Connect with us

منوعات

مهرجانٌ نسويٌّ في بيروت بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس منظّمة “فيمايل”

Published

on

بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة على تأسيسها، نظّمت منظّمة “فيمايل” على مدار يوميّ الجمعة والسبت الواقع فيهما 23 و24 حزيران/يونيو 2023، مهرجانًا نسويًّا هو الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط، في ميدان سباق الخيل في بيروت.

انطلقت “فيمايل” عام 2013، حينما قررّت مجموعة من الناشطات والصحافيات النسويات الشابات إطلاق مبادرة للعمل على تحقيق رؤيتهنّ نحو عالم عادل للنساء والفتيات خالٍ من كافة أشكال الأبوية والقمع. واليوم تحتفل المنظّمة بإنجازاتها وتطوّرها عبر السنوات العشر الماضية في هذا المهرجان القاعديّ الشعبيّ، وفعالياته التعليمية والترفيهية الموجّهة إلى مختلف فئات المجتمع، بهدف نشر المعرفة واكتساب الوعي في كافة القضايا النسويّة، لأن الحراك النسويّ الذي تؤمن به “فيمايل” لم يكن يومًا معزولًا عن المجتمع وقضاياه.

افتُتح المهرجان بحفلٍ رسميّ، تخلّله تسليط الضوء على عمل وتاريخ المنظّمة عبر فيلم وثائقي قصير. تبعه كلمة للعضوة المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنظّمة “فيمايل”، الصحافية والناشطة النسويّة حياة مرشاد، التي ذكّرت ببدايات المنظّمة من خلال مبادرتها الأولى وهي برنامج “شريكة ولكن” الإذاعي حينذاك، والذي تطوّر فيما بعد بحسب مرشاد ليُصبح “منًصّة إعلامية نسويّة تعمل إقليميًا وليس فقط على صعيد لبنان، وتضم أكثر من 150 صحافية من جميع المناطق الناطقة بالعربية، وتركّز في إنتاجها وتغطياتها اليوميّة على أخبار وقضايا النساء والفتيات في هذه المناطق، إضافة إلى المعرفة النسويّة والتوثيق وإعادة تشكيل السرديات من منظور نسويّ تقاطعيّ وقاعديّ، يولي القصص الفردية المهمشة أذنًا وقلمًا، ومناصرة هذه القضايا ورفع الصوت للمطالبة بحقوق النساء والفتيات، وإيقاف الممارسات القمعية بحقهنّ”.

وقالت حياة مرشاد: “اليوم وبعد مرور 10 سنوات على التأسيس، نجدّد إلتزامنا بالعمل على تقوية وتوسيع التنظيمات النسويّة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى الاستمرار في مكافحة كافة أنواع العنف الجندري المتمثلة بالتوجّهات والمفاهيم والممارسات الممنهجة التمييزية ضد النساء والفتيات، على كافة الأصعدة لا سيّما المجتمعية والمؤسساتية والقانونية، وبالسعي لاسترجاع المساحات والحقوق، في العالمين الواقعي والافتراضي، بهدف ضمان أقصى درجات الأمان والسلامة والشمولية للنساء والفتيات بكافة تنوّعاتهن”.

وأضافت مرشاد: “نضالنا النسوي لم يكن يومًا منفصلًا عن نضالنا السياسي والاجتماعي. واليوم نحن أكثر تمسّكًا بهذا النضال، خاصةً في ظلّ كلّ التحديات والظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وفي ظلّ حملات الشيطنة والتشوية التي يواجهها النضال الحقوقي والنسوي”. وتوقّفت مرشاد عند هذه الحملات قائلة: “السلطة السياسية الفاشلة والفاسدة أمعنت على مدى عقود بتدمير مؤسسات الدولة وسلب حقوق النساء والفئات المهمشة الأساسية، بالتكافل والتضامن مع مؤسسات ومرجعيات دينية تمارس بشكل يومي أبشع أنواع العنف بحقنا من خلال قوانين أحوال شخصية ظالمة وفتاوى وحملات تكفيرية وتحريضية وتضليلية”.

Advertisement
Ad placeholder

وتابعت المديرة التنفيذية لـ”فيمايل”: “هذه السلطة تُبدع باختلاق قضايا لإلهاء الناس عن فسادها. سرقوا المساعدات والأموال التي شحذوها على ظهر اللاجئات/ين، واليوم يقومون بالتحريض عليهنّ/م، وتطبيق ممارسات قمعية وتعسفية ضدهن/م، نهبوا خيرات البلد، ثمّ فجّرونا، وهجّرونا، وفقّرونا وجوّعونا، في الوقت الذي لا تزال العدالة غائبة ومصادرة، وبعد أن كانت بيروت ملجأ ومأوى لكل شخص باحث/ة عن الحرية، تُعيدنا هذه السلطة اليوم إلى الخلف من خلال حملاتها الممنهجة لقمع الحريات الفردية والعامة وحق التنظيم والتعبير والنشر، وتضييق مساحات العمل المدني والحقوقي”.

وختمت مرشاد بالتأكيد على “استمرار منظّمة فيمايل وغيرها من المجموعات والمبادرات النسوية بمناصرة حقوق النساء والفتيات، واللاجئات واللاجئين، والمهاجرات والمهاجرين، والأشخاص غير المعياريات وغير المعياريين، وذوات وذويّ الإعاقة، وكل شخص تُرك في الخلف، إلى حين حصولهنّ/م على العدالة والحق في الحياة الحماية والحريّة”.

واستُكمل الإفتتاح بجلسة نقاشية بعنوان “الفتيات يقدن التغيير” إفتتحتها السيدة رنا الحجيري، ممثلة ومستشارة منظمة “مالالا” العالمية في لبنان والشرق الأوسط، بكلمة أكدت فيها على ضرورة ردم فجوة اللا مساواة في التعليم، وجعل التعليم المنصف والشامل والجيد أولوية في خضّم الأزمة التعليمية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان اليوم، خصوصًا تعليم الفتيات والفئات المهمشة”.

وشددت الحجيري على أن التعليم حقٌّ يجب أن يكون متاحًا للجميع وليس امتيازًا. وقالت: “نعمل دون كلل للوصول إلى المناطق التي لطالما كانت على هامش الحرمان والتشبيك مع شبكة كبيرة من الشراكات، والتي تعكس اليوم شراكتنا مع فيمايل والمهرجان النسوي الأول من نوعه في لبنان والشرق الأوسط”.

وأضافت: “هذه ليست سوى الانطلاقة للتشارك والعمل الجماعي على جعل التربية، خاصة للفتيات، ليس بجانبها الأكاديمي فقط ولكن رسالتها الجامعة في بناء الإنسان وإرساء قاعدة المساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، أولوية في خططنا لدعم التربية والتعليم المنصف والشامل كمشروع مجتمعي وثروة جامعة”.

Advertisement
Ad placeholder

وعلى مدى اليومين استقبل المهرجان جلسات متنوّعة تراوحت بين نقاشات ومحادثات لنساء ملهمات حول تجاربهنّ المؤثرة، ومدى تأثيرهن وفعاليتهنّ في المجتمعات التي ينتمين إليها، وأنشطة رياضية وترفيهية وفنية لجميع أفراد العائلة والأشخاص من خلفيات متنوّعة. أتاحت منصّة العرض منبرًا لأكثر من 30 امرأة لمشاركة تجاربهنّ، وللعديد من النساء والفتيات والناشطات لفتح نقاشاتٍ حول قضاياهنّ ومواضيع متنوّعة، مثل دور الصحافة المستقلة في التوعية بحقوق النساء والفتيات والنهوض بالحقوق الجندرية، وشكل المستقبل النسوي العادل للنساء والفتيات على اختلاف تنوعاتهنّ، وحقوق الصحة الجنسية والإنجابية لهن، والصحة النفسية والعناية الذاتية، فضلًا عن سُبل مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتمييز والعنصرية والتنميط وكافة أشكال العنف التي تتعرّض لها النساء والفتيات، والمشاركة النسائية في مجالات الحياة المختلفة، السياسية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية.

تم تنظيم هذا المهرجان بجهود النسويات العاملات في منظّمة “فيمايل” ومنصة “شريكة ولكن”، إلى جانب المتطوّعات والمتطوّعين في مختلف مراكز المنظّمة والمتوزّعة على امتداد مناطق لبنان. هذا بالإضافة إلى الدعم الذي قدّمته مجموعة من المنظّمات والمؤسسات والجهات الشريكة، وبالتعاون مع خبيرات في كافة المجالات.

تجدر الإشارة إلى أن فكرة إحياء الذكرى العاشرة لمنظّمة “فيمايل” من خلال هذا المهرجان، أتت في جلسة نقاش عفويّة داخل مكتب المنظّمة في بيروت. وتحققت من خلال العمل ليلًا نهارًا، على مدار شهر ونصف فقط، بشغفٍ ووحماسٍ وحبٍّ نابعين من الإيمان بضرورة خلق مساحات نلتقي فيها، ونشبّك علاقاتنا من خلالها. مساحات آمنة لا مكان فيها للتهديد أو الخوف أو العنف أو التمييز الذي نختبره ونعيشه بشكل يوميّ خارجها.

 

 

Advertisement
Ad placeholder
Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Advertisement Ad placeholder

التقويم

ديسمبر 2024
ن ث أرب خ ج س د
 1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
3031  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA