موضة وأزياء
كيف تطورت التوكسيدو عبر الزمن لتصبح تصميمًا ترتديه النساء؟
من تصميمٍ كان حكرًا على الرجال، إلى صيحةٍ اكتسحت عالم النساء تأكيدًا على قوتهنّ وسلطتهنّ، فأثبتت وجودها على مر التاريخ، وعادت بقوة هذا الموسم أيضًا. رحلتها في عالم الموضة النسائية بدأت في العام 1966، وتحديدًا خلال أسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس لموسم الخريف، حين أطلق المصمم إيف سان لوران (Yves Saint Laurent) أوّل توكسيدو نسائية لو سموكينغ (Le Smoking)، متحديًا القواعد التي كانت في ذلك الوقت تمنع النساء من ارتداء السروال وخصوصًا في الأماكن المترفة. لهذا السبب، واجه المصمم انتقادات كثيرة، حتى أنّ العارضة لم تنل التصفيق المرجو بعدما أطلت بسروال أسود مع سترة فوق قميص أبيض وربطة عنق على شكل عقدة، مع حذاء بكعبٍ عالٍ. لم تنل “لو سموكينغ” نجاحًا كبيرًا في البداية، ما اضطُر المصمم إلى بيعها بسعر مخفّض ضمن مجموعة الأزياء الجاهزة، فبيعت قطعٌ كثيرة منها.
اعتبر “إيف سان لوران” هذه التوكسيدو واحدة من أهم الإنجازات التي حققها في مسيرته، إذ نالت الإعجاب وحققت النجاح بعدما أضاف إليها التنورة في العام 1968. منذ ذلك الوقت، استلهم جميع المديرين الإبداعيين الذين تعاقبوا على الدار من هذا التصميم الأيقوني، وطورّه كلٌّ منهم بأسلوبه الخاص، ومنهم ستيفانو بيلاتي (Stefano Pilati) والمصمم الراهن للدار هيدي سليمان (Hedi Sleiman)، وقد أدّى إلى نجاح السروال النسائي الذي نعتمده اليوم.
مع مرور السنوات، ضمّت دورٌ عالمية عدة التوكسيدو إلى مجموعاتها، ومن أبرزها جان بول غوتييه (Jean Paul Gaultier) ولانڤان (Lanvin) وديور (Dior)، وقد حاول البعض الابتعاد عن الأسود الأيقوني لدى تصميمها، فظهرت بألوان مشرقة كالأزرق والزهري، ومعدنية كالفضي. وعلى الرغم من أنها كانت مخصّصة للإطلالات اليومية والعملية وللمناسبات الراقية، إلا أن بعض المصممين أدرجها في قائمة مجموعات الزفاف، كما شانيل (Chanel) في خريف 2017 وربيع 2018.
على الرغم من أن “إيف سان لوران” هو أوّل من أدخل التوكسيدو إلى عالم الموضة النسائية، إلا أن النساء ارتدينها قبل سنوات، ومنهنّ الممثلة مارلين دايتريش (Marlene Dietrich) في فيلم موروكو (Mrocco) الذي صدر في العام 1930. وإليك في ما يلي أجمل تصاميم التوكسيدو ااني رصدناها في مجموعات خريف وشتاء ٢٠١٨.