فن ومشاهير
لبنان رقم صعب في عالم السياحة ومناخه الجاذب الأبرز الاستقرار يبشر بانفراج مميز هذا العام والجميع يتحضر لمواكبة عالمية والوكالة الوطنية أفضل موقع ناشر عربيا وجعيتا الأفضل سياحيا
وطنية – عمم اتحاد وكالات الانباء العربية “فانا” في تقريره الشهري ضمن النشرة السياحية تقريرا عن السياحة في لبنان اعدته الزميلتان في الوكالة الوطنية للاعلام جوزيان سعادة ووفاء خرما، وجاء فيه:
“لبنان بلد سياحي بامتياز، فلطالما درسنا في كتب الجغرافيا أن ما يميزه هو قرب جباله من سواحله، لدرجة أنك تستطيع، في أحد أشهر السنة أن تمارس رياضة السباحة لتنتقل بعدها إلى أعلى القمم لتستمتع بالتزلج، ناهيك عن الآثارات الفينيقية والرومانية وغيرها التي تجذب السياح، فإذا قصد السائح أن يسوح في كل لبنان فهو لن ينام البتة!
أما المهرجانات فحدث ولا حرج، إذ تعمر ليالي المناطق وخصوصا خلال الصيف بصخب الأغاني المحلية والعالمية، فيحتار المواطن كما السائح بأي مهرجان يشارك.
وما يميز لبنان في السنوات الأخيرة المنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم التي تعكس صورة لبنان يضج بالحياة رغم الألم، يتحدى الأخطار من خلال شعب تواق إلى الحرية والتمتع بكل ما هو جميل، ليواكب وطنه الثورة السياحية العالمية، رغم ضآلة الإمكانات. ناهيك عما يقدمه المطبخ اللبناني من أطباق شهية ومتنوعة يستسيغها السائح.
والسياحة لا تشمل فقط ما ذكر آنفا، فلبنان ملتقى الأديان تنشط فيه السياحة الدينية بحيث لا تقل الآثارات الدينية أهمية عن غيرها من الآثارات والأديرة الأثرية والجوامع والمساجد التي يحج إليها آلاف السياح سنويا.
وتنشط في أيامنا السياحة الطبية، حيث أصبح لبنان مركزا إقليميا رائدا في قطاع السياحة الصحية في الشرق.
ونظرا لما تقوم به الوكالة الوطنية للاعلام من عكس صورة موضوعية للسياحة ، فقد فازت بجائزة “أفضل وكالة أنباء عربية تهتم بالسياحة المحلية والعربية لعام 2016″، ومغارة جعيتا بلقب أفضل معلم سياحي، وذلك في احتفال نظمه المركز العربي للاعلام السياحي في فندق الدار البيضاء جراند، وسيتم تسليم الوكالة والمغارة الجائزة في 25 الحالي في احتفال في دبي.
دور وزارة السياحة
بداية، لا بد من التطرق إلى دور وزارة السياحة التي تعمل على السياحة المستدامة وتنويعها من خلال تسويقها في الدول الخليجية والعربية والأوروبية عبر التركيز على الإعلام وعلى استعمال مواقع التواصل الإجتماعي، كما فعلت خلال إطلاقها “الرزم السياحية” المخفضة لعدد من الدول العربية (الأردن، العراق ومصر) بالاضافة الى أرمينيا، وعلى المشاركة في معارض السفر والسياحة العالمية، كاشتراكها في معارض لندن، برلين، مدريد، دبي وغيرها.
كما تركز وزارة السياحة على التواصل مع المغتربين عبر التعاون مع الجامعة الثقافية في العالم التي تؤمن أعدادا كبيرة من الشباب المنتشر خلال الصيف، وتدعم التواصل مع هؤلاء لأن السياحة ترتكز عليهم، إذ باتوا يشكلون رقما لا بأس به في السياحة.
وتدعم الوزارة أيضا إقامة المهرجانات الدولية والمحلية التي تجاوز عددها ال100 في السنة الماضية، وهي مهرجانات مؤثرة تجذب السائح من مختلف أنحاء العالم، كما نجحت في اجتذاب العديد من السياح المغامرين والمحبين للطبيعة للمجيء الى لبنان والمشاركة في السياحة البيئية، حيث انتشرت بيوت الضيافة التي امتلأت السنة الماضية ويتوقع أن تمتلىء هذه السنة ايضا.
وتتوقع وزارة السياحة أن يشهد هذا الصيف إقبالا كبيرا من السياح، خصوصا من الخليجيين بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات، وهي تواكب هذه العودة بالمزيد من الإهتمام بهم وتسهيل إقامتهم ومراجعة شؤونهم، وخصوصا ان الفنادق والمطاعم والمقاهي على استعداد لاستقبالهم هذا الصيف، متوقعة أن تكون نسبة التشغيل فيها مئة في المئة بعد أن كانت في الشتاء لا تتجاوز ال60 في المئة.
يذكر أن عدد السياح خلال العام الماضي، وصل الى مليون ونصف المليون سائح، لكن التوقعات تؤكد ان هذا الرقم سيتم تجاوزه في ظل الإستعدادات العربية والخليجية للعودة الى لبنان.
ولا بد من تعداد أهم المواقع والمدن التي يقصدها السياح لدى إقامتهم في الربوع اللبنانية.
المتاحف
50 متحفا، تتوزع على مختلف المناطق وتشكل علامة فارقة في القطاع السياحي.
ففي بيروت المتحف الأهم هو المتحف الوطني الذي يحتوي على مجموعة غنية من القطع الاثرية كالنواويس، الفسيفساء، المجوهرات، الفخاريات، الزجاج، تماثيل… مستخرجة من المواقع الاثرية من جميع انحاء لبنان، وتغطي حقبة تاريخية تمتد بين فترة ما قبل التاريخ من البيزنطي حتى الفتح الاسلامي والعصر المملوكي. يضم المتحف قاعة للمرئي والمسموع ومتجرا. متحف الجامعة الاميركية، المتحف القبتارخي اللبناني، متحف نقولا سرسق، متحف روبير معوض الخاص، كوكب الاكتشاف – المتحف العلمي للاولاد، متحف الساحة التراثي ومتحف المعدنيات.
في شمال لبنان: متحف جبران خليل جبران، إذ تحول دير مار سركيس في بلدة جبران خليل جبران في بشري الى متحف سنة 1975 وتم نقل الاثاث، المخطوطات، المكتبة الخاصة والاغراض الشخصية بالاضافة الى 440 لوحة اصلية من نتاج جبران الفني من محترفه في نيويورك الى المتحف. يقع مدفن جبران في مغارة قديمة كانت في ما مضى محبسة الدير. متحف دير مار انطونيوس الكبير – قزحيا، المتحف العلمي للطيور والفراشات والحيوانات، متحف الدكتور ايلي صراف، متحف النحاتين البصابصة، متحف القديس نعمة الله الحرديني ومتحف القديسة ريتا.
في جبل لبنان: متاحف جبيل: متحف موقع جبيل داخل القلعة، متحف ومؤسسة لويس قرداحي، متحف المتحجرات ، ذاكرة الزمن، متحف الشمع يعرض تماثيلا من الشمع ومشاهد من الحياة اليومية لحقبة ممتدة من الحضارة الفينيقية الى لبنان الحاضر، متحف بيبي عبد، اكسبو حاقل، متحف دير مار مارون، المتحف الهولوغرافي في جونية، متحف المشاهير ذوق مصبح، متحف التراث اللبناني، متحف كيليكيا يعرض رفات القديسين ومجموعة من الاطباق الذهبية والفضية التي يعود تاريخها الى الحقبة الممتدة من القرن السابع عشر الى القرن التاسع عشر، البطريركية الارمنية – انطلياس، متحف أمين الريحاني في الفريكة، متحف ميشال أبو جودة، متحف دوروتي سلهب قازمي، متحف بول غيراغوسيان للفن المعاصر، متحف روائع البحر، متحف النحات يوسف غصوب، متحف النور، متحف الحرير، متحف قصر بيت الدين، متحف ماري باز، قلعة موسى، حلم فنان لبناني: موسى المعماري، متحف كهف الفنون ومتحف وهيب البتديني الفني.
متاحف البقاع: متحف البيت التراثي اللبناني للفنان سمير فهد شمعون، متحف تربل، متحف البقاع البيئي، متحف سليم عراجي التراثي، متحف اميل حنوش، مركز فيروز شمعون للفنون والثقافة، متحف موقع بعلبك ومعرض دير سيدة رأس بعلبك العجائبية.
متاحف الجنوب: متحف صيدا التاريخي، المتحف الفينيقي، متحف دير سيدة مشموشة، المتحف اللبناني للحياة البحرية والبرية، متحف موسى طيبا، متحف الصابون، متحف مليتا والمتحف الحربي لبلدة الخيام.
المدن السياحية
يشتهر لبنان بعدد من المدن السياحية كبيروت، صيدا، صور، طرابلس، بعلبك، البترون، عنجر، حاصبيا، زحلة، جبيل، راشيا، كفردبيان، جزين، تل عرقا، الهرمل، بيت الدين، دير القمر، مغدوشة، سهل البقاع وغيرها، وبعض هذه المدن سمي من ضمن مواقع التراث العالمي.
بيروت
ولا بد من تمييز بيروت عن غيرها من المدن السياحية اللبنانية، كونها قلب الوطن وعاصمته، والمقصد الاول للسياح. وتزدهر بيروت بوسط تجاري لا يزال يشهد ترميما عمرانيا حديثا وعصريا، طاول احيانا مباني قديمة وفيها بقايا حمامات رومانية. وتمتاز بكورنيشها الممتد على مسافة كيلومترين، وصخرة الروشة. تشهد لياليها غالبا نشاطات ثقافية وترفيهية وفنية واجتماعية. وهي تبرز كمركز تجاري مهم في الشرق. من احيائها السياحية: الاشرفية، شارع مونو، الجميزة، الحمرا وفردان.
مواقع التراث العالمي
يوجد في لبنان أربعة مواقع تراث عالمي، تتراوح من المدن إلى المناطق الطبيعية، وهذه المواقع هي:
عنجر
وضعت بلدة عنجر على لائحة مواقع التراث العالمية عام 1984. شيدت هذه المدينة منذ 1,300 سنة، وتعد من أحد المواقع الاثرية في لبنان، بنيت في الأساس لتكون مركزا تجاريا على طرق التجارة الشامية. تصطف المساجد والقصور والحمامات العامة والمخازن والمنازل، على طول جادات المدينة الواسعة. تغطي آثار وخرائب المدينة مساحة 114,000 متر مربع، ويحيط بها جدران حجرية ضخمة تبلغ سماكتها المترين وتعلو سبعة أمتار عن الأرض.
بعلبك
وضعت بعلبك أو مدينة الشمس، من ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 1984، وكانت خلال العهد الفينيقي مجرد بلدة صغيرة، عبد فيها ثالوث آلهة الخصوبة عند الشعوب الكنعانية، وهيبعل آمون وآنات وحدد. بقي اليوم القليل جدا من الآثار الفينيقية في المدينة، أعاد الرومان بناءها وتصميمها لتأخذ طابعا رومانيا بحتا.
أما معابدها فهي:
معبد جوبيتر: هذا المعبد هو أكبر المعابد الرومانية التي شيدت على الإطلاق، ولم يبق اليوم من أعمدته الكورنثية التي كانت تحمله سوى 6 أعمدة من أصل 54 عمودا. يصل ارتفاع كل عمود إلى 22 مترا ويبلغ قطره المترين، مما يدل على مدى ضخامة المعبد عندما كان لا يزال قائما خلال عهد الإمبراطورية الرومانية.
معبد باخوس: هو أكثر المعابد الرومانية حفظا في الشرق الأوسط، ومع أنه أصغر حجما من معبد جوبيتر، إلا أنه لا يزال أضخم حجما من البارثينون في أثينا، ولا يزال الهدف من وراء بناء هذا المعبد وصلته بباقي معابد المجمع لغزا غامضا.
معبد فينوس: هو أصغر حجما من المعبدين السابقين، وهو مقبب ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المجمع. وقد تحول إلى كنيسة في العهد البيزنطي مخصصة لإجلال القديسة بربارة.
معبد مركوريوس: لم يتبق منه سوى بيت السلم.
جبيل
أضيفت جبيل إلى لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984، وهي مدينة مأهولة منذ العصر الحجري الحديث، وقد شهدت تعاقب العديد من الشعوب والحضارات، من الفينيقيين والصليبيين وصولا إلى الأتراك العثمانيين. تعتبر جبيل مرفأ ومدينة متوسطية تاريخية، يعود تأسيسها لآلاف السنين، وغالبا ما يتم ربطها بالأبجدية الفينيقية، حيث أنه من المعروف أن الفينيقيين نشروا أبجديتهم في أوروبا وحوض البحر المتوسط بدءا من هذه المدينة.
من المعالم السياحية في جبيل:
المعابد الفينيقية: وهي تشمل المعبد الأكبر الذي يتخذ شكل الحرف “L”، معبد بعلة جبلا أو بعلة جبيل ومعبد المسلات.
قلعة جبيل: وهي قلعة بناها الصليبيون بالقرب من مرفأ المدينة في القرن الثاني عشر.
مسجد جبيل: أحد أقدم المساجد في لبنان.
سور المدينة: بقايا السور الذي كان يحيط بالمدينة في القرون الوسطى.
متحف الشمع: يضم متحف جبيل الشمعي تماثيل لعدد من الشخصيات والأعلام اللبنانيين مثل جبران خليل جبران وحسن كامل الصباح وقدموس وبشير الثاني الشهابي وأحيرام وفخر الدين المعني الثاني ومحمد وأحمد المحمصاني وبشارة الخوري، وكثير غيرهم.
كنيسة القديس يوحنا المعمدان: كنيسة بناها الصليبيون عام 1150.
متحف جبيل للأحافير: متحف يضم مستحثات الأسماك والحشرات التي عثر عليها في جبل لبنان، والتي تعود لملايين السنين، في الفترة التي كانت جبال لبنان لا تزال تقع تحت البحر.
الحارة القديمة والسوق: الحارة القديمة التي تظهر كيف كان شكل الأحياء في جبيل خلال العهد العثماني، السوق الذي يصنع فيه عدد من الحرفيات ويعرض فيه بعض البضائع والإنتاجات الفنية مثل اللوحات. يقعان بالقرب من المدخل إلى موقع المعابد الفينيقية.
وادي قاديشا وغابة أرز الرب
وضعت هاتان المنطقتان على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1998. ولوادي قاديشا وغابة أرز الرب أهمية دينية وتاريخية كبرى، فالوادي كان موقعا استوطنه الرهبان المسيحيون الأوائل هربا من بطش الرومان الوثنيين، فبنوا الأديرة على جانبيه فكانت حصينة بوجه كل من حاول الوصول إلى هناك، إذ أن الوادي يقع في أرض وعرة جدا في الجزء الشمالي من سلسلة جبال لبنان الغربية. تقع غابة أرز الرب بالقرب من الوادي، وقد أصبحت اليوم محمية طبيعية مخصصة لإنقاذ ما تبقى من الأرز اللبناني، وتتجلى أهميتها التاريخية في أنها الغابة الأساسية التي قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين.
أما الأديرة في وادي قاديشا فهي:
دير قنوبين: وهو أقدم الأديرة المارونية في الوادي.
دير مار أنطونيوس قزحيا: تأسس في القرن الرابع على يد القديس هيلاريون.
دير سيدة حوقا: تأسس في أواخر القرن الثالث عشر على يد قرويون من قرية حوقا.
دير القديسين سركيس وباخوس – رأس النهر: بني على درجات تباعا في القرن الثامن، 1198 و1690.
دير مار أليشع: يأوي رهبانية مارونية ورهبانية كرملية.
من الأديرة الأخرى في الوادي: دير مار جرجس ودير مار يوحنا ودير مار أبون ومنسك مار سركيس ودير مار مورا – إهدن.
صور
وضعت مدينة صور على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984. كانت هذه المدينة إحدى أهم المدن الفينيقية إن لم تكن أهمها، حيث أنشأ أبناؤها مستعمرات فاقت المدينة الأم شهرة ومجدا في حوض البحر المتوسط، من شاكلة قرطاج وقادس، وهي منشأ الصباغ الأرجواني المعروف باسم “أرجوان صور”. مرت العديد من الحضارات على المدينة واستقر فيها الكثير من الشعوب، من الفينيقيين والإغريق والرومان، إلى الصليبيين والعثمانيين الأتراك. بقي اليوم عدد من الآثار البارزة في المدينة، والتي تعود بأغلبها إلى العهد الروماني.
من المواقع الأثرية المهمة في المدينة:
موقع الباس: وفيه قوس نصر فسيح ومدافن واسعة ومدرج كبير كان يخصص لسباق الأحصنة والعربات. تعود كل هذه الآثار إلى الفترة الممتدة بين القرنين الثاني والسادس.
موقع المدينة: يقع في صور البحرية، أي الجزء الحالي من المدينة الذي كان مبنيا على جزيرة، قبل أن يوصلها الإسكندر الأكبر بالمدينة البرية، وهو يحتوي على عدد من صفوف الأعمدة، الحمامات العامة، اللوحات الفسيفسائية، الشوارع، مجموعة كبيرة من المنازل، وساحة مستطيلة الشكل.
جعيتا
لا بد من الاشارة، الى مغارة جعيتا التي دخلت في مسابقة “عجائب الدنيا السبع”، والتي لا يتوانى أي سائح عن زيارتها. فهي مغارة كونتها قرون من التآكلات المائية والصخرية، حتى باتت اليوم مشهدا يصعب بالكلمات وصف التماثيل فيه.
تتكون جعيتا من مغارتين العليا والسفلى، وكان اكتشافهما حتى عمق 9000 متر حدثا غير عادي، أتاح للزوار تأمل هوابط وصواعد مذهلة تشكل مشهدا ساحرا، سقفه الجبل، وأرضه المياه الصافية، يزيد من روعتها نظام إنارة مدروس بعناية وفن.
ولزيارتها، يتنقل الزوار والسياح بين المغارتين بقطار صغير وتيليفريك يمر فوق النهر ويؤدي الى المغارة العليا.
السياحة البيئية
يقدم لبنان الفرصة للسائح كي يقوم بنشاطات مختلفة في الطبيعة، وذلك بسبب تنوع جغرافيته وطبيعته ومناخه، الأمر الذي يسمح بممارسة أنواعا متنوعة من الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق في مناطق ومواسم مختلفة. تشكل الجبال، والغابات والشطآن، والأنهر الموسمية والدائمة، الكهوف، الوديان والممرات الجبلية، مقصدا لعشاق الطبيعة الراغبين بالاستكشاف والتخييم ومراقبة الطيور وممارسة أشكال أخرى من السياحة البيئية.
ومن الرياضات والأنشطة التي يمكن ممارستها: ركوب الدراجة الرباعية ATV، الترميث، وهي رياضة حديثة نسبيا في لبنان ويمارسها محبوها في أنهر العاصي والليطاني والأولي، المشي في الغابات واستكشافها Hicking، وهناك عدد من المواقع المفضلة التي يقصدها محبوها، مثل محمية أرز الشوف، الرملية، غابة القموعة، محمية حرش إهدن، ونهر إبراهيم.
ومحبو استكشاف المغاور، يمارسون هوايتهم في أماكن مشهورة وقديمة في لبنان، منها: مغارة أفقا، كهف الرويس، وعين اللبنة، بالاضافة إلى الاستكشاف بواسطة الدراجة النارية، وتسلق الجبال بواسطة الحفر والسلالم، والهبوط من قمم الجبال وركوب الخيل والتزلج باللوح المفرد وركوب الدراجات الجبلية وتسلق الجبال.
المحميات
ومن ضمن السياحة البيئية، تنشط زيارة المحميات الطبيعية، ثلاث منها يعتبر محمية نموذجية، وواحدة تعتبر محمية حيوية في منطقة الشرق الأوسط.
من هذه المحميات: محمية أرز الشوف، محمية حرش إهدن، محمية جزر النخيل، محمية شاطئ صور، محمية أفقا الطبيعية، محمية اليمونة الطبيعية ومحمية مستنقع عميق ومحمية تنورين الطبيعية.
الرياضات الشتوية
لبنان، من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة رياضة التزلج. وعلى الرغم من أن البلاد تعد مقصدا صيفيا بالدرجة الأولى، إلا أن السياحة الشتوية تشهد تزايدا ملحوظا، بسبب قرب الجبل من الساحل، مما يسمح للزائر أن يمارس التزلج ويعود إلى بيروت أو أي مدينة ساحلية أخرى في غضون ساعة أو اثنين فقط. ويبدأ فصل التزلج في ديسمبر/كانون الأول. وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية، بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج.
وتشمل الرياضات الشتوية في لبنان: التزلج على المنحدرات الجليدية، الجري الطويل، بالإضافة إلى الهبوط بالمظلات، قيادة زلاقات الجليد الآلية، واستكشاف الغابات والجبال.
وفي لبنان ستة منتجعات تزلج وهي: الأرز، فاريا – عيون السيمان، اللقلوق، فقرا، قناة باكيش والزعرور.
السياحة الطبية
السياحة الصحية، من السياحات الناشطة في لبنان، وتتطور بحسب تطور الخدمات الصحية والطبية، اذ لطالما أطلق على لبنان “مستشفى الشرق الاوسط” لما لقطاع الصحة من مستوى متقدم ينفرد به بين دول المنطقة، حيث هناك 161 مستشفى منها 7 مستشفيات جامعية تحتوي على 15 ألف سرير.
فلبنان يقدم سلة واسعة من الاختصاصات الطبية لطالبي العلاج التي تشمل تشخيص أمراض القلب والتقنيات الجراحية والعلاجية وتقنيات التدخل الجراحي لعلاج أمراض القلب وعمليات التجميل والتنحيف والسرطان والعلاج الفيزيائي وأمراض الأطفال.
والسياحة الصحية تهدف في الأساس للعلاج من الأمراض أو إجراء عمليات جراحية معقدة تتطلب الدقة والخبرات العالية، حيث يتوفر في لبنان أهم المراكز الطبية الذائعة الشهرة في منطقة الشرق الاوسط بسبب امتلاكها أحدث التجهيزات الطبية والعلمية المتوفرة في أهم المراكز الطبية في أوروبا والولايات المتحدة الاميركية.
ويعتبر لبنان من الدول المتقدمة في المصحات العلاجية، التي منها على سبيل المثال التدرن الرئوي ومواقعها في الجبال، كما يوجد مصحات للمعالجة من الادمان على المخدرات، وأخرى للامراض النفسية ودور العجزة والمسنين.
واليوم، ومع التطور الثقافي والاقتصادي الذي تشهده شعوب المنطقة ما انعكس تغيرا في أنماط معيشتها، فأخذت السياحة الصحية التجميلية او الترميمية موقعا بارزا جدا بين كل أنواع السياحة الصحية لما تفردت به بعض المستشفيات من عناية صحية مميزة ومهارة الأطباء وحرفيتهم، حيث يقدم عدد منها العلاجات الطبية والعمليات التجميلية للبنانيين ولغير اللبنانيين، ما جعل لبنان مقصدا للسياحة الصحية من مختلف بلدان الشرق الأوسط.
ويشار الى ان مجلس الوزراء أصدر في شهر تموز من عام 2001 مرسوما يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لإنماء السياحة الصحية، تضم ممثلين عن وزارات الصحة والسياحة والبيئة والإعلام، بالإضافة إلى نقابات الأطباء والمستشفيات والفنادق وشركات السياحة والسفر والتأمين. وتضع الدوائر الرسمية اللبنانية المختصة هذه السياحة في مقدمة أولوياتها، حيث تنتشر المراكز الإستشفائية في مختلف المناطق اللبنانية، وهي تقدم خدمات طبية متطورة، فضلا عن دور العجزة والمسنين والأيتام لمساعدة هؤلاء المحتاجين والإعتناء بهم.
المهرجانات
شكلت المهرجانات السياحية خلال العامين الماضيين تصاعدا لافتا على صعيد توزيع مكان اقامة المهرجانات السياحية وعلى صعيد البرامج الفنية والجهات المتقدمة لتنظيمها، ولكن بالإجمال فقد حافظت محافظتي بيروت وجبل لبنان على الريادة في هذا الأمر وبقي الأمر على ما هو عليه متدنيا في محافظات النبطية، لبنان الجنوبي، بعلبك – الهرمل والبقاع.
وعملت وزارة السياحة على تأمين كل المتطلبات اللوجستية لجميع المنظمين من تسهيل الحصول على التأشيرات للفنانين الأجانب القادمين من الخارج، والتواصل مع الجهات المعنية من محافظين وقائمقامين ورؤساء بلديات والمديرية العامة للجمارك، وعملت على تأمين الدعم المادي لهذه المهرجانات.
تنوعت المهرجانات السياحية الموافق عليها من قبل وزارة السياحة أو تلك التي وافقت عليها من مهرجانات دولية او محلية او تراثية او عروض في الشارع او مسابقات جمالية او مهرجانات تسويقية أو عروض ازياء.
والمهرجانات بشكل عام، هي كل نشاط احتفالي يجمع العديد من السياح أو المهتمين أو ابناء البلدات المجاورة للاحتفال بنشاط فني او تراثي أو تسويقي مترافقا مع نشاطات ترفيهية وعروض لمنتوجات ارتيزانا وحرفيات متعددة ونشاطات كرنفالية.
وشكلت المهرجانات في الاعوام الاخيرة، عامل جذب للسياح، اذ عمت المناطق اللبنانية، وبنجاح باهر ولافت، وخصوصا مهرجانات البترون الدولية، مهرجانات صور وجونيه وبيبلوس الدولية، مهرجانات أعياد بيروت، مهرجانات قلعة بعلبك، مهرجانات اهدن، مهرجانات طرابلس، مهرجانات صيدا، مهرجانات ليالي أرز تنورين، مهرجانات راشيا، وجزين والقبيات والارز والباروك وغيرها.
المطبخ اللبناني
وعند الحديث عن السياحة، لا بد من التطرق إلى المطبخ اللبناني الذي ما زال يشق طريقه الى العالمية بشكل لافت، اذ يشتهر بطعامه المتنوع الغني بمذاقه حتى يكاد يكون من أندر المطابخ المقصودة في العالم، وهو يتميز بالمازة المؤلفة من مجموعة صحون صغيرة، تتنوع بين الخضار والحبوب والمعجنات وغيرها. ثم تأتي ثمار البحر والمشاوي والكبة لتشكل اطباقا رئيسية، بالاضافة الى الفاكهة والحلويات وهي مصنوعات لبنانية.
خاتمة
بكلمة، لبنان يبقى رقما صعبا في عالم السياحة على الرغم من الحروب المتتالية التي أنهكته والارهاب الذي ضربه وما برح يهدده، فهو بلد عصامي لطالما كان ينفض عنه غبار الحروب ويتحدى المآسي ليظل مرآة الشرق السياحية.
ونختم بكلمات أغنية للعملاق الراحل وديع الصافي: “لبنان يا قطعة سما عالأرض تاني ما الها”.