، عاد الزمن خطوة إلى الوراء ليل ١٧ تشرين الاول ٢٠٢٥.  عاد  الى ماضٍ جميل، وعصر ساحر ،واصوات  لا تزال تنبض في الوجدان الفني والوطني  والقلب ، واغنيات في البال، وفساتين مطرّزة  بحرير الماضي ومخمل الذكريات ، وصور  ارشيفية بالأبيض والأسود لحقبة  ذهبية، ورائحة بخور كانت تملأ المسارح ذات يوم. من قلب بيروت، و من قصر سرسق العريق تحديداً ، فتح  لنا معهد العالم العربي في باريس، باباً  مشرّعاً لأول مرة في لبنان، على زمنٍ جميل كانت فيه المرأة العربية صوتا وقصة وحلما وصدى لتحولات اجتماعية وسياسية وثقافية عميقة.

Screenshot

هذه الاحتفالية الاستثنائية التي شهدت انطلاق  معرض “Divas: من أم كلثوم إلى داليدا”، ستستمر  حتى 11 كانون الثاني 2026، ولن تكتفي  فقط بتقديم تحية فنية وإنسانية لنجمات خلّدن أسماءهن في الوجدان العربي، وغيّرن مفهوم النجومية. هذه الاحتفالية وهذا  المعرض هما تكريم لروح المرأة التي غنّت، مثّلت، رقصت ، حلمت، وأثّرت في وجدان أجيال كاملة، وعودة بالزمن إلى أيام كانت فيها الأغنية تُحكى، والنجمة تُلهِم، والفن يحمل همّ الناس وفرحهم. قصص تلك النجمات  ليست خيالية، بل حقيقية، وشاهدة على نضال دائم من أجل حرية فنية واجتماعية وسياسية.

وفي بيروت تحديدا، يأخذ هذا المعرض معنى خاصا، مختلفا عن جولاته في كل من باريس وأمستردام وعمّان. في بيروت يصبح المعرض  امتدادا لمدينة كانت ولا تزال ، انثى الحرية ونجمة مضيئة ومُلهمة رغم كل ما قطعت به من صعوبات، تحتفل بالخيال، بالجرأة، وبقوة الصوت النسائي…تنتهي الجولة، فاخرج من قصر الاحلام، وصوت وردة الجزائرية يرافقني:” كان دا كان، كان اسمه فن الحياة”.

Screenshot

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

أكتوبر 2025
ن ث أرب خ ج س د
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA