فن ومشاهير
سمير ، كارين ويورغو يعودون إلى الدراما… اشتقنا
جوزيفين حبشي
بعد غيابٍ طويل، يعود المخرج الكبير سمير حبشي إلى الدراما اللبنانية، حاملا معه شوق جمهورٍ متلهّف إلى الأعمال التي تُشبهه وتنبض بروح هذا الوطن، وبرائحة ترابه.
العمل الجديد من إنتاج مروى غروب ( للمنتج مروان حداد) وكتابة كارين رزقالله، التي ستقف مجدداً أمام الكاميرا إلى جانب النجم يورغو شلهوب، في ثنائية فنية طال انتظارها منذ ” قلبي دق” . ثنائية ومسلسل شكًلا ولا يزالا حالة غير مسبوقة في تاريخ الدراما اللبنانية البحتة .
المسلسل، الذي يُنتظر أن يبدأ تصويره في 17 تشرين الثاني، جديد بقصته وموضوعه ومعالجته كما أكد سمير حبشي ، ويحمل عنوانا مبدئيا هو “محافظة 15”، وليته يُستبدل بعنوانٍ أكثر دفئا وتأثيرا، كأن يُسمّى مثلا “اشتقنا” . عنوان يعبّر تماما عمّا يشعر به الجمهور اليوم تجاه الدراما اللبنانية، إنتاجا وكتابة وإخراجا وتمثيلا.
“اشتقنا”… كلمة تختصر حنيننا إلى دراما حملت يوما وجوهنا وأصواتنا وقضايانا، إلى نجوم غابوا فتركوا فراغا لا يُملأ، إلى قصصٍ كانت تلامس القلب بصدقها والوجدان بواقعيتها وحقيقيتها.
اشتقنا يا سمير حبشي، ايها المتجذر في الارض والبيئة. اشتقنا يا يورغو شلهوب، ايها النجم المتألق سحرا وكاريزما وقدرة على اقناعنا بأي شخصية تجسدها، ويا كارين رزقالله ايتها البارعة في رواية قصص ما قبل النوم، فنحلم ونصحو على فجر جديد للدراما. دراما تُعيد إلينا الإحساس بالفخر، وتُذكّرنا بأن لبنان ما زال قادرا على أن يُبدع ويُدهش وينافس ويتصدّر رغم الحرب التي تُشَنّ عليه، حرب من نوع الاقصاء والتهميش، مختلفة عما اعتاد مواجهته من عدوان بالقذائف والصواريخ.
هذه العودة ليست مجرّد عودةٍ إلى الشاشة، بل عودة الأمل بدراما لبنانية تستعيد مكانها الطبيعي في الصدارة، وتعيد إلينا الشغف بما نصنعه ونرويه ونؤمن به.
باختصار، هذه العودة المنتظرة تحمل رمزية تتجاوز حدود العمل الدرامي نفسه. إنها إعلان؛ عن رغبة صادقة في إحياء الصناعة الدرامية اللبنانية وإعادة الثقة بقدرتها على المنافسة. فإذا كانت المعادلة تجمع أسماءً بحجم سمير حبشي، كارين رزقالله، ويورغو شلهوب، فربما تكون “اشتقنا” ،سواء كعنوان أو كحالة وجدانية ، بداية صفحة جديدة للدراما اللبنانية التي نفتقدها جميعا.
