تكنولوجيا
“صلة” ترصد أولويات جديدة لجيل زد خلال شهر رمضان المبارك
كشفت شركة “صلة“، منصة أبحاث المستهلك القائمة على الذكاء الاصطناعي ومقرها دبي، اليوم عن نتائج تقرير“التحول الرمضاني“ – وهي دراسة معمّقة ترصد تغير أولويات أنماط الحياة لأفراد جيل زد وجيل الألفية خلال شهر رمضان المبارك.
وأشار التقرير إلى تحول أنشطة هؤلاء الأفراد خلال شهر رمضان نحو الفردية؛ مما يعكس التركيبة السكانية المتغيرة، وعادات استهلاك المحتوى الإعلامي وخيارات أنماط الحياة. ووجد التقرير أن الشباب العربي يميل إلى تفضيل لقاء الأصدقاء على التجمعات العائلية، وتفضيل ممارسة ألعاب الفيديو والرياضة وتصفّح تطبيق “تيك توك” على النشاطات التقليدية، مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
و بالاعتماد على منصة “صلة” القادرة على فهم اللهجات العربية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حللت الشركة التغريدات ومنشورات إنستغرام ومقاطع “تيك توك” التي تبادلها المستهلكون في العالم العربي من رمضان 2022 حتى الآن. واعتمد البحث عموماً على تحليل بيانات المشاعر والأحاسيس واللهجة (التي تمثل وطن المنشأ) لنحو مليوني منشور على الإنترنت وردت فيه كلمة “رمضان” باللغتين العربية أو الإنجليزية. ووصلت هذه المنشورات إلى أكثر من 22 مليون شخص وحققت أكثر من 6.2 مليار مشاهدة.
وأشار بول كيلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “صلة”، إلى الدراسة بوصفها إحدى مبادرات الريادة الفكرية التي أطلقتها الشركة لتسليط الضوء على دور نظم أبحاث المستهلك المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تغيير وجه أبحاث السوق التقليدية. وقال كيلي عن هذا: “نسعى إلى تعميق فعالية التحليلات والتسويق في العالم العربي عبر توفير معلومات معمقة عن المستهلكين الناطقين بالعربية. وتسهم هذه الأبحاث في إضفاء قيمة حقيقية على البيانات الضخمة، وتزويد العلامات التجارية برؤى عملية تحفز نموها في المنطقة وخارجها”
وأردف كيلي: “تعزز نتائج دراستنا الجديدة قدرة المؤسسات والشركات على التواصل مع أفراد جيل زد خلال موسم رمضان، وتوجيه القرارات التكتيكية لهذه المؤسسات، ومن أهمها حجم الإنفاق الإعلامي وقنواته. أما جيل الألفية، فهو قادر على الإنفاق على الأنشطة الرمضانية. لكن الأهم بالنسبة له هو جودة التجربة الرمضانية بالدرجة الأولى”.
ووجد التقرير أيضاً أن نحو ثلاثة أرباع (71%) أفراد جيل زد (جيل ما بعد الألفية) يحملون حنيناً متزايداً للتجارب الرمضانية التقليدية، حيث يتوقون إلى تمتين الروابط المجتمعية وإعادة إحياء المظاهر الرمضانية التقليدية.
وفي الوقت نفسه، أعرب غالبية أفراد جيل الألفية (79%) (ممّن تزيد أعمارهم عن 30 عاماً) عن قلقهم إزاء الضغوط المالية المرتبطة بالأنشطة الرمضانية، مثل تكلفة تناول الطعام في الخارج وشراء الهدايا. وقال ما يزيد على واحد من كل أربعة أشخاص (29%) أنهم ربما يشعرون بالحنين إلى المظاهر الرمضانية التقليدية.
وعلى الرغم من اختلاف أولويات جيل زد وجيل الألفية خلال شهر رمضان، فإنهما يتشاركان الشغف بالقيم الرمضانية. ووجد التقرير أن ما يزيد على ثلثيّ الأفراد (69%) يتناولون الموضوعات الروحانية في محادثاتهم عبر الإنترنت، بينما يركز الباقون على توطيد العلاقات الاجتماعية خلال الشهر المبارك.
وتضمن مفهوم الروحانية جوانب عدة يأتي في مقدمتها الدعاء، ويليه الفرائض الدينية من الزكاة والصلاة والصوم والحج.
وفي دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تحديداً، يفضل أفراد جيل زد (الشباب دون سن 30 عاماً) قضاء وقت أطول مع الأصدقاء على اللقاءات العائلية، و يبدون إقبالاً أكبر على ألعاب الفيديو والرياضة ومتابعة “تيك توك”. وخلال الفترة التي تغطيها الدراسة، ارتفع معدل مشاهدة فيديوهات “تيك توك” الرمضانية إلى 5.17 مليار، ليحقق كل فيديو أكثر من 707,497 تفاعلاً.
وبتزايد شعبية منصة “تيك توك”، تراجعت المحادثات عبر الإنترنت حول مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، والتي تعتبر من الأنشطة الرمضانية التقليدية، لا سيّما بين أفراد جيل زد. وفي المقابل تعد مشاهدة التلفزيون موضوع النقاش الأشيع لجيل الألفية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.
وساد طابعُ من “الحماس” تجاه المنشورات الرمضانية، ولا سيّما تلك الناطقة باللهجات الإماراتية والبحرينية واليمنية. ووجدت الدراسة أيضاً أن المحادثات بشأن رمضان تبدأ قبل حلول الشهر الكريم بوقتٍ طويل، على الرغم من أن مشاهدات مقاطع “تيك توك” تصل ذروتها خلال الأسبوع الأول من رمضان.
وتنسجم نتائج تقرير “صلة” مع نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليوالسنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي، المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في العالم العربي، والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.
ووجد الاستطلاع العام الماضي أن ما يقرب من نصف (41%) الشبان العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يرون أن الدين عنصر جوهري من هويتهم، بينما قال نحو ثلثي الشباب (65%) أن الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمنطقة أهم من بناء مجتمع يميل نحو العولمة. وسلط التقرير الضوء أيضاً على الشعبية المتزايدة لمنصة “تيك توك” لدى الشباب العربي، إذ ارتفعت نسبة استخدام المنصة بأكثر من الضعف خلال ثلاث سنوات.