Uncategorized
عودة يوسف شاهين
إحياء لذكرى مرور 10 سنوات على رحيل المخرج المصري الكبير يوسف شاهين (1926-2008)، قامت سينما زاوية في القاهرة بعرض عدد من أفلامه التي رُممت مؤخرا، وشهدت تلك العروض إقبالا متميزا.
لم تكن قاعة سينما كريم وسط القاهرة تعرض فيلما تجاريا يعتمد على الكوميديا أو الإغراء أو الأكشن والخدع السينمائية، بل كانت تعرض أفلاما يعود تاريخ إنتاجها إلى القرن الماضي.. حتى أن بعضها قد أنتج في الخمسينيات (سيدة القطار 1952)!
وعلى الرغم من ذلك بيعت تذاكر العروض بالكامل، ولم يكن الحضور من فئة عمرية متقدمة، كما هو متوقع، بل من شباب يرغب في معرفة تاريخ السينما المصرية والعربية، ويحب أن يرى صورة وصوتا وألوانا وخطوطا مختلفة عما تعود رؤيته في السينما الأمريكية، أو المصرية المعاصرة.
في ذلك يتفرد يوسف شاهين، الذي تمكن من صنع لغة سينمائية ذات مفردات خاصة به وحده، وتمكن من خلال هذه اللغة أن ينقلنا إلى عالمه الخاص، ويقص علينا قصصه المدهشة، الواحدة تلو الأخرى، ليجعلنا نخرج من أفلامه، ولدينا رغبة قوية في العودة إليها مجددا بحثا عن إجابات جديدة، وربما بحثا عن أسئلة جديدة.
عن تلك التجربة يقول الكاتب الصحفي سيد محمود من الأهرام: “تعد تجربة إعادة عرض أفلام شاهين بعد ترميمها نموذجا مثاليا لإمكانية الاستثمار في الماضي وإعادة تدويره، وتحويله من عبء، يعتدى عليه في الكثير من الأحيان، إلى أداة استثمارية، وهو ما تحرص عليه المجتمعات المتقدمة”.
وعن تلك التجربة تقول المنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري، التي عملت في إدارة شركة أفلام مصر العالمية (يوسف شاهين وشركاه) منذ 1984:
“تكمن مشكلة نسخ الأفلام في أنها من الممكن أن تختفي وتتحلل لظروف الأتربة والهواء وبسبب التخزين، لكن التكنولوجيا الحديثة تسمح لنا بترميم الأفلام وإعادتها إلى حالتها الأصلية، وهنا نقف أمام صعوبة كبيرة في معرفة ما كان عليه الفيلم في ظل غياب المخرج، فنضطر حينئذ إلى اللجوء إلى الخبراء والمؤرخين السينمائيين لمعرفة نوع الإضاءة الموجودة، ونوعية الصوت، درجات الألوان وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تؤثر على الشكل النهائي للفيلم. كذلك فإن تلك العملية مكلفة للغاية، لكننا نقوم بها في إطار مشروع ضخم يتناول جميع أعمال يوسف شاهين وهي 45 عملا سينمائيا. وسوف يستمر المشروع لمدة 10 سنوات، يتضمن معارض، وعروضا لأفلام شاهين في مهرجانات حول العالم”.
وتتابع خوري: “لم ينجب يوسف شاهين أبناء، بل أنجب أفلاما، وواجبنا أن نعطي هذه الأفلام فرصة كي تعيش حياة جديدة”.
ويوسف شاهين مخرج مصري بارز ولد لأسرة من الطبقة المتوسطة في مدينة الإسكندرية، لأب لبناني كاثوليكي، وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن الـ 19. وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأمضى سنتين في معهد باسادينا المسرحي، درس فيهما فنون المسرح. وبعد عودته إلى مصر، دخل عالم صناعة الأفلام، وبعد عام واحد شارك فيلمه “ابن النيل” 1951 في مهرجان كان، وحصل على الجائزة الذهبية في مهرجان قرطاج عام 1970، والدب الفضي في برلين عن فيلمه “إسكندرية ليه” عام 1978. وفي عام 1997 حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده الخمسين عن مجموع أفلامه.
المصدر: وكالات