ثقافة
يحيى المسرح، ملك الخشبة وكاتب الحياة
جوزيفين حبشي
يحيى جابر يا يحيى جابر …
بيوم ميلادك، ما بقدر ما اوقف لحظة، قدام تجربتك المسرحية وقفة انحناء وامتنان، وفكّر قديش نحنا محظوظين لأنك بيناتنا. مش بس ككاتب ومخرج، بل كصوت صادق، كوج بيشبهنا، وكإنسان متلنا، أنت يلي التقطت نبض الناس وأصواتهم المكتومة، وحوّلت وجعهم “ترو- ستوري” عم تنكتب قدامنا على الخشبة، ورسمت وجوههم الحقيقية على قماشة مسرح ما بحياتو كان عندو ستارة بتخفي شي وراها.
بتعرف شو احلى شي فيك؟ انك عشت الفن وما بحياتك اصطنعته او “زوزقته”. انك ما بحياتك كتبت من برج عالي ، كتبت من قلب الشارع، من الأرض يلي بتعرفك وبتعرفها كتير منيح، من الناس يلي بتشبهن وبيشبهوك،من البيئة يلي طلعت منها ، وطلعتنا كلنا منها، لصرت وصرنا كلنا معك، ولاد كل بيئات لبنان، من الجنوب لبيروت والجبل والشمال والبقاع .
بتعرف شو؟ بحسّ انو المسرح اختارك قبل ما انت تختاره، لأنو كان بدّو حدا من ترابه، من ناسه، من وجعه. من يوم ما وعيت على شغلك، وأنا بشوف فيك صورة الإنسان يلي ما خاف، يلي وقف على الخشبة ، حمل الكلمة مثل سلاح، وحمل الوجع متل رسالة، وخلانا ندمع ونضحك ونفكر بذات الوقت. ببساطة لأنك بتعرف إنو الحياة هي المسرحية الكبرى، ولأنو خليتنا نتأكد انك كنت دايما البطل فيها، حتى لو وقفت خلف الكواليس.
بيوم عيد ميلادك ، بدي قلّك: شكراً.شكراً لأنك علمتنا إنو المسرح مش بس ستارة وديكور وإضاءة، ونص وتمثيل. المسرح موقف، كرامة، جرأة ،صرخة من الأعماق، وحياة.
الله يطوّل بعمرك، وتضل واقف عَ خشبتك، ترفع فيها صوت الناس يلي بعد ما قدروا يوصلوا لحلمهم، بس شافوه فيك. الناس يلي بعد ما قدروا عالجوا جرحن، بس بلسموه فيك. كل عام وأنت بخير يا يحيى ، يا ملك الخشبة وكاتب الحياة.
