Uncategorized
خطوات لكسر الروتين والتغلب على ملل الحجر الصحي… جربوها!
بقلم: جوسلين إيليا / لندن
هناك مثل إنجليزي يقول «تايدي هاوس، تايدي مايند»، ومعنى القول إن الترتيب والتنظيم هما من أهم ما يجب أن نفعله من أجل التمتع بذهن صافٍ وقدرة على الخلق والإبداع.
نحن اليوم بحاجة ماسة لتطبيق هذا القول لا سيما أننا محجورون في منازلنا، نعمل فيها ونقضي اليوم بالكامل ونحن نراوح أماكننا، هذا النمط جديد ولم يحصل من ذي قبل، وهناك تخوف كبير من قبل الأطباء النفسيين من أن يعاني عدد كبير من الناس من الأمراض النفسية والانهيارات العصبية والاكتئاب خلال وبعد فترة الحجر المنزلي بسبب انتشار كورونا.
هناك عدة أشياء ينصح المتخصصون والمنطق باتباعها خلال هذه الفترة بعيداً عن الجلوس على الكنبة ومشاهدة فيلم أو وثائقي على «نتفليكس» التي هي أيضاً تعاني من الضعط على المشاهدة، ما دفعها إلى استبدال بثها بالدقة المنخفضة.
من المهم جداً الاستيقاظ في وقت معين كل صباح، تماماً كأنك تستعد للذهاب إلى العمل، حضر نفسك وقم بارتداء ثياب مريحة تسهل عليك الحركة، تناول قهوتك، ضع نصب عينيك برنامجاً يومياً، فإذا كنت تعمل من البيت نظم نهارك واتصالاتك الخاصة بالعمل، وخذ قسطاً من الراحة بين الفينة والأخرى.
استمع إلى الأخبار ولا تكثر منها، لأنها قد تؤثر على نفسيتك سلباً وتجعلك تشعر بإحباط شديد. فهذا الوباء جعل العالم يتوقف، أهم شركات الطيران في العالم مثل الطيران السعودي وطيران الإمارات وغيرهما توقفت عن العمل، والمطاعم مقفلة ودور السينما مغلقة والحركة مشلولة، فالتغيير كبير وليس سهلاً على الإطلاق.
إلى جانب العمل بأوقات منتظمة، يمكنك القيام بجولة على مكتبتك المنزلية، قم بقراءة كتاب لم يكن لديك الوقت لقراءته وسط زحمة الحياة ما قبل فيروس كورونا الذي ربّانا أكثر من أمهاتنا وقلب حياتنا رأساً على عقب.
تحدث إلى أقربائك وأصدقائك عبر الهاتف أكثر، واستغل وجودك في المنزل وقم باتصال مرئي، فالتكنولوجيا مفيدة في هذه الفترة، فمقدمو البرامج التلفزيونية هم أيضاً يعملون من بيوتهم ويقومون بتقديم برامجهم عبر سكايب.
إذا كنت تقيم في بلد لا يسمح بترك المنزل على الإطلاق، استغل الوقت في ترتيب الخزائن، والتخلص من الثياب التي مر عليها عام أو أكثر من دون أن تستخدم، وبعدها قم بالتنظيف المنزلي الشامل. فقد ثبت علمياً أن القيام بالأعمال المنزلية يساعد في المحافظة على لياقة الجسم وصحة العقل ويؤدي إلى الراحة النفسية. كما أن النظافة من حولنا يوصى بها في ظل تفشي الوباء الحالي.
وعند ترتيب الأغراض تخلص من الأشياء التي لا تستخدمها مثل الأقراص المدمجة القديمة وغيرها، فكلما قلت الأغراض من حولك شعرت براحة نفسية أفضل، وتذكر بأنك ستوجد في منزلك أكثر من أي وقت مضى، فهذا الأمر ضروري للتماشي مع الوضع المستجد.
الإنترنت هو أفضل أستاذ، استغل يوتيوب لتعلم هواية لطالما أحببتها ولم تجد الوقت لتحقيقها، مثل الرسم على سبيل المثال، فالرسم يريح الأعصاب ويضعك في صومعة مؤقتة تجعل أعصابك هادئة.
إذا كان لديك أطفال، الأمر سيكون صعباً من دون أي شك، ولكن قم بوضع جدول لهم تماماً مثلما تضع لنفسك جدول عمل يومياً، أعطهم كثيراً من الفروض الدراسية، وهناك كثير من الخدمات الإلكترونية الحالية التي توفر التعليم على الشبكة الإنترنت بأسعار مدروسة جداً يقوم بها أساتذة في شتى المواضيع، وإذا كانوا أكبر سناً دعهم يساعدونك في مسؤوليات المنزل مثل الطبخ والتنظيف وترتيب الغرف.
إذا كنت تعيش في بلد لا يزال يسمح بالتجول المحدود فيه، كما الحال في بريطانيا، فقم بتمرينات المشي في الحدائق العامة المجاورة، على ألا تقترب من أي شخص بأقل من مترين، وقم بزيارة الأماكن المفتوحة، فالهواء الطلق مفيد للرئتين لا سيما هذه الفترة، لأن مدننا أصبحت أقل تلوثاً بسبب الحجر وتوقف الطيران وقلة انبعاثات السيارات.
الطهي مع باقي افراد العائلة مفيد جداً، وزع المهام، ودع الأولاد يبادرون في تحضير طبق ما، وتذكر دائماً أن الحجر قد يطول، فلا تدعهم يتعودون على نمط حياة كسول.
لا تجلس وحيداً، ولا تحلل كثيراً،
فكر بتروٍ، واعتبر أن هذه الفترة مخصصة للعمل والتأمل والتفكير المنطقي بعيداً عن
ضغوطات الحياة اليومية مثل المواصلات والتعب من التجوال والمقابلات وتلبية العزائم
والسفر.
إذا كنت تعيش في منزل مع حديقة، قم بالتمرينات فيها، وبما أننا
نشرف على فصل الربيع، فهذا هو الوقت الأفضل للاهتمام بالحدائق وزرع الزهور
والشتول، هناك كثير من مراكز بيع الورد التي تقوم حالياً بتوصيل الشتول والحبوب
للمنزل. الاعتناء بالحديقة وتقليمها يريح النفسية.
أما إذا كنت تعيش في شقة صغيرة من دون منفذ إلى الخارج، فقم
بزرع الشتول الصغيرة في أحواض ملونة ووزعها عند النوافذ والغرف، فهذا الأمر يجعلك
ترتاح نفسياً.