صحة
في ظل الحروب الدموية التي نشهدها.. نصائح للحفاظ على صحتكم النفسية
تعتبر وسائل الإعلام وبالتحديد الأخبار من الوسائل الأساسية التي تنقل الأحداث والمعلومات إلى الجمهور، وتلعب دوراً حيوياً في تشكيل وجدان الفرد وفهمه للعالم من حوله. ومع تزايد التقنيات والتطور السريع في وسائل الإعلام، أصبح من الأمور الشائعة متابعة أحداث العنف والحروب التي يشهدها عالمنا وأبرزها حرب غزة والمشاهد التي تفطر القلوب لدى رؤيتها، ورغم أهمية الإعلام في نقل هذه الحقائق والأحداث، إلا أن لهذا النقل قدرة كبيرة على التأثير العميق في الصحة النفسية للأفراد.
يتساءل الكثيرون عن تأثير أخبار الحروب والمشاهد الدموية على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن تترك أثراً على الإنسان من الناحية النفسية والعقلية. تحمل هذه الظاهرة أبعاداً معقدة، حيث يتعرض الفرد لتجارب مشاهدة لحظات عنف ودموية من خلال الشاشات، مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على نفسيته ورفاهيته العقلية.
في هذا السياق، ينصح الأطباء النفسيين، تقييد تعرضك لما تراه، نظرا للتأثير الذي يمكن أن تحدثه التقارير الإخبارية المصورة على الصحة العقلية.
ويوضح الخبراء أن مشاهدة الأحداث المؤلمة بشكل مباشر أو غير مباشر (على شاشة التلفزيون) يعالجها الدماغ بنفس الطريقة. وقد يلاحظ البعض ظهور علامات الضيق على الفور، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتأخر الأعراض حتى لسنوات.
وتشمل علامات الاستجابة للصدمة الحزن المستمر، والقلق، والحالات المزاجية المكتئبة، وضعف الأداء الوظيفي في الحياة اليومية، وضعف الشهية، وفقدان الوزن أو اكتسابه، والشعور المستمر باليأس أو العجز.
ومن المهم عدم الإفراط في مشاهدة هذه الأحداث بشكل متكرر على شاشات التلفزيون، أو متابعة التطورات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة الصدمة.
وبحسب الخبراء، فإنه من الضروري إيجاد توازن بين الاطلاع على آخر الأخبار، وبين القيام بأنشطة مهدئة مثل قضاء الوقت مع أحبائك، أو قراءة كتاب.
ولحماية نفسك من هذه التأثيرات السلبية عاطفيا وجسديا، خذ فترات راحة من وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة إذا وجدت نفسك تشاهد الصور المروعة بشكل متكرر.
ويشير الخبراء إلى أن الاعتراف بهذه المشاعر وتحديدها يمكن أن يساعد على البدء في معالجتها.