Connect with us

فن ومشاهير

ناتالي نعوم: Over هضامة. Over تصالح مع الذات والعمر

Published

on

جوزيفين حبشي


“قديش
عمرك مدام؟ قديش عمرك مسيو”، صاروا خمسين”؟؟؟؟

هذا  السؤال  ” البعبع” اكثر من العمر بحد ذاته، لطالما  حاول الكثيرون( حتى لا نعمم) شطبه من قاموسكم. حتى أم كلثوم “الكبيرة” قدرا وقيمة، حاولت ان تغش بعمرها  وكانت تنوي ان تلغيه بحجة “اللي شفته قبل ما تشوفك عنيّي،عمر ضايع يحسبوه إزايعليّي؟”… هذا السؤال:” قديش عمرك؟ صاروا خمسين”؟ ما أن يُطرَح علينا حتى “ننفصم“. غريب اليس كذلك؟ هل من الطبيعي ان نكبر بكل شي الا العمر؟ هل من العيب ان نتخطى سن ال٥٠؟ السنا كلنا نكبر ؟ هل من المعقول ان نجد شخصاً واحداً على الكرة الارضية لا يكبر يوما بعد يوم بالعمر، باستثناء  براد بيت في فيلم” بنجامين باتن”؟ هل هي اهانة ان يكون عمرك  ٥٠ او ٦٠ او ٧٠؟ ( بعد السبعين لا يعود احد يهتم أو يسأل) . لماذا نفرح اذاما منعطي عمرنا”؟ لماذا نحب أن نكبِّر شفاهنا ووجناتنا وصدورنا و…( إحم إحم مؤخراتنا)، وأن نصغّر عمرنا، من دون أن ” نُكبّر عقلنا”؟؟؟؟

Screenshot

هذا  السؤال  ” البعبع” اكثر من العمر بحد ذاته، الذي يحاول معظمنا شطبه من القاموس، وإخفاءه تحت عدسات الفلاتر ، تجرأت ناتالي نعوم وسألته، وكشفت من خلاله الستار عن مرحلة لا يتحدث عنها أحد إلا همسا. والأجمل انها لم تكتف بأن تعترف ( اعتراف،  وكأن العمر جريمة) أنها بلغت الخمسين ( باعتبار من ساواك بنفسه ما ظلمك) ، بل حوّلت هذا الرقم إلى انطلاقة جديدة، ومنصة حوار . حوار؟  مع من؟؟  مع الفئة الاخطر : شخصيات شهيرة في عالم الفن والثقافة والاعلام .

Screenshot

“قديش صار عمرك؟ قطعت الخمسين”؟؟؟ هذا سؤال العمر،  الذي اعتدنا “ما بعمرنا  نسألوه” لأحد ، لأنه اصعب من فحص  الباكالوريا في الدولة، والكولوكيوم، وامتحان القبول  في الناسا ، سألته ناتالي نعوم. نعم،  في الوقت الذي ما زالت فيه فئة كبيرة من الناس تتهرّب من ذكر عمرها الحقيقي، وكأنه ” البعبع” ، وتطمس ما حفره الزمن من ضحكة ودمعة وفرح ووجع ، بابرة بوتوكس، تجرأت ناتالي نعوم . في زمنٍ يُقاس فيه النجاح بعدد المتابعين، ويُغلَف فيه التقدّم في السنّ بكريمات “anti-aging”، تقف ناتالي نعوم على شاشة موقع “تفاصيل” لتقدّم لنا برنامجا من نوعٍ آخر: برنامجا لا يُخفي التجاعيد بل يحتفل بها، لا يُنكر الزمن بل يحاوره.

Screenshot

بكل ثقة تقلب  ناتالي نعوم المعادلة: الخمسون ليست رقما نخفيه، بل باباً نفتحه على مصراعيه لنعرف أنفسنا أكثر، ونضحك على ما مضى دون ندم، ونفكر بما هو قادم… بعيون نصف قرن من الخبرة.

برنامجها الجديد “Over 50” على منصة “تفاصيل”، ليس مجرد دردشة مع ضيوف مشاهير تعدّوا الخمسين، بل هو أقرب إلى جلسة مصارحة، فيها جرأة، وفيها حنين، وفيها أيضاً طرافة لا يمكن مقاومتها. لأن ناتالي تعرف تماماً أن الحديث عن العمر بحاجة إلى مزيج دقيق: صراحة لا تُخجل، وخفة دم لا تُسخّف. في كل حلقة، تدخل ناتالي إلى حياة ضيوفها وتسألهم بلا مواربة: ماذا غيّر فيكم هذا العمر؟ كيف تصالحتم مع مرور الوقت؟ هل تشبه “الخمسين الثانية” ما سبقها؟ وهل هناك شيء يُخيف فعلاً في فكرة التقدّم في السن؟ والمفاجأة أن معظم الإجابات، وإن تنوّعت، تتقاطع في مكانٍ ما: أن الحياة بعد الخمسين لا تتوقف، بل تبدأ بشكل مختلف. بوعي أكثر، بتوق أقل لإرضاء الآخرين، وبعين خبيرة تُفرّق بين المهم والعابر.

Screenshot

جمال البرنامج لا يكمُن فقط في عمقه، بل في طريقته العفوية، في الضحكة التي تسبق الجواب أحيانا، وفي تعليقات ناتالي التي تلتقط تفاصيل صغيرة وتحوّلها إلى لحظة مضيئة. ليس سهلًا أن تجعل موضوعا كالعمر يبدو خفيفا بلا ابتذال، ولكنها تفعل ذلك بمهارة لا تأتي من نص مكتوب، بل من صِدق التجربة.

في كل حلقة، تجعلنا ناتالي نعوم وضيوفها  نضحك ، نتأثر ونفكر في آنٍ معا. فالأحاديث لا تخلو من الدعابة، ومن تعليقات فيها الكثير من الواقعية وأحيانا السخرية الذاتية. لكن خلف هذا الضحك، ينبض سؤال كبير: ماذا يعني أن تصبحأوفر فيفتيفي مجتمعٍ يُحب التجميل أكثر من الحقيقة؟ وهنا تظهر زبدة الموضوع، فالبرنامج لا يُقدّم وصفات سحرية للشيخوخة الجميلة، ولا ينصحك بتغيير نمط حياتك، بل يدعوك لتفكر: هل أنت فعلاً عشت النصف الأول كما كنت تريد؟ وماذا ستفعل بالنصف الثاني؟ وبين سيرة الماضي وخطط المستقبل، نكتشف أن النصف الثاني من العمر لا يقل أهمية، بل قد يكون الأجمل… لأننا ببساطة، أصبحنا نعرف أنفسنا أكثر، ونتعامل معها بأقل قدر من التجميل وأكثر قدر من التقدير.

Advertisement
Ad placeholder

Screenshot

برنامج “Over 50” لا يقدّم وصفة حياة، بل يفتح الباب لتأملٍ صادق في عمرٍ لا يُقال عادةً على الملأ. وفي ختام كل حلقة، يتركك البرنامج وأنت تتساءل: ماذا سأفعل بنصفي الثاني؟ هل أواصل الركض؟ أم أبدأ أخيرا في السير على مهل… وعلى طريقتي أنا؟

 ميريل ستريب، واحدة من أجمل النساء اللاتي تقدّمن في العمر دون أن يتنازلن عن ذواتهن، قالت : “أحبّ من  أنا  اليوم. قد لا يعجب هذا البعض، لكنني مرتاحة مع نفسي، وأشعر أنني أكثر تحرّرا الآن. لا أريد لتقدّم العمر أن يُثقلني. بل على العكس، تعلّمت أن أحتضن فكرة التقدّم في السن، لأن الحياة ثمينة. وعندما تفقد أشخاصا تحبّهم، تدرك أن كل يوم نعيشه هو هدية”…. ربما هذا هو ما تحاول ناتالي نعوم أن تقوله، دون شعارات: أن نعيش الخمسين بلا اعتذار، بلا إنكار، بل بكثير من الحب… لأن القادم، بكل بساطة، يستحق.

Screenshot

Continue Reading
Advertisement Ad placeholder
Advertisement Ad placeholder

التقويم

سبتمبر 2025
ن ث أرب خ ج س د
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930  

الارشيف

© كافة الحقوق محقوظة 2023 | أخبار الشرق الأوسط - News Me | تصميم و تطوير TRIPLEA