فن ومشاهير
ديمة مقيّد.. صانعة تريلر اشهر المسلسلات اللبنانية-العربية
جوزفين حبشي
تذكرون اماندا وودز؟ انها الشخصية التي قدمتها النجمة كاميرون دياز في الفيلم الهوليوودي الشهير The Holiday من انتاج 2006 ومن اخراج نانسي ميرز وبطولة كيت وينسلت وجود لو وجاك بلاك. طبعا لست بوارد الحديث اليوم عن اماندا وودز المرأة الأميركية التي تمر بأزمة عاطفية ، فتقرر ان تبادل مسكنها خلال فترة أعياد نهاية العام، مع ايريس سيمبكينز (كيت وينسلت) الشابة البريطانية التي تعاني مثلها من متاعب عاطفية. ما حمّسني اليوم للحديث عن اماندا وودز، هو مهنتها. اتذكرون مهنتها؟ اماندا وودز في The Holiday هي واحدة من اشهر مصممي ومعدي إعلانات الافلام الترويجية (تريلر)و تتقاضى عن”ابداعاتها” مبالغ طائلة.
ما مناسبة الحديث عن مهنة اماندا وودز) trailer-maker ( التي تعتبر من اشهر المهن في العالم وخصوصا في الولايات المتحدة، والتي تعتبر قطاعا ضخما ترصد له أموال طائلة وطواقم بشرية وفنية عديدة؟ ديمة مقيّد هي السبب.
وديمة مقيّد هي اماندا وودز عربية، وصانعة الإعلانات الترويجية (تريلر) لاشهر المسلسلات العربية واللبنانية، نذكر منها “للموت” و”البريئة” و”اولاد ادم” و”رقصة مطر” و”شتي يا بيروت” و”بارانويا” و”لا حكم عليه”و DNA و”قارئة الفنجان” وغيرها.
ديمة مقيّد هي التي تنتقي اللقطات والمشاهد الجاذبة والمفصلية للترويج للعمل، من وسط مئات المشاهد، وتختار المقاطع الموسيقية المناسبة للشريط الدعائي الترويجي، وتكتب جمل الربط ، وتسجّل الvoice over. أي انها تهتم بالشريط الدعائي “من طقطق للسلام عليكم” و”من البابوج للطربوش” منذ اكثر من 20 عاما. نعم منذ اكثر من 20 عاما، وتحديدا منذ كانت على مقاعد دراسة فنون الاتصال في الجامعة اللبنانية الأمريكية. يومها اكتشفت المهنة التي ولدت من اجلها، عندما بدأت وبشغف قل نظيره بتجميع مقطع دعائي لفيلم من الألف إلى الياء ، ومن المفهوم إلى التنفيذ ، وإيجاد الموسيقى المناسبة ، واللقطات الصوتية ، والقطع المختارة ، ثم اصدار الفيديو في فيلم ترويجي قصير مدته دقيقتان.
بعد تخرجها ، سافرت ديمة إلى دبي وانضممت إلى قسم الإبداع في MBC ، و بدأت رحلتها في عالم الترويج للبرامج والمسلسلات والافلام، وحصدت عددا من جوائز “بروماكس” (جوائز عالمية تمنح للانجازات المتميزة في التسويق والتصميم الترفيهي)، وهذا ما جعلها واحدة من الرواد في إنشاء التريلر والعروض الترويجية في المنطقة العربية ، فتعاملت مع اهم الشركات الانتاجية مثل ايغل فيلمز وفالكون فيلمز ، وصباح للإنتاج الإعلامي ، وتلفزيون الجديد ، وغولدن لاينز برودكشن ، ومروى غروب ، وغيرها .
ورغم كل هذا المجهود والابتكار في مجال الترويج، غالبا ما تتحوّل ديمة وكل صانع تريلر، جنديا مجهولا ، فيغيب الاسم عن أي اشادة أو مجرد اشارة .
لذلك، اسمحوا لي أن احييها على براعتها، واقدم لها هذا التريلر.
ورجاءً تخيلوا ما تقرأوه، مسجلا مع موسيقة حماسية ومع صور لها وللاعمال التي روّجت لها:
” هي تعشق مهنتها “للموت” .
في دمها يجري DNA الابتكار.
هي ليست “بريئة” من النجاحات الترويجية للمسلسلات.
ابتكارها واضح ولا يحتاج ل”قارئة الفنجان” ،
وليتها عانت من “بارانويا” ، لكانت طالبت بحقها المعنوي .
احفظوا اسمها، ديمة مقيّد، فلا مسلسل قد يحمسكم لمشاهدته، اذا لم تحكم عليه بالنجاح.
Www.deemamoukayed.com