فن ومشاهير
10 أماكن يجب أن يزورها كل من يذهب للأردن
تحتلُّ الأردن رقعةً رائعةً من شبه الجزيرة العربية. بموقعها الجغرافيّ بين أكثر الدول المضطربة سياسيًا وهي فلسطين المحتلة وسوريا والعراق، لطالما عُرفت الأردن بأنها أحد الدول القليلة المستقرة في المنطقة، دولةٌ مليئة بمواقع التراث العالميّ المذهلة –وفقًا لليونسكو – والنقاط الثقافية الطوطمية، غير الأطلال التي نحتها الأنباط قديمًا في البتراء والمكان الذي يُعتقد أنه تم تعميد السيد المسيح فيه.
بالإضافة إلى تاريخ طويل جدًا من آلاف السنين من عصر البشر الأوائل –تُظهر الاكتشافات الأثرية أن الإنسان البدائي قد جاب في هذه المناطق-، بدأت الأردن أيضًا في الكشف عن مدنها الرومانية المتداعية وكنوزها الفارسية وآثارها المصرية من سلالاتٍ قديمة.
لكن السياحة في الأردن لا تعني النظر إلى الآثار والماضي فقط، فكل ما عليك فعله هو النظر إلى شوارع “العقبة” الحيويّة الواقعة على ساحل البحر الأحمر من أجل الغوص على مستوًى عالمي، أو مناطق وسط المدينة في العاصمة عمّان لمشهدٍ ليليّ جذاب.
لنستكشف معًا الأماكن السياحية الأفضل في الأردن
1. البتراء
هذا المكان السياحي الخلّاب لا يشبه أي مكانٍ في الأردن. بموقعه بين الجروف الصحراوية في المناطق الجنوبية للأردن، يُعتقد أن الموقع كان مأهولاً لأول مرة في القرن الرابع قبل الميلاد. كانت البتراء عاصمة الحضارة العربية النبطيّة، تلك الحضارة المذهلة التي تمكنت من رفع خزائن ومعابد صخرية إلى أحد أهم المراكز التجارية في المنطقة.
اليوم، يشتهر هذا المكان الساحر بأدواره في أفلام هوليود الشهيرة مثل “إنديانا جونز”، ويأتي مختبئًا بين سلسلة من الممرات المتعرّجة –الأنفاق الصخرية التي بنيت بفعل التآكل– التي من الماتع استكشافها.
2. المغطس
ناهيك عن الحدود الفلسطينية الأردنية على الطرف الشرقي من البلاد، فإن المواقع الصغيرة المدفونة والبنايات التي تدعى “المغطس” يمكن القول أنها أحد أهم الآثار التوراتيّة التي عُثر عليها على مجرى نهر الأردن. أشار اليونسكو إلى هذا المكان وهو يصبح تدريجيًا مكانًا مناسبًا للحج لدى المسيحيين (وقد زارها البابا كثيرًا في العقدين الأخيرين)، يُعتقد أنه كان الموقع الأصلي لمعمودية المسيح.
وبعيدًا عن هذا الموضوع، يظهر في هذه البقعة مجموعة مدهشة من الآثار الدينية المسيحية واليهودية، والإنشاءات الرومانية، والأديرة الأرثوذكسية من عصور العثمانيين والمماليك.
3. عمّان
عمّان هي مكانٌ رائع للشعور بالروح العربية، وإدراك التاريخ الطويل والفروع الثقافية التي تدعم وجود الأردن. بالتوجّه إلى المنطقة المكتظة والشوارع التي تُحاك وتلتف حول مركز المدينة المحموم لرؤية لوحةٍ فنية من الأسواق الكبيرة ولسماع صدى مآذن المساجد، أو اذهب إلى “العبدلي”، حيث ترى الشوارع التي تكتنفها الأشجار تفسح الطريق للمقاهي الأنيقة والمحال التجارية.
هنالك مجموعة من المناظر والمعالم التي يجب أن نضيفها للقائمة أيضًا؛ كالمسرح الروماني الكبير، والآثار العرضية للتحصينات العمونية، والمزيج المذهل من المساجد والكنائس الذي يجعل من “جبل القلعة” مكانًا رائعًا!
4. جرش
إن “جرش” تُعد برهانًا على الثروة الهائلة للتاريخ الغامر الذي ما زال موجودًا في أطلال مدينة جرش، تلك المدينة الواقعة شمال عمّان تستقطب عددًا كبيرًا من الزوار على نحوٍ مشابهٍ للمعابد الصخريّة الأسطورية في البتراء.
نعم، هذا الخليط من الشرفات الشاهقة والباحات القديمة، والمعابد الرائعة التي تعود لزمن الكنائس البيزنطية، كما أن الساحات المثيرة تشهد بأن هذه المدينة هي -ربما- من أكثر المدن الرومانية روعةً على هذا الكوكب. يمكنك أن تأتي وتقف في المكان الذي كان التجار القادمون من منطقة “حوض البحر المتوسط” يبيعون بضاعتهم فيه، أو تستطيع تخيُّل صوت قوافل الجِمال القادمة من وراء الكثبان الرملية في صحراء الربع الخالي.
5. وادي رم
تحرقه الشمس وتضيئه الشمس العربية باللونين الأحمر والبرتقالي، ذلك الامتداد الخاطف للأنفاس لوادي رم الواقع جنوبيّ الأردن هو بالتأكيد أحد أهم العجائب الطبيعية المدهشة في المنطقة، بكونه منحوتًا داخل جروف الصخر الكلسيّ على الأطراف الشرقيّة للعقبة، يُعدّ هذا الوادي صرحًا أردنيًا جوهريًا.
وتظهر كهوف كبيرة في الجبال المليئة بالصخور في الأفق، تلك النقوش الحجرية الأسطورية من زمن الأقوام النبطية القديمة المخبَّأة في الزوايا والشقوق؛ الجِمال تصدر رُغاءً، والمتسلقون يتأرجحون بين الحبال. من المفاجئ أن تعلم أنّ هذا المكان اختير كخلفيةٍ لفيلم “لورنس العرب” الصادر عام 1962!
6. البحر الميت
يشقّ البحر الميت طريقه عبر مناطق بلاد الشام. في أخفض بقعةٍ في العالم وفي أشدّ مياه البحار ملوحةً، المُحاط بالجبال المرتفعة والكثبان الرملية المغطاة بالأشجار، كل تلك العوامل تنعكس بشكلٍ مهيب على السطح بينما تنخفض الشمس. اليوم، جميع مناطق الضِّفاف الأردنية –الجزء الغربيّ منه موجود في فلسطين– يعجُّ بالشواطئ والفنادق والمنتجعات، في حين يتم استغلال الجزء الجنوبي من البحر ببرك تبخيرٍ معدنية، صُنعت للحصول على الكارناليت والبوتاسيوم.
ما هو أفضل ما يمكنك فعله هناك؟ جواب هذا السؤال هو – بكلّ تأكيد – الطفو على سطح ماء البحر، حيث الكثافة الملحيّة العالية تُبقي الناس عائمين كالأخشاب.
7. العقبة
العقبة هي بوّابة الأردن إلى البحر الأحمر. إنها تصل إلى مدينة “أم الرشراش” الفلسطينية المحتلة عبر الحدود، ويعتليها طرفٌ من المياه المالحة مع مزيجٍ من متنزهات النخيل والشواطئ الرملية. في وقتنا الحاليّ، ومع مشاريع التطوير الواسعة، وصعود المنتجعات السياحية في “تالا باي” جنوبًا، كلّها عوامل تجعل من العقبة المخرج البحريّ الأمثل في الشرق الأوسط.
كما يمكنك أن تجول في أطلال “تل حجيرات الغزلان” القديمة، أو ترى أشجار النخيل في “شطّ الغندور”، أو أن تقوم بما يفعله الغالبية؛ الذهاب في رحلة غوصٍ ذاتي (سكوبا) تحت الماء لرؤية الشِّعاب الملونة التي تحيط بالغواصة.
8. محمية الموجِب الطبيعية
هذه المنطقة الواسعة في شمال غرب الأردن تقدّم لك بعض المناظر الطبيعية المذهلة جدًا، وتكمِّلها الوديان المتعرجة والممرات الضيقة، تُعرف بأنها أخفض محمية طبيعية في العالم، وتنحدر ببطئٍ لمياه البحر الميت المالحة.
اليوم، يستغلّها السيّاح المغامرون وتجار الملابس بشكلٍ كبير، الذين يقدمون كل شيء بدايةً من تسلق الجبال المتهور إلى تسلق الصخور المخيف في الأخاديد وليس انتهاءً بالإنزال عبر الهواء الجاف المغبر.
9. محمية ضانا الطبيعية
فلنعد بالزمن مع رحلةٍ للأراضي الوعرة لمحمية “ضانا” الطبيعية. هذه المجموعة الشاملة من الأودية المحفورة والتلال الصخرية والجبال العشبيّة والصخور الجميلة، ليست أكبر محميةٍ في الأردن وحسب، لكنها تقدم أيضًا لمحةً عن أساليب الحياة القديمة للشعوب الشرق أوسطية الذين استوطنوا هناك.
يمكنك أن تبيت في أكواخ القرى القديمة، أو اختر التخييم تحت النجوم، قبل أيامٍ من تسلق الأخاديد واكتشاف المناطق الجديدة. إنها فعلاً منطقة رائعة للمسافر المغامر!
10. مادبا
مدينة “مادبا” القديمة جدًا التي تتشبث بحافة “طريق الملك السريع” الشهير الذي يشق طريقه نحو التلال الصحراوية والقلب التاريخيّ للأردن. تطغى على منظرها صورة مسجدها الجليل المطليّ بالذهب ومجموعة من المآذن المدببة، تخفي المدينة أيضًا بعض التحف القديمة التي يعود زمنها للعصر الأموي.
هنالك الكثير من الأعمال الفنية البيزنطية المذهلة الكامنة في تجاويف ومصلّيات كاتدرائية القديس جورج الأرثوذكسية، ناهيك عن بعض الآثار الرومانية التي تتخلل البلدة. ستتمكن أيضًا من تناول “المَزَّة” الأردنية المليئة بالتوابل وتشتم دُخان “الشيشة” من المنازل العثمانية الباهتة الموجودة على طول الشارع الرئيسي.
هذه ليست الأماكن الوحيدة في الأردن، فيوجد فيها عجلون وإربد والزرقاء ومعان وشوبك وغيرها، لكننا ذكرنا في هذا المقال بعضًا منها لمحدودية الكلام، والباقي يقع على عاتقك لاستكشاف أماكن جديدة، رحلة موفقة!