Connect with us

فن ومشاهير

موركس دور ٢٠٢٥: الاستحقاق جماعي، والجائزة فردية

Published

on

جوزيفين حبشي

ليست المرة الأولى التي نجد فيها أنفسنا، كلجنة تحكيم في الموركس دور، أمام معضلة الاختيار. لكن هذا الموسم تحديدا حمل معه تحدياً من نوع مختلف، فقد اجتمع فيه البريق والإبداع، وتكاثر فيه الرائعون إلى حدّ لم تترك لنا الخيارات سوى الحيرة. نحن أمام أسماء لا يجمعها مجرد التميّز، بل يربطها شغفٌ صادق، وأداءٌ آسر، وحضورٌ يستحق التقدير. ومع ذلك، تبقى الجائزة واحدة. وحين تكون الجدارة جماعية، يصبح  الاحتكام للتصويت، والتتويج قرارا مؤلما  بقدر ما هو مستحق. في لحظات كهذه، ندرك أن التكريم لا يقاس دائما بالنتائج، بل أحيانا يكمن في الاعتراف بأن الجميع أبدع.

وانطلاقا من ما تقدّم، لا بدّ من الاعتراف بأن هذا الموسم من موركس دور ، احتفى بالإبداع وتوّج الجهد والموهبة، وكانت الجوائز  انعكاسا صادقا لحالة درامية نضجت، وتفوّقت، وتنوّعت. كل جائزة مُنحت، كانت محقة، عادلة، ونتاج تصويت واضح وشفاف، يعبّر عن ديمقراطية هذا المحفل الفني الذي لا يُقصي، بل يُنصِف من يستحق.

Screenshot

ومع أن التصفيق رافق كل اسم أُعلن، ومع أن المنطق يفرض أن يكون هناك فائز واحد فقط، فإن قلبي وضميري ، كمحبّة ومتابعة للدراما تحديدا، كان ليمنح الجائزة لكثر، لأن بعض الأدوار  لا تُقارن، بل تُقدَّر، وتُحتَفى بها كمساحات استثنائية من الإبداع. رغم استحالة الامر، لو  عاد الأمر لي، لكنت منحت  عددا من الجوائز  لأكثر من شخص واحد. جائزة افضل ممثل بدور  اول  التي استحقها  بعد فرز علامات التصويت وسام فارس ( عن العميل وبالدم) ، كنت منحتها ايضا  لسعيد سرحان، لأنه قدّم في “بالدم” دورا يتطلّب شحنا داخليا عاليا، امتلاءً بالمشاعر  والانفعالات، من دون أن يظهرها، بل أبقاها كالجمر تحت الرماد،  وكبركان تحت سطحٍ  باردٍ مُتحكَّم به ببراعة. أداء ناضج، عميق، وهو  من اصعب الاداءات الدرامية، ويستحق عنه كل تصفيق.

Screenshot

ايضا باسم مغنية يستحق الجائزة، بتلوناته المتقنة، وقدرته على المزج بين الطرافة والوجع، بين السخرية والحنين، أداء يشبه لعبة الضوء والظل، لا يُنسى.

Screenshot

جائزة أفضل ممثلة بدور أول استحقتها عن جدارة الرائعة جوليا قصار، ولو عاد الامر لي لمنحتها مناصفة مع ماريلين نعمان التي قدّمت أداءً داخليا صافيا، مؤثرا، موجعا، من دون مبالغة واستعراض عضلات تمثيلية، بل بلغة شعورية صادقة نابعة من مكان حقيقي، هو  الأقوى حتى الآن في مسيرتها.

Screenshot

مبروك لتيم حسن الذي ابدع في ” تحت سابع ارض” ومجددا  تمنّيت ان  تمنح جائزة افضل ممثل عربي في الدراما السورية له و لكل من بسام كوسا  ومحمود نصر عن البطل”. بسام كوسا تحديدا ، أيقونة تمثيلية لا تخيب. كل ظهور له هو درس في الأداء، وكل شخصية يتقمّصها، تصبح مرآة لجيل ولزمن.

Screenshot

أفضل ممثل في الدراما المصرية ( لماجد المصري عن مسلسل اش اش) تمنّيت ان تُمنح  كذلك الامر ومن دون تردد  لمحمد شاهين ايضا في لام شمسية. لقد جسّد شخصية المتحرّش بالأطفال بجرأة مُرعبة، وأداء مذهل في سيطرته على كل أدواته… نظراته، جسده، صوته… كل شيء كان محسوبا وفعّالا  إلى درجة الإقناع التام. دور من النوع الثقيل، قلّما يُؤدى بهذا العمق، ويستحق عليه موركس دور  و اوسكار  ايضا.

Screenshot

هذه السنة مُنحت جائزة اختيارية لمخرج عربي ، والمخرج السوري سامر البرقاوي يستحقها فعلا عن ” تحت سابع ارض” ، ولكن ليتها  منحت أيضا وبكل قناعة للمخرج المصري  كريم الشناوي، عن لام شمسية، الذي أدار العمل بحساسية فنية نادرة، وتمويه بصري وصدق عاطفي  لا يُنسى.

وفي المقابل، الفرحة كانت كاملة  ومن دون لو ، بفوز  مسلسل “بالدم” المتقن كتابة وانتاحا واخراجا وتمثيلا، والذي اعاد درامتنا اللبنانية لتصدّر المشهد العربي.

Screenshot

الاجماع التام  من لجان التحكيم كان على اسم سينتيا كرم، بدور  استثنائي بكل ما للكلمة من معان  في ” بالدم” ، كشف قدراتها الكبرى، وجاء تتويجا لمسيرة طويلة من المثابرة والموهبة. فوز مستحق بكل المعايير. بدورها جائزة  سمارة نهرا  جاءت عن قناعة تامة ، فهي  أثبتت أن الإقناع في الدراما لا يقلّ عن بريقها في الكوميديا. جائزة تليق بها وتؤكّد غناها الفني.

ايضا وايضا الفرحة كانت كاملة ومن دون لو،  بفوز الثنائي المسرحي المخرج والكاتب يحيى جابر والممثلة انجو  ريحان عن رائعتهما مجدّرة حمرا. مسرحية حفرت في الوجدان، بعمقها وصدقها وذكائها، وكان فوزها لحظة انتصار للمسرح الحقيقي. وتمنيّت شخصيا  لو شملت الجائزة أيضا مسرحيتهما الاخيرة شو منلبس؟ التي لا تقلّ تأثيرا  أو أهمية، بل تثبت أن المسرح اللبناني لا يزال نابضا، وقادرا  على المواجهة بالكلمة والخيال.

Advertisement
Ad placeholder

Screenshot

رأيي هذا يمثلني، و لا ينتقص من أي فائز، بل العكس تماما… كل فوز كان في محلّه، وكل تتويج استند إلى تصويت عادل ، وفي النهاية لا بد من فائز واحد. ولكن هناك مواهب كثيرة من واجبنا تجاهها ، أن  نقف عندها، نضيء عليها، ونقول لها: “كنت رائعة، بجائزة  أو  من  دونها، ولا تزالين.”

وفي الختام ، الدراما اللبنانية والعربية في أيدٍ أمينة، وجوائز موركس دور  كانت وستظل شاهدة على عصرها الذهبي الجديد.

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

سبتمبر 2025
ن ث أرب خ ج س د
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA