أطلقت شركة كيا بالشراكة مع The Waste Labالتي تتخذ من دبي مقراً لها، حملة من ثلاث مراحل في دول مجلس التعاون الخليجي، تهدف إلى تحويل مخلفات الطعام إلى سماد عضوي. وانطلقت هذه الشراكة مع بداية شهر رمضان،حيث تهدف إلى دفع المستهلكين إلى إعادة التفكيرفي الممارسات التي يعتمدونها وطريقة تفكيرهم حول قضية هدر الأغذية.
تتمثل مهمة The Waste Lab(مختبر النفايات) وهي شركة ناشئة قائمة على التأثير بقيادة نسائية، في الحد من هدر الأغذية وإعادة استخدامها. من جهتها، تتمتع كيا بمكانة رائدة حيث تناصر بشكلٍ متواصل الدعوة إلى اعتماد حلول التنقل المستدام. وتماشياً مع رؤيتها في أهمية إحداث التأثير الإيجابي على البيئة، تعمل كيا على تسهيل عمل ومهمة The Waste Labفي إطار هذا التعاون، من خلال تزويدها بمركبات هجينة، حيث ستقدم سيارة “كيا Niro Hybrid ” في الإمارات العربية المتحدة ، و”كياK5 Hybrid ” في عُمان، و”كيا K8 Hybrid ” في المملكة العربية السعودية، كوسائل نقل مخلفات الطعام عند تحويلها إلى سماد غني بالمغذيات.
ماذا تعني عملية تحويل النفايات إلى أسمدة؟
تُعتبر عملية تحويل النفايات إلى أسمدة، عملية طبيعية لإعادة تدوير المواد العضوية، في ظل ظروف خاضعة للرقابة، وتحويلها إلى محسنات للتربة. ففي نهاية المطاف، كل شيء في الطبيعة يتحلل ويعود إلى التربة. وتجمع عملية تحويل النفايات إلى أسمدة جهات مختلفة للقيام بهذا العمل وتسريع العملية. ويتمثل المنتج النهائي بـ “السماد”، الذي يتكون من المواد العضوية المتحللة، التي تحتوي على العناصر الغذائية الغنية، ويمكن استخدامها في تسميد وتخصيب التربة لأعمال البستنة وتنسيق الحدائق والزراعة.
كيف تتم هذه العملية؟
تتضمن عملية التسميد بشكلٍ عام، ثلاث مراحل رئيسية: أولاً، يمر السماد بمرحلة متوسطة الحرارة، حيث تتسارع عملية التحلل وتنتج حرارة. المرحلة الثانية هي المرحلة الشديدة الحرارة، والتي تتميز بدرجات حرارة عالية والمزيد من تحلل المواد العضوية. أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة المعالجة، حيث يبّرد السماد وينضج. وتأتي كل مرحلة من مراحل تحويل النفايات إلى أسمدة الثلاث، مع فئات مختلفة من سماد الميكروبات والمخلوقات والخصائص الفريدة والغرض المحدد.
ويتوجب قبل عملية تحويل النفايات إلى أسمدة، توجيه الأشخاص والهيئات المستهدفة بشأن الفرز المناسب للنفايات، بما في ذلك المواد العضوية وغير العضوية، والتأكد من إرسال المواد المناسبة فقط للتسميد. ومن خلال فرز النفايات العضوية من المصدر، يمكن تحويلها إلى سماد لإنتاج مخرجات قيّمة تساهم في تخصيب التربة، في حين يمكن إعادة تدوير النفايات غير العضوية. بعد ذلك تستخدم The Waste Lab نظام تعقب إلكتروني للبيانات لتيسير وتسهيل عملية الجمع. وانطلاقاً من موقعها كمزود لحلول التنقل المستدام، ستوفر كيا الدعم لفريق The Waste Labمن خلال تزويدهم بمركبات هجينة والمساعدة في زيادة الوعي حول قضية هدر الأغذية على مستوى العالم.
وتتضمن الخطوة الثانية من عملية تحويل النفايات إلى أسمدة، عملية التسميد الفعلية، حيث يتم تحويل النفايات العضوية إلى تربة غنية بالمغذيات. ويتم إنتاج السماد، من خلال الحفاظ على نسب الكربون المناسبة للنيتروجين، والتهوية، والترطيب، ودرجات الحرارة المثلى، كمحسن للتربة، الذي من شأنه تعزيز صحة التربة وجودة ونوعية المنتجات. هذه الخطوة هي من أهم الخطوات التي تضمن جودة السماد وفوائده في المستقبل.
أما المرحلة الثالثة فتتمحور حول ضمان الاستخدام الفعال للسماد الذي تم تصنيعه. يتضمن استخدام السماد النهائي لزراعة أغذية صحية غنية بالمغذيات. وتُعتبر عملية تحويل النفايات إلى أسمدة، من مكملات التربة المثالية، ومن شأنها تحسين صحة التربة وفي الوقت نفسه خفض كمية النفايات المنتجة، والتوجه نحو زراعة الأغذية المحلية.
يتميز التسميد بفوائده المتعددة على النظام البيئي العام. إذ يقلل من النفايات في مكبات النفايات (تمثل النفايات العضوية 40٪ إلى 60٪ من مكبات النفايات) إلى جانب استخدام التطبيقات الكيميائية. كما تساعد هذه العملية في بناء تربة صحية عن طريق تخزين ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والمغذيات النباتية التي تعزز نمو النبات والبيئة العامة المحيطة. وستساهم مبادرة التسميد من قبل The Waste Lab في توفير موارد محلية، وتشجع الأمن الغذائي وثقافة زرع النباتات المنزلية.
وقال ياسر شابسوغ، المدير التنفيذي للعمليات في “كيا الشرق الأوسط وأفريقيا”: “نحن متحمسون للتعاون والشراكة مع The Waste Lab والمشاركة والتفاعل مع المجتمع من خلال جهودنا الجماعية لتعزيز الحلول المستدامة. ونهدف إلى حشد الدعم من المجتمعات المحلية تجاه المبادرات المستدامة في المنطقة. ونتطلع إلى تحقيق التحول الإيجابي في طريقة تفكير الناس حول هدر الأغذية والاستهلاك المسؤول. ونلتزم في كيا، التزاماً راسخاً بالحد من البصمة الكربونية ونحرص على مواصلة البحث عن وسائل مبتكرة والسعي لإيجاد حلول مستدامة. ونحن ندرك أن هذا الالتزام، من شأنه تغيير عالمنا وتحقيق دورة الحياة الكاملة”.
وقالت لارا حسين وسيلان أورين، من مؤسسي The Waste Lab: “خلال الاستعدادات التي تترافق مع حلول شهر رمضان المبارك، نشهد غالباًارتفاعاً في شراء الأغذية بشكل مفرط والتخلص منها. وعلى الرغم من ذلك، يمكن الاستفادة من هذه الفترة من السنة، من خلال تعزيز الاستهلاك الواعي وتحقيق الاستدامة. ويمكننا، من خلال التأكيد على أهمية الميزة الناجمة عن الاستعانة بالمصادر المحلية وتقليل هدر الأغذية، زيادة مستوى الوعي وتعزيز الاستهلاك المسؤول. بالإضافة إلى ذلك، تساهم عملية تحويل هذه الموارد الثمينة من مكبات النفايات، في إحداث تأثير إيجابي، يتمثل في خفض انبعاثات غازات الدفيئة ودعم صحة التربة، ونحن ندرك أن هذه المبادرة مع كيا، تشكل عنصر تحوّل وستؤدي إلى تحقيق تأثير إيجابي على عالمنا، ونحن متحمسون لاستقطاب أفراد المجتمع وحشد الدعم تجاه هذه القضية. ونتوجه بالشكر والامتنان لشركة كيا، على دعمها وتعاونها في هذا المشروع المؤثر والفعال”.