فن ومشاهير
ماريلين نعمان… الى مزيد من التألق و”العلا”
جوزيفين حبشي
لم أكن البارحة في العُلا، لكنني كنت هناك بطريقتي الخاصة، وبقلبٍ يتقد خيالاً. كنت أُحلّق بخيالي عاليا، ابحث عن صوتٍ لا يشبه الأصوات، وعن روحٍ لا تُشبه الأرواح، وعن صدقٍ نقيّ لا يقدر الضوء ولا البخار على مسّه وتغييره. كنت أبحث عن براءةٍ طفولية لا تُلغي كونها أنثى شغف، وعن ذكاء العارف من أين يبدأ الطريق وإلى أين يقود.

Screenshot
لم أكن في العُلا، لكن قبل أن تصلني فيديوات آلاف الفانز، كنت قد شاهدتُ حفل ماريلين نعمان بحدسي وسمعي. عندما التقطت أذني نقرات مارون يمّين على البيانو، شعرتُ بأن روحي تقترب وقلبي يلمح الحفل قبل أن تراه عيناي، ويوقن أن ماريلين هطلت على مدينة العُلا السعودية كغيمة حبٍّ في ليلة قمرية. بلّلت ليل الصحراء برذاذها، وأنعشت صمت المكان العميق، وأيقظت صخوراً تختزن تاريخ الحضارات. خطفت من وهج آلاف الشموع المشتعلة في المكان الاثري ، لمعان عينيها، وأطلقت مع نسيم العُلا سحر صوتها الملائكي الذي خلع جناحي حريته ليلبس عباءة صمّمها رامي القاضي احتراماً لثقافة المكان وأصالته.
قبل أن تصلني الفيديوات، كان سحر الليلة قد اكتمل: أمسية افتتحتها ماريلين في مركز زوار الحِجر في العلا الأثرية، يرافقها مارون يمّين على البيانو، واختُتمت بأنامل المايسترو جان باتيست. ساعة كاملة من الفن الراقي، من أغنياتٍ يحفظها الجمهور السعودي ويرددها معها، ومن تحيّة دافئة لسفيرتنا إلى النجوم فيروز التي احتفلت بعيدها التسعين، فعايدتها ماريلين بأغنيتي “نسّم علينا الهوا” و”نحنا والقمر جيران”.

Screenshot
بعد مشاهدة فيديوات الحفل، تمنّى قلبي أن يكتب لماريلين، من وحي فيروز، الكلمات التالية:
يا ريتني هون يا روحي وليل ، هون حيث صوت ماريلين وشمع الليل، وإكتبلك ع ورقة حتى ما قول… ما بقدر قول، يا ريتك مش رايحة… يا ريت بتبقي.. بتبقي ع طول… ولكن بالاخر في اخر، والحفل المكتمل العدد اثبت أن الحب، حب كل ما هو حقيقي وصادق واصيل، هو الانجاز .
الحفل انتهى، السحر استمر، والعصفورة طارت على جناح حلم جديد …حلقي يا ماريلين حلقي، فالسماء لا حدود لها ، مثلك تماما.
