Connect with us

ثقافة

لتظل الحياة وردية… ردَّني إلى بلادي.

Published

on

جوزيفين حبشي


الوطن أم، كلنا متفقون. الوطن هوية وكيان وملجأ أمان لأنه الاهل والاصدقاء والجذور والهواء الذي من المستحيل أن نتنفسه هو ذاته في أي مكان آخر على الكرة الارضية. الوطن حضن أم دافئ، سنشعر دائما بالبرد بعيدا عنه، حتى ولو كسوّنا اجسادنا بأرقى انواع الفراء.  “الوطن (قالها مرة غسان تويني)
ليس فندقاً عندما تسوء الخدمة فيه نغادره  الى سواه. الذي يهاجر يكون بدويا، بلا وطن”.

في الفيلم المصري ” مافيا” يسأل احمد السقا النجم حسين فهمي: “فنان شهير زي حضرتك، سافر ولف الدنيا وشاف مناظر اجمل بكتير من اسوان ، ايه اللي يخليه يجي اسوان اكتر من خمس او ست مرات في السنة”؟ ليجيبه حسين فهمي:” هل تحب أمك؟ ولماذا تحبها؟ طبعا ليس لأنها  أجمل إمرأة  في الدنيا ، ولا لأنها  الأحسن في كل شيء. نحن نحب ناسنا كما هم، لأن بيننا مشاعر حقيقية من دون اي مصلحة”…. الام، الوطن، الانتماء، البقاء وعدم الهجرة، موضوعات انسانية ووجدانية سبق ان تناولها الادباء والفنانون على مرّ العصور في كثير من اعمالهم. بعضهم بسّطها جدا، وبعضهم عمّقها  جدا وحمّلها طبقات عديدة  من الفهم والادراك ، مثل الكاتبة والمخرجة مايا سعيّد  التي ستقدم لنا ابتداء من الليلة على مسرح  District 7 ، مسرحية La Vie En Rose.

في ” La Vie En Rose” ، شعور الهجرة  والانسلاخ  والاشتياق لحضن أم  ووطن  يرافق الانسان ويسكنه في كل زمان ومكان، في بيروت سنة ٢٠٢٥ او  في  باريس ١٩٤٥، حيث سيجتمع اربعة لبنانيون مهاجرون  صدفة على مقعد خشبي أمام كاباريه.  رسّام وعاطل عن العمل ومغنية وعازف اكورديون، كل واحد منهم هاجر لسبب، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بحثاً عن الاستقرار والفرص الجديدة في الغربة.

ما الذي يجمعهم؟ ما الذي يخيفهم؟ ما الذي يخفونه ويبحثون عنه؟ تحت نجوم ليل باريسي طويل، واغنيات اديث بياف المنبعثة من الحانات ، وزجاجات الخمر التي ستمزج الواقع بالمتخيّل، وعزف اكورديون يرافق اعمق النظريات الفلسفية  الوجودية ، سنتابع ليلة من عمر ٤ مهاجرين، لكل منهم قصته  ووجعه  واوهامه  وفلسفته  وحنينه الى شيء ما، دفء ما، حضن ما، رائحة ما ستظل عالقة على جسده مهما هرب منها . اربعة ممثلين رائعين بحضورهم الآسر ( طارق تميم وايلي متري وسولانح تراك والعازف لبنان عون) مبللين بالدموع والعرق  والخمر والالتحام التام باربعة شخصيات معقدة  وقصص غريبة و قراءات مختلفة، تتراوح بين التبسيط  والتعقيد، الاسترسال والشربكة، النكتة  والطرفة والتحليل النفسي والفلسفي .

Advertisement
Ad placeholder

وتبقى الخلاصة واحدة: الحياة لن تكون زهرية  إلا  في حضن وطن هو الأم . وحتى تظل la vie en rose,  “زي ما هيّيَ حبَّها، بحلوها وبمرّها” كما تقول اغنية المطرب المصري مدحت صالح ،  و” ردّني الى بلادي” كما ترتّل فيروز.

مسرحية “La Vie En Rose” للكاتبة والمخرجة مايا سعيّد، ابتداءً من ١٢ حزيران/ يونيو  وحتى آخره، ايام الاربعاء ، الخميس، الجمعة والأحد، على خشبة  “District 7″، بيروت.

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

يونيو 2025
ن ث أرب خ ج س د
 1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA