فن ومشاهير
مبروك لنا بندين جابر
جوزيفين حبشي
كرّم مهرجان جامعة سيدة اللويزة للأفلام القصيرة، في دورته الثامنة عشرة، الكاتبة الاستثنائية ندين جابر، ابنة الجامعة التي استطاعت خلال أحد عشر عامًا فقط أن تحجز لنفسها مكانًا بين أبرز كتّاب الدراما في لبنان والعالم العربي.
مبروك ندين، فهذا التكريم لم يأتِ مصادفة، بل هو اعتراف برحلة استثنائية من خيال وواقع، صنعتها بجهدك وإصرارك وقلمك وألمك.
مبروك للجامعة التي تكرّمت هي بتكريمك، ومبروك لنا نحن الذين شهدنا صعودك خطوة بخطوة، ورأينا كيف صنعتِ من شغفك ومثابرتك مسيرة استثنائية يندر أن تتكرّر. في ١١ عاما فقط، فعلتِ ما يحتاجه آخرون لعقود. كتبتِ، وجاهدتِ، وكسرتِ القوالب، ورفعتِ سقف الدراما اللبنانية والعربية بمسلسلات حملتْ روحك، وجرأتك، وصدقك.
من قصة حب إلى لا حكم عليه، من صالون زهرة إلى ٢٠٢٠، من للموت إلى ع أمل، وصولًا إلى المحطة المفصلية: بالدم، الذي أعاد الدراما اللبنانية إلى الصدارة، وتصدّر في رمضان ٢٠٢٥ في كل البلدان العربية، ليكون عملا لبنانيا صرفا… مسلسل أعلن عودة لبنان إلى قلب المنافسة بعد سنوات طويلة من انحسار الفرص.
ومع كل نجاح، لم تنسي يوما رسالتك. طرحت أسئلة كبيرة لا يجرؤ الكثيرون على طرحها في مسلسلاتك التي لم تكن يوما ترفيها فقط، بل كانت صرخة حق، ومنبرا لقضايا المجتمع والمرأة، ودرعا بوجه العنف والظلم، وصوتا حرّك الرأي العام، ووصل إلى حيث كان يجب أن يصل. أنتِ من الأسماء القليلة التي لم تكتب للحكاية فقط، بل كتبتِ لناسها، لهمومهم، لوجعهم، ولحلمهم بالعدالة.
ندين… أنتِ اليوم أكثر من كاتبة ناجحة.أنتِ قدوة ورمز لنهضة الدراما اللبنانية، ووجه يشرّف الجامعة والبلد. أنتِ دليل حيّ على أن الموهبة حين تقترن بالشغف والإصرار، تصنع تغييرا حقيقيا وتشعل نهضة فنية كاملة.
مجددا ألف مبروك على التكريم الذي تستحقينه وأكثر. ومبروك لنا نحن لأنكِ ابنة هذه الجامعة، وابنة هذا البلد، ووجه مشرق يعيد الدراما اللبنانية إلى حيث يجب أن تكون: في القمة.
Screenshot
Screenshot
